لاحقا لمقالتي السابقة في موقع "إيلاف" التي كانت بعنوان (قصّ الرؤوس بدعة داعشية أم مرورث ديني تاريخي؟) ، رأيت من الموضوعية أن أتتبع ظواهر داعش وممارساتها في ما يطلق عليه "العهد القديم" وهو الجزء الأول من التسمية الشائعة (الإنجيل) حيث جزئه الثاني يطلق عليه "العهد الجديد". وفي هذا السياق توجد مسألة تحتاج لأجوبة خاصة من القساوسة المتخصصين في تاريخ الكنيسة و حفظة كتابها المقدس. وقد لفتت هذه المسألة نظري منذ زمن طويل خاصة بعد قراءتي قبل ما يقرب من 35 سنة لكتاب المؤرخ اليهودي " يواكيم بيرنر" ، كتابه المشهور والمترجم للغات عديدة ( باباوات من الحي اليهودي) حيث يستعرض تاريخ الكنيسة الأوربية وكيف صعّد عدة شخصيات يهودية....يهودية ملتزمة بديانتها اليهودية لمنصب وموقع "بابا الفاتيكان" ومارست عملها كبابا للفاتيكان وهي مستمرة في إيمانها بيهوديتها،& مما يعني أنّ وجودها في كرسي البابوية لسنوات طويلة كان مجرد سيناريو لخدمة أغراض أخرى لا علاقة لها بالكنيسة والديانة المسيحية. المسألة التي لفتت انتباهي هي أنّ كتاب الديانة اليهودية هو ما يطلق عليه "التوراة" أو "أسفار موسى الخمسة" التي هي القسم الأول فقط من "العهد القديم". وكتاب الديانة الديانة المسيحية هو المعروف بإسم "الإنجيل". فمن...وكيف... ومتى...ولماذا..تمّت إضافة كتاب اليهود "التوراة" لكتاب المسيحيين "الإنجيل" ليطلق على الكتابين معا اسم (الكتاب المقدس)؟. هذا مع ملاحظة غريبة للغاية وهي أنّ دور العبادة اليهودية "الكنيس"لا تطبع ولا تستعمل ولا توزع إلا أسفار موسى الخمسة التي هي عندها (التوراة) بينما كنائس كافة الدول العربية بما فيها الكنائس الفلسطينية تطبع الكتاب المقدس بقسميه العهد القديم أي التوراة اليهودية والعهد الجديد اي الإنجيل المسيحي، ويحمله ويقرأه المسيحيون المتدينون بقسميه. ما هو تفسير هذه الوقائع التاريخية والممارسات اليومية منذ سنوات طويلة؟ الجواب عند المتخصصين في تاريخ الكنيسة تحديدا، فطرحي للملاحظات والإسئلة من متابع محايد فقط أؤمن بأنّ الدين علاقة شخصية بين الشخص و خالقه على قاعدة (لكم دينكم ولي دين).

وعودة لتفاصيل عنوان المقالة هذه،
لاحظت بعد قراءة عميقة للعهدين القديم والجديد أنّ تعاليم وأوامر الرب في العهد القديم مختلفة تماما وعلي النقيض من تعاليم& الرب في العهد الجديد مما يجعل البعض يشعر أنّها تعاليم وأوامر صادرة عن ربّين مختلفين في التوجهات والتعاليم، فلماذا تمّ ضمّ كتابيهما لبعض؟. وما جعلني أركّز على تتبع هذا الموضوع ودراسته هو مواقف وتصريحات الحاخام اليهودي اليميني المتطرف "عوفاديا يوسف" الذي استعمل التوراة وتعاليم ربّها خلفية و دافعا لقتل الفلسطينيين وإبادتهم دون صدور أية إدانة لهذه التصريحات والمواقف الحاخامية من أي مسؤول رسمي من مسؤولي الاحتلال الإسرائيلي، خاصة أنّ هذا الحاخام يصدّر فتاويه باسم (الله) كما يراه هو ويفهمه. فمثلا في شهر آذار / مارس من العام 2002 ميلادية حرّض هذا الحاخام علي قتل العرب ونعتهم بجنس الأشرار الذين أجاز الله ذبحهم وقتلهم و إبادتهم جماعيا ، وأن قتل العربي شعيرة دينية ينال عليها ( القاتل ) ثوابا حسنا . وكان الحاخام نفسه قد دعا قبل ذلك إلي قتل الفلسطينيين ووصفهم بأنهم ( خنازير وليسوا بشرا ) ، كما حذر من التفاوض معهم ( لأنهم أفاعي سامة لا تلبث أن تنقض عليك فتلدغك ). إن فتاوى هذا الحاخام واضحة ومفهومة& لكن ما هو غير واضح فيها هو (الله) الذي يقصده ويستعمل تعاليمه للقتل والإبادة الجماعية .

