من المعتقدات السائدة على نطاق واسع أن الهدف من التعليم الأساسي والثانوي هو الحصول على درجات عالية تسمح للطالب بالدخول في التخصص الجامعي، وهذا ما نراه في معظم الأسر العربية، لذا فإن التعليم في العالم.العربي يفتقر تماما للابداع والتفكير النقدي الذي يؤهل طلاب التعليم الأساسي والثانوي لاكتساب مهارات تؤهلهم لخوض معترك الحياة وتقديم أفكار إبداعية حتى قبل دخولهم الحياة الجامعية.

ففي هذا العام 2013 دخلت شركة فيس بوك البورصة الأمريكية باكتتاب جعل رأس مال الشركه يزيد عن ال 100 مليار دولار أمريكي، وهذا الموقع الذي ابتدء بشخصين عام 2004 الذي أسسه طلاب يدرسون في جامعة هارفاد الأمريكية ليتطور ويصبح الموقع الأول في العالم، ويعمل في الشركة 4000 موظف فقط لا غير.

شركة جوجول أيضا رأس مالها حاليا 370 مليار دولاأ امريكي، وفيها ما يزيد عن 30 ألف موظف بقليل، وأيضا ابتدأت الشركة من طلاب دكتوراة في إحدى الجامعات الامريكية.

في عام 2000 ميكروسوفت قيمتها حوالي 592 مليار دولار

هذا يساوي:

عشرة أضعاف ما تقوم بتصديره البرازيل في هذا العام

ويساوي خمسة أصعاف ما تقوم بتصديره المكسيك في هذا العام

لكن البرازيل والمكسيك عدد سكانها 171,853،126 و

100,294,036

اما ميكروسوفت عدد موظفيها 32,902

هذه الأرقام تظهر الفجوة الكبيرة في عصر المعلومات حيث كانت الفجوة في العصور الماضيه 1:5 حيث إن متوسط دخل الفرد في الدول الغنية يزيد بخمس مرات عن متوسط دخل الفرد في باقي دول العالم

اليوم في عصر تقنية المعلومات أصبحت الفجوة تزداد اتساعا لتصل الى 47 مرة وسوف تصل خلال السنوات القادمة البسيطة إلى 1000 مرة عندما نصل إلى العصر الجيني.

لو نظرنا للأمثله السابقة الذكر للثلاث الشركات التي أوردتها جميعها من إنشاء طلاب في الجامعات لم ينهوا دراستهم الجامعيه (شركة جوجول عباره عن مشروع تخرج للدكتوراة ) اما فيس بوك وميكروسوفت لم ينهوا الاربع السنوات الاولى

من وجهة نظري إن التعليم الأساسي والثانوي هو الذي يصنع الفرق فمن أهم الأشياء التي تفتقر له معظم دول العالم في التعليم الأساسي والثانوي تعلم طرق التفكير النقدي والإبداعي، بالإضافة لمواد الرياضيات والعلوم، مع عدم إهمال الثقافه واللغة الخاصة بالبلد.

فها هي اليابان تضرب لنا مثالا رائعا يحتذى به في التقدم العلمي والتكنولوجي والاقتصادي مع الحفاظ على اللغة والهوية، ففي عام 1960 عبارة صنع في اليابان تعني منتج ردئ الصنع.

والآن اهتمت اليابان بالعلم والتكنولوجيا حتى أصبح الطفل الياباني يفوق الطفل الأمريكي والأوروبي في المستوى العلمي في يومنا الحالي..

وأصبح العامل الياباني ينتج اليوم خمسه أضعاف ما ينتجه العامل في بقية دول العالم، وأيضا بمنتج ذات كفاءة عالية.

ومازالت اليابان تحتفظ بلغتها وثقافتها كغيرها من البلدان المتقدمة.

وهناك كوريا الجنوبيه و دول أخرى مثل: السويد، النرويج، فيلندا، الدنمارك، المانيا وفرنسا وغيرها من الدول المتقدمة صناعيا واقتصاديا. وبهذا فإن العلم والتكنولوجيا ساعدت الناس على مضاعفة انتاجها وثرواتها بسرعه كبيرة جدا.

وسوف أتكلم في سلسلة مقالات أسبوعية حول تجارب دول استطاعت أن تغير الكثير من أنظمة التعليم الخاصه بها واستطاعت ان ترتفع وتتقدم بشكل مذهل وفي فترات قصيرة.

ماجستير ادارة اعمال ndash; جامعة نيوبرونزيوك الكندية

[email protected]

دبي