إستدعاء القيادي البارز في الاتحاد الوطني الکردستاني محمود سنکاوي من جانب أحدى محاکم اقليم کوردستان على خلفية قضية إغتيال الصحفي الکوردي کاوهzwnj; کرمياني و احتجازه، يمکن إعتباره بمثابة إنعطافة ملفتة للنظر بشأن الوضع الحرج الذي صار فيه الاتحاد الوطني الکردستاني بعد أن واجه نکستين أولهما الغياب المثير للشبهات للأمين العام للإتحاد و رئيس الجمهورية جلال الطالباني و ثانيهما تکبده تلك الخسارة الکبيرة في الانتخابات الاخيرة و التي شهدت صعودا ملفتا للنظر لحرکة التغيير التي يقودها السياسي البارز نوشيروان مصطفى.

قضية کاوهzwnj; کرمياني التي منحت کل هذا الاهتمام و الترکيز الاعلامي و القضائي، يمکن قراءة قرار إستدعاء سنکاوي من ناحيتين متباينتين و هما:

ـ ضعف الاتحاد الوطني الکردستاني و تراجعه و عدم تمکنه من مواجهة الامور کسابق عهده أيام تواجد أمين عامه المخضرم جلال الطالباني بين صفوفهم ولاسيما وانه ليس هناك من مسؤول في الاتحاد الوطني بوسعه أن يفصح بحقيقة الوضع الصحي للطالباني الذي تبدو المؤشرات انه قد صار في وضع لايطمأن مطلقا، وغياب الطالباني او لنقل إفتقاد الامل بعودته للساحة السياسيةquot;وهو الاقرب للواقع و الحقيقةquot; تجعل من الاتحاد الوطني ساحة مکشوفة أمام خصومه وان محمود سنکاوي سيکون القطر الذي من بعده سينهمر الغيث، وهذا مايعني إشارة اولية عملية ذات مغزى بأن الطالباني قد إنتهى وان لم يعلن عن ذلك رسميا!

ـ يبدو أن هناك قياديين في الاتحاد الوطني يريدون أن يحسمون الجدل الدائر في الشارع الکردي بشأن قضية إغتيال الصحفي کاوهzwnj; کرمياني و يريدون من خلال مثول محمود سنکاوي أن يصححوا من المسار السابق للإتحاد و يعيدوا ثقة الشارع به في مواجهة خصمه المحنك نوشيروان مصطفى الذي يجتاح رويدا رويدا الشارع الکردي و يضع خصومه في زاوية ضيقة.

السؤال هو: لو کان الطالباني بعافيته هل کان بالامکان إستدعاء سنکاوي أمام القضاء الکردي و إحتجازه؟ أغلب الظن أن الاجابة هي بالنفي لأن الطالباني سياسي براغماتي متمرس و يحسب لکل خطوة أکثر من حساب، خصوصا وان الحزب الديمقراطي الکردستاني قد قام بحسم ملفات صحفيين تم إغتيالهم و لم يقدم أي مسؤول ککبش فداء(کما هو الحال مع سنکاوي)، رغم ان قطاعا واسعا من الشارع الکردي لايزال يميل الى أن الصحفيين سردشت عثمان و سوران مامهzwnj; حمهzwnj; قد تم إغتيالهما و بدم بارد من قبل مسلحين تابعين للحزب الديمقراطي الکوردستاني، خصوصا وان الاول قد تعرض في أحد مقالاته لأبنة مسعود بارزاني رئيس إقليم کردستان، ولهذا فإن إثارة قضية کاوهzwnj; کرمياني لن تکون مفيدة و مؤثرة لو لم يتم حسم ملفي سردشت عثمان و سوران مامهzwnj; حمهzwnj; ومن المتوقع أن تساهم قضية کرمياني في إحياء ملفي سردشت عثمان و سوران مامهzwnj; حمهzwnj; والاقتصاص من قتلتهم أيا کانوا، ناهيك عن صحفيين آخرين کانوا محسوبين على الاتحاد الوطني وتم إغتيالهم من جانب الحزب الديمقراطي الکردستاني أيام المواجهة بين الحزبين من أجل النفوذ و السلطة.

إستدعاء محمود سنکاوي، عضو المکتب السياسي للإتحاد الوطني الکردستاني و أحد أبرز القادة العسکريين فيه، أمام أحد المحاکم و إحتجازه، يعني الکثير في الحسابات السياسية على الساحة الکردية عموما و على ساحة محافظة السليمانية المعقل السابق للإتحاد الوطني خصوصا، لکنه و لأهميته يثير السؤال الاکبر و الاهم وهو: هل هي إشارة لنهاية الطالباني؟!