وفي أسفار موسى الخمسة (التوراة) تجد مرجع وخلفية،
&كافة الأقوال والممارسات التي ينطلق منها هذا الحاخام في توجهاته وفتاويه ضد الفلسطينيين والعرب. تسرد أسفار موسى الخمسة "التوراة"& قصة يشوع بن نون مع مدينة أريحا وسكانها ، و تعاليمها كما وردت في سفر يشوع ، الإصحاح السادس : "& ( وَقَالَ يَشُوعُ لِلرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ تَجَسَّسَا الأَرْضَ: «ادْخُلاَ بَيْتَ الْمَرْأَةِ الزَّانِيَةِ وَأَخْرِجَا مِنْ هُنَاكَ الْمَرْأَةَ وَكُلَّ مَا لَهَا كَمَا حَلَفْتُمَا لَهَا». 24&& فَدَخَلَ الْغُلاَمَانِ الْجَاسُوسَانِ وَأَخْرَجَا رَاحَابَ وَأَبَاهَا وَأُمَّهَا وَإِخْوَتَهَا وَكُلَّ مَا لَهَا، وَأَخْرَجَا كُلَّ عَشَائِرِهَا وَتَرَكَاهُمْ خَارِجَ مَحَلَّةِ إِسْرَائِيلَ. 24& وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا، إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ ). ونفس الحرق والتدمير يتم بصورة أبشع مع مدينة ( عاي ) وشعبها وملكها ، إذ يرد في سفر يشوع ذاته ، الإصحاح الثامن : " 23 وَأَمَّا مَلِكُ عَايٍ فَأَمْسَكُوهُ حَيًّا وَتَقَدَّمُوا بِهِ إِلَى يَشُوعَ.
24 وَكَانَ لَمَّا انْتَهَى إِسْرَائِيلُ مِنْ قَتْلِ جَمِيعِ سُكَّانِ عَايٍ فِي الْحَقْلِ فِي الْبَرِّيَّةِ حَيْثُ لَحِقُوهُمْ وَسَقَطُوا جَمِيعًا بِحَدِّ السَّيْفِ حَتَّى فَنُوا، أَنَّ جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ رَجَعَ إِلَى عَايٍ وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ.
25 فَكَانَ جَمِيعُ الَّذِينَ سَقَطُوا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ مِنْ رِجَال وَنِسَاءٍ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا، جَمِيعُ أَهْلِ عَايٍ.
26 وَيَشُوعُ لَمْ يَرُدَّ يَدَهُ الَّتِي مَدَّهَا بِالْمِزْرَاقِ حَتَّى حَرَّمَ جَمِيعَ سُكَّانِ عَايٍ.
27 لكِنِ الْبَهَائِمُ وَغَنِيمَةُ تِلْكَ الْمَدِينَةِ نَهَبَهَا إِسْرَائِيلُ لأَنْفُسِهِمْ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ الَّذِي أَمَرَ بِهِ يَشُوعَ.
28 وَأَحْرَقَ يَشُوعُ عَايَ وَجَعَلَهَا تَلاًّ أَبَدِيًّا خَرَابًا إِلَى هذَا الْيَوْمِ.
29 وَمَلِكُ عَايٍ عَلَّقَهُ عَلَى الْخَشَبَةِ إِلَى وَقْتِ الْمَسَاءِ. وَعِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ أَمَرَ يَشُوعُ فَأَنْزَلُوا جُثَّتَهُ عَنِ الْخَشَبَةِ وَطَرَحُوهَا عِنْدَ مَدْخَلِ بَابِ الْمَدِينَةِ، وَأَقَامُوا عَلَيْهَا رُجْمَةَ حِجَارَةٍ عَظِيمَةً إِلَى هذَا الْيَوْمِ.
30 حِينَئِذٍ بَنَى يَشُوعُ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ فِي جَبَلِ عِيبَالَ،.
