&تكاد تكون نكته مسخة المطالبة باسقاط حيدر العبادي ولم يمضي على أستلامه منصب رئيس الوزراء سوى أسبوعين لا اكثر قضى منها ثلاث ايام في نيويورك وكثرت بها الاشاعات والتأويلات. المفارقة أن بعض الشيعة يعتقدون أنهم متضررون من قرارات العبادي الاخيرة فيما يعتقد بعض السنة أنهم مستفيدون من نفس هذه القرارات. وحقيقة الامر وبمراجعة بسيطة لهذه القرارات سيجد أي باحث منصف أن العبادي يعمل لحد الان باتجاهين الاول من خلال حملة تنظيف الفاسدين والمقصرين والاتجاه الثاني يحاول العبادي أن يقدم صورة المختلف عمن سبقه في محاولة عقلانية لتفتيت بعض الضغوط التي ورثها ممن سبقه. ولكن حتى في هذا المسار الحساس عليه أن يكون باعلى درجات الحذر بأن الثوابت الجغرافية والتاريخية والسكانية الواقعية في العراق لايمكن ان تكون أوراق مساومة على طاولة السياسة وتحت أي مبرر.

أن العبادي بحاجة الى دعم الجميع وبحاجة الى أن يأخذ الوقت الكافي لابراز قدراته المتوقعه وعزمه المنتظر وهو أيضاً بحاجة ملحة أن يظهر الوجه القوي والسلوك الواعي وهذه من مستلزمات هذا المنصب الخطير خاصة مع أعداء العراق الدمويين ومن يدعمهم ومع سراق المال العام وذيولهم ومافياتهم.

وعلى العبادي أن يخرج من ضيق الحزبية الى فضاء الكفاءة وأن يتجاوز بؤس الحكم العشائري والعائلي الى أنسانية الانسان وأن ينظف الوزارات والسفارات من ذيول العوائل الحاكمة في العراق فليس من المعقول ولا المنطق ولا حتى الدين ولا الاسلام أن ترى ألقاب عائلية وعشائرية مكررة في أعلى المناصب وأخطرها دون غيرها بل وسأزيد وأقول ليس من الانسانية بشيء وهي الاهم من الدين نفسه أن نرى أن ثلاث محافظات صغيرة معينة تهيمن على المناصب والمقاولات والمشاريع وكل مقدرات البلد.فمثل هذا التراكم النفسي سيولد رد فعل عنيف في المجتمع العراقي وعند الشيعة قبل غيرهم ولو بعد حين.

أن مهمة العبادي ليس سهلة وستكون جداً صعبة خاصة مع البعض من داخل الدعوة والقانون والتحالف الوطني وهم يضعون العصا في عجلة العمل، ومن المنطق أن يكون رده في هذا الاتجاه بفتح الكثير من الملفات التي تحمل بين صفحاتها تفاصيل خطيرة ستغير وجه العراق السياسي ولسنوات طويلة قادمة.وأن يكون شعاره الواضح والصريح لا حصانة للفاسدين السراق ولا للإرهاب الدموي.الحصانة الوحيدة يجب أن تكون لحياة وحرمة ودماء وطموحات المواطن العراقي.

العبادي فكر جديد وسلوك جديد وخطاب جديد والبلد بحاجة ملحة الى ذلك لأجل التغير، لذلك اي مظاهرات في هذا الوقت بقصد او دون قصد هي عرقلة للتغير المنشود فلننتظر لفترة مناسبة ونرى واذا فعلآ تجاهل المطالب والثوابت الشعبية وتجاوز التغير ولم ينظف الوزارت والسفارات من الفاسدين ولم يوقف زحف العوائل المسعورة على المناصب والحكم حينها سنخرج جميعآ ونهتف بصوت عالي وبسلوك عملي (نعم لإسقاط العبادي). ولكن مظاهرات للمواطن والوطن وليس مدفوعة الثمن مسبقآ.

&

[email protected]

&