في تصريح مثير للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في حواره مع خدمة هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أكد على ضرورة رفع العقوبات الدولية عن ايران، ووجوب الاعتراف باسرائيل وإقامة علاقات طبيعية معها، وعارض ترشيح السيسي لرئاسة الجمهورية المصرية فيما ترشح باعتباره عسكريا، واصر على ان الاسد راحل رغم ان ذلك قد يتطلب وقتا!
هذه التصريحات وصفت بانها مثيرة، والاسباب ليست غير واضحة، فهي تصدر من اعلى منصب رسمي في الامارات العربية المتحدة، وتمس بعض (المحرَّمات) لدى كل او بعض الانظمة العربية، وتاتي في وقت تشهد فيها المنطقة حالة مربكة من خلط الاوراق.
من عادتي وانا امارس التحليل السياسي في كثير من الاحيان اشخِّص بعض (البوصلات) لاستهدي بها في تحليل الحدث السياسي، واستشراف المستقبل جهد الامكان، كنت اترصد حركة وزارة الخارجية القطرية لاقرأ ما يجري في منطقتنا لاني كنت اعتبرها مفتاحا مهما لفهم ذلك، واتابع برامج وتحليلات الجزيرة لانها فضائية قطر بالدرجة الاولى، والان هل يمكنني ان استعين بهذه التصريحات لممارسة ذات المهمة ؟
هل العقوبات الدولية على ايران في طريقها للرفع ؟ وهل بات مؤكدا ان السيسي سيرشح لرئاسة الجمهورية المصرية ؟ وهل ستطبع العلاقات مع اسرائيل ؟ وهل بشارالاسد في طريقه الى الرحيل السياسي ؟
ليس بعيدا ذلك، كليا او جزئيا، ولكن المثير هنا حقا، ان رئيس وزراء الامارات لم يأت على ذكر العراق، سواء فيما يجري فيه وعليه، او فيما يخص الحلول الممكنة، او فيما يتعلق بمستقبله، رغم ان العراق يمر بمرحلة حرجة للغاية، لا تترك بصماتها الخطرة على العراق وحده بل ربما المنطقة كلها!
هل يمكن ان نستنتنج من كل ذلك ان ما يجري في العراق الان مرشّح للاستمرار؟
حرب في الانبار والفلوجة، ومفخخات مستمرة في العاصمة بغداد، وارتباك في العملية السياسية، ومشاكل بين المركز والاقليم، وما الى ذلك من نظائر في غاية الصعوبة والاشكالية!
محللون يؤكدون ان القضاء على بؤر وجماعات الارهاب في العراق ليست بتلك السهولة، وما وعد به السيد رئيس الوزراء نوري المالكي من انه سيقضي على الارهاب بغضون سبعة ايام لا تختلف عن عشرات الوعود التي اطلقها سابقا في كثير من المجالات الاقتصادية والامنية والسياسية، وكان الاولى به ان يهيئ الناس لحرب ليست سهلة ولا قصيرة بالشكل المثير، وهناك الكثير من المحللين يتخوفون من المرحلة التالية، اي بعيد الانتهاء من معركة داعش فيما إذا انتهت، حيث العشائرالمشاركة للحكومة في حربها هذه ليست في غاية البراءة السياسية، ولها خبرة في كيفية التعامل مع الحكومة العراقية، وفي مثل هذه الحال ينبغي اتباع خطة سياسية واعلامية غير التي عليها الحكومة العراقية الان...
تصريحات رئيس دولة الامارات العربية يجب اخذها بنظر الاعتبار، ومن اهم بما يمكن ان نستفيده من هذه التصريحات قوله ان الرئيس الايراني احمد احمدي نجاد اخبره: (إذا اطلقت صاروخا على اسرائيل، فكم ساقتل من الفلسطنيين ؟ وحينها ستدمر الولايات المتحدة الامريكية، والاتحاد الاوربي مدن بلادي، لست مجنونا كي اذهب إلى هذا الحد، إنه سلاح من الماضي)!
هل تصريح نجادي هذا ينسجم مع تصريح وزير الخارجية الايراني ظريف من ان الغرب قادر على مسح السلاح الايراني بلحظات ؟
وفي ذلك (لعبرة) لمن يعتبر!