&من يتخيل 12 ألف قتيل وهم جميع سكان وأهل عاي؟ ومن يتخيل هذا التمثيل بالجثث وبإسم الرب؟. ويصف الإصحاح الحادي عشر ، ما فعله يشوع في مملكة حاصور ، فيقول :
&" 10ثم رجع يشوع في ذلك الوقت واخذ حاصور وضرب ملكها بالسيف. لان حاصور كانت قبلا راس جميع تلك الممالك. 11وضربوا كل نفس بها بحد السيف. حرّموهم. ولم تبق نسمة. واحرق حاصور بالنار. 12فاخذ يشوع كل مدن اولئك الملوك وجميع ملوكها وضربهم بحد السيف. حرمهم كما أمر موسى عبد الرب. 13غير ان المدن القائمة على تلالها لم يحرقها اسرائيل ما عدا حاصور وحدها احرقها يشوع. 14وكل غنيمة تلك المدن والبهائم نهبها بنو اسرائيل لانفسهم. واما الرجال فضربوهم جميعا بحد السيف حتى ابادوهم. لم يبقوا نسمة. 15كما أمر الرب موسى عبده هكذا امر موسى يشوع وهكذا فعل يشوع. لم يهمل شيئا من كل ما امر به الرب موسى. ".
&وليس هذا الهولوكست البشع& هو فقط ما ضمّه واحتواه سفر يشوع ، فهناك عند ( الله ) الذي تتلمذ الحاخام يوسف عوفوديا علي أفكاره وتعاليمه المزيد و المزيد ، فهذا ( الله ) لم يكتف بكل القتل و الذبح و الحرق السابق ، فبدءا من الإصحاح الثالث عشر وحتى الإصحاح الرابع و العشرين المزيد من الاستيلاء علي أراضي الغير،أي احتلالها و استيطانها ليتم توزيعها علي أسباط ( عشائر ) بني إسرائيل ، وسوف نضطر إلي نقل وإيراد أغلب ما ورد في هذه الإصحاحات ، إن استمرينا في الاستشهاد والتدليل علي أفعال يشوع بن نون و جيوشه ، لذلك اكتفي بمطلع الإصحاح الثالث عشر ، أما الباقي فهو متاح لمن يريد قراءة هذه البشاعة مباشرة من الإصحاحات المذكورة ... يرد في مطلع الإصحاح الثالث عشر حرفيا:
13 :1 و شاخ يشوع تقدم في الايام فقال له الرب انت قد شخت تقدمت في الايام و قد بقيت ارض كثيرة جدا للامتلاك
13 :2 هذه هي الارض الباقية كل دائرة الفلسطينيين و كل الجشوريين
13 :3 من الشيحور الذي هو امام مصر الى تخم عقرون شمالا تحسب للكنعانيين اقطاب الفلسطينيين الخمسة الغزي و الاشدودي و الاشقلوني و الجتي و العقروني و العويين
13 :4 من التيمن كل ارض الكنعانيين و مغارة التي للصيدونيين الى افيق الى تخم الاموريين
13 :5 و ارض الجبليين و كل لبنان نحو شروق الشمس من بعل جاد تحت جبل حرمون الى مدخل حماة
13 :6 جميع سكان الجبل من لبنان الى مسرفوت مايم جميع الصيدونيين انا اطردهم من امام بني اسرائيل انما اقسمها بالقرعة لاسرائيل ملكا كما امرتك
13 :7 و الان اقسم هذه الارض ملكا للتسعة الاسباط و نصف سبط منسى ".

هل يعقل أن تصدر سياسة وخطط التهجير الجماعي ( الترانسفير )هذه عن الرب،
&وإن كان ذلك أليس من حق كل الباحثين عن الحق والعدالة ، أن يتساءلوا عن هوية هذا ( الرب ) ، الذي يأمر بطرد ( واحد و ثلاثون ملكا وشعبا ) ـ كما هوعدد أسمائهم في الإصحاح الثاني عشر، من أجل توريث أرضهم وبلادهم وأملاكهم لبني إسرائيل . وهل تختلف سياسة وخطط هذا (الرب) عن السياسة الإسرائيلية في الستين عاما الماضية؟ وهي نفس السياسة التي حذر منها باحثون يهود في الندوة التي أقيمت في الناصرة ، في نهاية الأسبوع الأول من شهر مايو / آيار لعام 2001 م ، حيث تدارسو مع باحثين عرب ما يعرف بوثيقة ( مؤتمر هرتسيليا ) التي وضعت وخططت لترحيل جماعي للفلسطينيين وقد شارك في هذه الندوة :
ـ البروفسيور أورن يفتاح ـ إيل ، رئيس قسم الجغرافيا السياسة في جامعة بئر السبع .
