حتى وقت قريب كانت مصر مثل بقية دول العالم تتزين بالأنوار وأشجار الكريسماس في كل مكان ويحتفل المسلمون قبل المسيحيين بميلاد المسيح وقدوم سنة جديدة. حتى ظهر نفر قليل من الخوارج الجدد الذين لا دين لهم غير أنهم يؤدون الفرض ويفسدون في الأرض فشاعوا في الأرض فسادا.. تارة يكفرون من لا ينتمي لهم من المسلمين الطيبين وتارة يعادون من يخالفهم العقيدة من غير المسلمين حتى باتوا يحاربون الناس عامة ويحرمونهم بهجة الحياة التي وهبها الله لبني الإنسان.

يا هؤلاء.... هل اعمي التعصب بصائركم وأطفأت الكراهية نور ضمائركم حتى تحرمون أنفسكم بإرادتكم من نعمة الميلاد العجيب لكلمة الله رب العالمين. عجبا لكم تدعون إنكم تعرفون الله فكيف لكم بميلاد كلمته لا تبتهجون!!

يا هؤلاء.. كلمة الله هو المسيح quot;إنما المسيح.. كلمة الله وروح منهquot;، quot;..وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين..quot; نعم فكيف لا يكون كلمة الله من المقربين؟ أليس الله سبحانه ناطق وكلمته لا تفارقه أبدا ولو طرفة عين!! أوليس الله سبحانه كلي الكمال فكيف لا يكون كلمة الله وجيها في الدنيا على الأرض وهناك في السماء؟ فوجاهة المسيح نابعة من كونه بلا خطيئة... ذلك لأن كلمة الله لا تخطيء وكلمة الله لا تموت بل تعطي الحياة لكل من يقبلها.. وهي في حالة حياة دائمة مادام الله حيا لا يموت حتى وإن صار لكلمة الله في زمن ما في مكان ما جسد إنساني مثل باقي البشر يأكل ويجوع.

يا هؤلاء...ألم تقرئوا في الكتب أن الله سبحانه خلق الكون بكلمة quot;كن فيكونquot; ما يعني أن المسيح والذي هو كلمة الله هو ذاته quot;كن فيكونquot; ما يعني أيضاً أن: بالمسيح خلق الإنسان وبالمسيح خلق الكون كله، وبالمسيح يشفي المرضى وبالمسيح يقام الموتى، وبالمسيح تخلق الأعين من طين وبالمسيح تضمد جراح المساكين، ويتعزي الحزانى ويشبع الجياع ويرتوي الظمآن فلا يعود يعطش ابدأ..

رنمت الملائكة يوم مولد المسيح الترنيمة الخالدة quot;المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرةquot;. فميلاد المسيح يعطى للأرض السلام ومن هذا السلام يحصد الناس الفرح والمسرة، وفرح الناس ومسرتهم هو غاية الله وهو المجد لله في الأعالي.

نداء إلى القادة السياسيين والمسئولين الحكوميين وإلى كل العقلاء من المسلمين والمسيحيين ومن كل الملل والنحل من كل حدب وصوب.... أدعوا لمثل هؤلاء التعساء بالرحمة وابذلوا كل الجهد الصادق الأمين لتنقية المناهج الدراسية والخطب الدينية من أفكارهم الخاطئة عن الله رب كل البشرية، وصححوا لهم أفكارهم المغلوطة عن الإنسان والحيوان وكل عناصر الكون الروحية والمادية.

فإن فشلتم في ذلك فاعلموا أن مقومات التخلف والكراهية والجهل سوف تتواصل وستضيع كل خطط التنمية والرخاء ولن يتحقق لا الأمن ولا الآمان لكم ولا لشعوبكم... وإن فلحتم في ذلك تقدمت البلاد وعم الرخاء والسرور ربوع المسكونة فيكون بذلك مجدا لله في العلا.

كل عام وكل الناس في كل العالم وكل الخليقة في الكون كله بخير المسلمين والمسيحيين والهندوس والبوذيين ومن لا دين لهم أو معتقد.. افرحوا وتهللوا بميلاد كلمة الله رب العالمين.

[email protected]