ضمن خطوات كشف و متابعة و إستقصاء الشبكات التجسسية الإيرانية في الكويت و الخليج العربي ، وهي مهمة ستراتيجية صعبة و معقدة و تصطدم ببعض القناعات و الرؤى و الأفكار و حتى اللوبيات ، تمكن جهاز الكمارك الكويتية في ميناء الشويخ من كشف ملابس عسكرية كويتية وبرتب و أصناف مختلفة كانت في طريقها للتهريب لإيران يحملها مقيم إيراني في دولة الكويت!

و المثير إن ذلك الإيراني إعترف بأنها ليست المرة الأولى التي يقوم بها بمثل ذلك العمل! و أن هنالك شحنات سابقة من ملابس الجيش الكويتي قد وصلت لطهران!! و السؤال البديهي و الأول هو ماذا يفعل الإيرانيون بتلكم الملابس و الرتب و النياشين؟ هل سيقيمون حفلة تنكر كبرى في طهران بمناسبة التخفيف من العقوبات الدولية؟ أم أنهم سيحتفظون بها في متحف التاريخ العسكري؟ أم أن هنالك مآرب أخرى نعرفها جميعا و تعرفها بكل تأكيد و تفصيل الجهات الأمنية في الكويت و التي تمتلك خبرات تاريخية و متراكمة في التعامل مع عصابات وفرق تجسس الولي الإيراني الفقيه و حرسه الثوري الإرهابي سواءا من الإيرانيين أنفسهم أم من عملائهم المحليين أو الإقليميين في العراق و لبنان..!، بكل تأكيد فإن تلكم الملابس ماهي إلا جزء بسيط من مشروع التوسع العسكري و الخطط المستقبلية الجاهزة لجهاز حرس الثورة الإرهابي و الذي يعيش اليوم القلق الكبير بفعل ما ستتمخض عنه محاكمات لاهاي و التي أحد المتهمين فيها شخص كان متورطا في يوم الإرهاب الكويتي الكبير في 12/12/1983 وهو اللبناني المدعو الياس فؤاد صعب و الذي كان محكوما بالإعدام و معتقلا في السجن المركزي حتى جاء الغزو العراقي الغاشم عام 1990 ليهرب من السجن و العقوبة و يعود لإيران وحيث مارس من جديد جرائمه.

إذن فإن للقضية أبعادها الإرهابية الكبرى، فتهريب ملابس عسكرية لأصناف القوات الكويتية ليس مجرد عملية سياحية عادية! ، كما أنها ليست بريئة الأهداف بالمرة! ، بل تتناسب طرديا مع ما يدور في المنطقة من مخططات لإشعال الفتن و توسيع مساحات الفوضى وزرع قوى التخريب الإرهابية في الخليج العربي، و هو مشروع ستراتيجي إيراني و حيوي ، فما حصل في البحرين من تدخل فج و خطير و ما فعلته السعودية و دول الخليج العربي من إجهاض للمخطط الإيراني عبر الإستعانة بقوات درع الجزيرة و حفظ الأمن الوطني لمملكة البحرين قد أثار أعصاب صانعي القرار الإرهابي في إيران الذين تصوروا بأن الأرض في الخليج العربي ممهدة لهم بالكامل بسبب شبكاتهم التجسسية الخاصة و لوبياتهم السياسية و الإجتماعية و المالية!! وكان لدولة الكويت حصة الأسد من شبكات التجسس و التخريب طيلة العقود الثلاث المنصرمات من عمر الأزمة المتنقلة و الدائمة في الإقليم الخليجي ، الإيرانيون وهذه حقيقة يدربون عناصرا خليجية و منهم كويتيون أيضا على أعمال تعرض عسكرية و إثارة قلاقل داخلية تستدعي توفر ملابس عسكرية لإشاعة أجواء إنقلابية تمويهية هي جزء من مشروعهم الإرهابي الكبير في المنطقة ، لاحظوا أن النظام العراقي قبل غزوه للكويت صنع سيناريو قديم موديل 1960 محوره بأن محاولة إنقلاب عسكرية قد جرت في الكويت ضد النظام القائم و أن هؤلاء العسكر قد طلبوا المساعدة من العراق لتأمين نجاح إنقلابهم و تحقيق وحدتهم الإندماجية مع العراق!!!! وهي أكذوبة سمجة و رخيصة و بايخة بالكامل إنتهى عمرها الإفتراضي و لكن غباء نظام صدام حسين سوقها للعالمين رغم إنكشافها!!!

أنا اليوم لا أستبعد تكرر سيناريو قريب من ذلك النوع قد يخطط له دهاقنة الإرهاب الحرسي في إيران و بوسائل أخرى قد يعلم جانبا منها الأمن الكويتي الذي يمتلك من الخبرات و الطاقات و الإمكانيات ما يمكنه التعرف على كل ملامح المخططات السرية الإيرانية الخبيثة، فإيران تمتلك جيوش من العملاء و الجواسيس في دول الخليج العربي، كما أن العراق قد تحول لقاعدة إيرانية كبرى و لمنطقة عمليات عسكرية و إستخبارية إيرانية آمنة بالمطلق و لا يجب أن ننسى شحنات الأسلحة التي كانت قادمة من العراق و متجهة لمملكة البحرين لتمويل و إدامة الإرهاب الإيراني هناك!!، المخطط الإرهابي الإيراني واسع و طموح و لا ينبغي التقليل من نتائجه و آثاره كما فعل النائب البرلماني الكويتي فيصل الدويسان مثلا و الذي علق على شبكات التجسس الإيرانية بقولته الشهيرة : ( ما فيها شي... إسرائيل تتجسس على الولايات المتحدة )!!!

ترى ماذا سيقول اليوم وهو يرى ملابس الجيش الكويتي تشحن لإيران؟.

القضية خطيرة و التحدي جدي للغاية ، و عملية غزو جديدة ليست مستبعدة بالمرة في ضوء تحالف أهل الإرهاب الإيراني الذين نشهد اليوم إندحارهم و خذلانهم... كل الإحتمالات ممكنة و كل الخيارات مفتوحة... و الله يستر...!

[email protected]