اثناء اجتماعات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية 06.01.2014 ارسلت الامم المتحدة الدعوات لأكثر من خمسين دولة لحضور جنيف2، مستثنية إيران. تلك الاجتماعات التي ماتزال متواصلة تمت عملية انتخاب قيادة الائتلاف، ونجح الرئيس الحالي احمد الجربا كما نجح الدكتور بدر جاموس وبقي في موقعه كأمين عام للائتلاف. بكل معارضات العالم، البشر يناقشوا البرنامج السياسي والخطة السياسية، وما فعلته القيادات السابقة قبل المؤتمر، وماهي النتائج التي حققتها لصالح تلك المعارضة أو المؤسسة، وبناء على تلك المداولات، يتقدم المرشحون ببرامجهم السياسية للمرحلة المقبلة، وفيما بعد تجري انتخابات بناء على هذه البرامج... إلا في الائتلاف السوري تنتخب القيادات ودون أن تقدم تقريرا عن عملها السابق وتترك المسائل السياسية لمابعد...لأنه من المفترض أن الناس تترشح وتنتخب بناء على معطيات السياسة... وهذا ان دل فهو يدل على أن الاهم هو الموقع وليس منتجه السياسي.الاغرب من كل هذا أنه بعد الانتخابات المعيبة هذه، حصلت انسحابات عديدة من الائتلاف، ودون أن تقال كلمة سياسية واحدة حتى لحظة تكاثر الانسحابات!! الغريب أنه لم يخرج عضو واحد من هذا الائتلاف ليعترض على ما تم من مهزلة، ليقل مثلا: الانتخابات تختتم الاجتماع وليس العكس. ما يؤكد كلامنا هنا، أن الاستقالات والانسحابات حاولت أن تتلطى خلف الموقف من جنيف، مع أن الائتلاف لم يتخذ قراره حتى لحظة كتابة هذه المادة!! لم يتجرأ اصحابها بعضهم على الأقل، على القول أننا انسحبنا لأننا لم ننجح انتخابيا!! لو كان همهم سياسي فعلا لاستطاعوا تأجيل الانتخابات لمابعد مناقشة المعطيات السياسية والحلول المقترحة بخصوص جنيف2. الاستقالات تعيد نفس الاسطوانة المشروخة، لنفس الاشخاص الذين ساهموا هم ومن بقوا في شرذمة التمثيل السياسي للثورة. لاقيمة سياسية لها سوى الاستمرار في هذا الانحدار للمعارضة السياسية.

رغم أنه من المفترض البدء بتقرير عن المرحلة السابقة، وماذا فعلت القيادة القديمة؟ ما الذي قدمته للثورة؟ مع ذلك لو تغاضينا عن هذا الامر، كان الاجدى البدء بمناقشة ما يحدث على الارض من استمرار للصوملة. المعركة مع داعش تجري في المناطق المحررة، وماذا يعني هذا؟ وهل القوى التي تقاتل داعش تقاتلها بناء على غطاء سياسي محدد أم ماذا؟ ثم المناطق المحاصرة جوعا كيف يمكن مساعدتها؟ مناقشة الموقف العسكري والتدخل الايراني ومرتزقته.. أين وصل الموقف الدولي من الثورة السورية؟ كلها اسئلة من المفترض أن تناقش وأن تطرح اجوبة عليها قبل مهزلة الانتخابات هذه. طبعا بات من الواضح أن الطرف الذي نجح بالانتخابات هو الطرف الذي يستمر في مهمة تشكيل الائتلاف وهي الذهاب لجنيف2 دون أية ضمانات ربما طمعا quot; بانقاذ دمشقquot;!. قلت في مقال سابق ليذهبوا لجنيف2 لأنه مؤتمر لسد الذرائع أمريكيا، سيذهبون إليه وهم مكللين بالشرذمة. لهذا ذهابهم من عدمه واحد. والاطرف ان التيار الذي نجح ليس لديه برنامجا سياسيا واضحا من أية قضية. والاغرب من كل هذا وذاك أن الكتل انقسمت انتخابيا، ولم تنقسم سياسيا... كيف تنقسم كتلة لها نفس البرنامج السياسي من أجل انتخاب شخص لايوافق على هذا البرنامج؟ اللاجئون والمعتقلون والمفقودون والناس المتواجدة بالمناطق المحررة، وبعض المناطق غير المحررة... هم الثورة وليس هؤلاء.