من الواضح أن رئيس الحكومة العراقية الدكتور حيدر العبادي يمشي على خيط رفيع جدا في طريق جهنم العراقي، فهو في مواجهة شقوق و فتوق و شروخ مجتمعية و سياسية وعسكرية خطيرة جدا تهدد وحدة العراق بسبب حجم الهزائم العسكرية و التركة الثقيلة و الكئيبة التي تركها له رئيس الوزراء السابق نوري المالكي و الذي لا زال يتآمر و يمني النفس بعودة جديدة لكرسي الوزارة الأولى و هي أمنية تشابه حلم إبليس في دخول الجنة!

كما أنه أي العبادي في ورطة إرضاء حلفائه الطائفيين و المرتبطين مباشرة بالنظام و المشروع الإيراني مثل عمار الحكيم و مجلسه الإيراني الأعلى و بقية العصابات الطائفية التي هي فروع للحرس الثوري الإيراني مثل عصابة بدر لصاحبها هادي العامري ! أو عصابة العصائب لصاحبها قيس الخزعلي أو عصابة مقتدى الصدر الذي خف صوته هذه الأيام لأن بطاريته تحت الشحن في إيران (الشقيقة)! و حيث سيظهر قريبا و هو يرتدي حلة الجنرال بعمامة واحدة ليقاتل الأمريكان في مقبرة النجف!

و لعل تأكيد العبادي بحصوله على ضمانات بعدم دخول قوات برية غربية ( أمريكية ) تحديدا للعراق فيه خداع كبير للنفس أولا و للجماهير ثانيا، فآلاف الجنود الأمريكان قد توافدوا على قواعدهم القديمة في العراق و لو تحت صفة مستشار!! بلغ عددهم 13000 مستشار!! وهو رقم غير مسبوق في تاريخ المستشارين في الكون!! كما إن العبادي ما فتأ يقول لإرضاء المعسكر الإيراني طبعا فنحن نتفهم وضعيته النفسية الصعبة و الحرجة بأن القوات العراقية أكثر من كافية لمقاتلة الإرهابيين و إن ما ينقصهم الغطاء الجوي؟ و السؤال هل تمتلك داعش أو العشائر سلاحا جويا يمنع تقدم قوات العبادي و ميليشيات الحشد الطائفية المتجحفلة معها!! و لماذا فشلت قواته و العصابات الشعبية الطائفية المرافقة في فك حصار الجيش في الصقلاوية!! خصوصا وان الحشود الشعبية التي يتحدث عنها مجرد أرقام لا تمتلك فاعلية التحرك الميداني الناجح؟ ثم من أين جاءت للعبادي الضمانات التي تمنع دخول و مشاركة قوات برية غربية للقتال!!

الأمر ببساطة ليس بيده و لابيد حكومته و لا بيد الحكيم الصغير بل بيد قيادة الأركان الأميركية فهي وحدها التي تقرر طبيعة التدخل بعد دراسة الموقف الميداني؟

نعلم بأن العبادي ليس عسكريا وهو قائد عام بحكم منصبه و ليس تخصصه!! و لكن مثل هذه الأمور لا تنفع معها شطارة أو حذلقة أو محاولات اللعب بالكلمات!! لقد طرد العبادي القيادات العسكرية السابقة الفاشلة و المرتشية و المرتبطة بقائد الفساد و مختار الهزائم نوري المالكي!! وهوة اليوم بدون قيادة أركان حقيقية، إن الجيش العراقي الحالي أشبه بالجيش السوري عشية حرب 1967 حينما دخل الحرب بدون قيادة أركان لأن قيادة البعث العظيم قد أعدمت غالبية القيادات!!

اليوم يتكرر المشهد بهزلية سقيمة و مؤسفة في العراق في ظل حالة الجهل المركب الذي تعيش في ظله السلطة العراقية بكامل أركانها... الحقائق الميدانية تقول إن الجيش العراقي و الجموع الطائفية المحتشدة معه لن تستطيع أبدا مواجهة داعش و العشائر بل أنها باتت تنفذ للأسف مخططا ديموغرافيا طائفيا يتمثل في إستباحة مناطق السنة و إحلال آخرين محل السكان بعد التهجير و لدوافع و أغراض طائفية محضة! و العبادي طبعا لايرضى أبدا بمثل تلك الأساليب حسبما هو ظاهر لكونه مكلف بمهمة كلفه بها التحالف الغربي ( البريطاني ) تحديدا وهي إنقاذ مايمكن إنقاذه و محاولة تقليم أظافر النظام الإيراني في العراق وليس إستئصالها فتلك مهمة شبه مستحيلة تحتاج لإحتلال أمريكي جديد للعراق!

العبادي يحارب على جميع الجبهات من أجل إرضاء الجميع وهي أيضا مهمة مستحيلة، فإرضاء الحليف الإيراني و الحليف الأمريكي في وقت واحد هو أمر دونه خرط القتاد، و عصابات إيران في العراق باتت تشحذ سكاكينها للمواجهة الحتمية القادمة فجنود العم سام يعودون للعراق وفقا لحسابات البنتاغون وهي أكثر دقة و تفصيل و أصدق أنباءا من وعود وعهود العبادي.

&

[email protected]

&