يا ويلنا مما ينتظرنا في هذا الوطن الموصوف بـquot;العربيquot;!! لم يكفنا ما يهدّدنا به يوميا فقهاء (التكفير محل التفكير) حيث لم يتركوا جانبا من جوانب حياة العربي إلا وأصدروا فيه فتوى وفتوى مضادة لدرجة يحتار العربي أية فتوى منها يطبق ويحتذي، وبالتالي فأية فتوى يختار هو في النهاية مخطىء في نظر صاحب الفتوى النقيضة. لم تكفنا هذه الحالة المصيبة فقد دخلت على خط الافتاء غير المستقيم الواجهة التكفيرية الإرهابية التي تطلق على نفسها اسم (الدولة الإسلامية في العراق والشام) مختصرة ب quot;داعشquot;، وهي في الحقيقة كما أثبتت كافة الوقائع الميدانية في العراق وسوريا تحديدا أنّها مجرد واجهة ديكورية إجرامية للنظام الأسدي الذي ارتكب بحق الشعب السوري طوال السنوات الثلاثة الماضية ما لم يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني طوال 65 عاما مضت من عمر الاحتلال.

اثباتات جديدة حول quot;أسديةquot; داعش
تظهر ضمن مجريات الحدث السوري ضد نظام الأسد وجرائمه الوحشية، ما يثبت بشكل غير قابل للشك، أنّ هذه ال quot;داعشquot; حقيقة هي صناعة أسدية بالتعاون مع حلفائه خاصة في العراق وإيران، كي يظهروا المعارضة السورية بأنّها واجهة ارهابية لتخويف الدول الغربية التي عانت كثيرا من ارهاب هؤلاء المتطفلين على الإسلام واعطاء ارهابهم صفة إسلامية، وبالفعل بدأ تخوف الغرب يمارس ميدانيا منذ التوقف عن التفكير بالقيام بأية ضربة عسكرية ضد نظام الأسد أو اقامة منطقة حظر جوي أو تقديم أي دعم تسليحي نوعي لقوى المعارضة والثورة السورية في مواجهة الآلة العسكرية الجهنمية للنظام من أسلحة كيماوية وصواريخ وبراميل متفجرة. من هذه الاثباتات الجديدة حول تأكيد أسدية داعش الإرهابية:

1 . دخول داعش ميدان الفتوى التكفيرية
إذ ظهر المدعو quot;أبو محمد العدنانيquot; الذي يقدّم نفسه بأنّه quot;الناطق الرسمي باسم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشامquot; في تسجيل صوتي بثّه على اليوتيوب مدليا فيه بتصريح لا يمرّ على جاهل إلا أنّه تستر باطني للدفاع عن نظام الأسد، إذ قال فيه: quot; إنّ الوضع في سوريا مختلط الحابل بالنابل، فتن سوداء تنتظر، يرقق بعضها بعضا، وأعداء الأمة يكيدون للجهاد في الشام بنفس الكيد الذي كادوا له في العراق قبل عشر سنينquot;. ولمزيد من التغطية والفتنة المضلله هاجم الطائفة الشيعية بشكل عام أينما وجدت، ثم وصل إلى ما يخدم نظام الأسد ويريده فأعلن:

تخوين الإئتلاف والمجلس الوطني والعسكري و..و..
و كل القوى المعارضة السورية التي تحارب النظام القمعي، معتبرهم (طائفة ردة وكفر) لذلك (فكل ما ينتمي لهذا الكيان هو هدف مشروع لنا في كل مكان، وقد رصدنا مكافأة لكل من يقطف رؤوسا من رؤوسهم وقادتهم)، مهدّدا بأنّ رجاله من (الأسود الجائعة) تماما مثل اسد سوريا جائعة لقتل كل من يعارضه، والدليل على عمالة هذه الداعش أنّها لم تستهدف أي موقع للنظام ولم يستهدف النظام أي تجمع لها، بينما تقوم علانية بقصف وتدمير مواقع الجيش السوري الحر وتشتبك مع كافة قوى الثورة السورية..فلماذا استثناء جيش الأسد المتفرغ لقتل الشعب السوري يا داعش؟. وليس هذا فحسب، بل تهدّد داعش الأسدية بسحب كافة رجالها من العراق للتفرغ كأسود جائعة للقتال في سوريا!! قتال من؟ قوى المعارضة والثورة ضد النظام فقط. وهذا ما كشفه الجيش السوري الحر، حيث أكّد أنّ داعش فكت مرارا الحصار عن مواقع للنظام السوري وأنّ ضباطا في المخابرات السورية هم قياديون في تنظيم داعش. وأنّ العديد ممن اعتقلتهم داعش تم ايصالهم لسجون الأسد، وأكثر الأمثلة دليلا هو الطبيب البريطاني عباس خان، الذي اختطفته داعش أولا من مدينمة حلب، ليتم ايصاله لسجون الأسد في دمشق، وهناك يتمّ إعدامه ليعلن النظام المجرم أنّه انتحر. وأكّدت تقارير فرنسية وتقارير وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو علاقة داعش بنظام الأسد والشراكة التي نمت بين الطرفين، وأن قياديين في داعش هذه كانوا سجناءا في سجون الأسد وتمّ الإفراج عنهم للإلتحاق بهذا التنظيم المشبوه خدمة للنظام وتخويفا للغرب.

2 . تواطؤ النظام العراقي في تهريب سجناء للقتال مع داعش
وهذا ما أعلنّه وأكّده وزير العدل العراقي حسن الشمري، حيث قال في تصريحات تلفزيونية أنّ quot;رؤوسا كبيرة في الدولة سهّلت هروب سجناء القاعدة من سجني أبو غريب والتاجي في بغداد، لتقوية النظام السوري من خلال تقوية تنظيم داعش، وتخويف الولايات المتحدة من أية ضربة عسكرية ضد نظام بشار الأسد وتأكيد أنّ البديل له هو ذلك التنظيمquot;. وعقّبت على ذلك النائبة عن القائمة العراقية quot;لقاء ورديquot; قائلة: quot;إنّ ما ذكره وزير العدل، حسن الشمري، هو quot; الأصح والأقرب إلى المنطق والواقعquot;، واضافت النائبة: ( إنّ اشخاصا في مكتب رئيس الحكومة سبق أن تورطوا في بتهريب سجناء تنظيم القاعدة من السجون الرئاسية في البصرة..وانّ هذا موثق بتقرير زودتنا به لجنة الأمن والدفاع النيابية).

لذلك فلتهنأ داعش بهذه العلاقة الودية وصلة الرحم مع نظام الأسد الوحشي، لكن ليس من حقها استعمال الإسلام صفة لتسميتها، فالإسلام والمسلمين يتبرأون من هذا القنتل الإجرامي للشعب السوري من خلال نظام الأسد وداعشته الإرهابية.
www.drabumatar.com