ـ الدكتور عزيز حيدر ، المحاضر في علم الاجتماع في جامعة القدس .
ـ الدكتور ثابت أبو راس ، المحاضر في الجغرافيا السياسية في جامعة بئر السبع .
ـ& الكاتب سالم جبران ، المحاضر في معهد الدراسات اليهودي ـ العربي ، في جبعات حبيبة .
ـ الباحث نظير مجلي ، مراسل جريدة الشرق الأوسط في إسرائيل .
&
هذا ومما عرف وتمّ كشفه أن مؤتمر هرتسليا ، كان قد عقد أيام 19 ـ 20 ديسمبر / كانون الأول 2000 م في مدينة هرتسليا شمال تل أبيب للبحث في مستقبل الدولة الإسرائيلية إثر اندلاع إنتفاضة الأقصى ، وقدم المؤتمر تصورات لمشاكل إسرائيل الحالية ، خاصة الفجوة التي تفصل بين شرائح المجتمع الإسرائيلي ، بين الإشكناز والسفارديم ، وما تراكم علي ذلك من حوالي مليون من المهاجرين من دول الإتحاد السوفيتي السابق في السنوات العشر الماضية ، حيث أغلبهم لا يتكلم العبرية ولم يحاولوا تعلمها ولهم ثقافات مختلفة& وأنماط سلوك وحياة تتقاطع من نمط الحياة اليهودي ، بالإضافة إلي أنّ نسبة عالية منهم ليسوا ( يهودا ) بل( مسيحيين ) إدّعوا أنهم ( يهود ) كي يهاجروا إلي ما صورته لهم الدعاية الصهيونية ، أنها ( جنة الله ) فإذا هذه الجنة هي ( دولة إسرائيل ) حرب ورصاص ومتفجرات وغارات مما أوجد هجرة معاكسة من إسرائيل إلي خارجها ، لذلك فإنّه في دراسات هذا المؤتمر كان من الخطط التي أوصي بها الخبراء الإسرائيلييون مسؤولي الاحتلال هي سياسة الترحيل الجماعي الترانسفير للعرب في دولة الاحتلال إسرائيل ومناطق السلطة الوطنية الفلسطينية. وتوصيات هذا المؤتمر تنسجم مع ما أعلنه شارون قبل وفاته أكثر من مرة بأنّه يخطط إلي جلب غالبية اليهود في العالم إلي دولة الاحتلال في نهاية عام 2020 م ، أي بعد حوالي ستة سنوات من الآن، وهذا لن يكون سهلا إلا بترحيل العرب والفلسطينيين من القطاع والضفة وداخل أرض عام 1948& البالغ عدّدهم قرابة سبعة ملايين نسمة.

و نفس الهولوكست في أسفار توراتية أخرى،
ففي سفر ( القضاة ) الإصحاح الأول :" 1 وكان بعد موت يشوع ان بني اسرائيل سألوا الرب قائلين من منّا يصعد الى الكنعانيين اولا لمحاربتهم.
2 فقال الرب يهوذا يصعد. هوذا قد دفعت الارض ليده.
3 فقال يهوذا لشمعون اخيه اصعد معي في قرعتي لكي نحارب الكنعانيين فاصعد انا ايضا معك في قرعتك. فذهب شمعون معه.
4 فصعد يهوذا. ودفع الرب الكنعانيين والفرزّيين بيدهم فضربوا منهم في بازق عشرة آلاف رجل.
5 ووجدوا ادوني بازق في بازق فحاربوه وضربوا الكنعانيين والفرزّيين.
6 فهرب ادوني بازق. فتبعوه وامسكوه وقطعوا أباهم يديه ورجليه.
7 فقال ادوني بازق سبعون ملكا مقطوعة أباهم ايديهم وارجلهم كانوا يلتقطون تحت مائدتي. كما فعلت كذلك جازاني الله. وأتوا به الى اورشليم فمات هناك
8 وحارب بنو يهوذا اورشليم واخذوها وضربوها بحد السيف واشعلوا المدينة بالنار".

تأملوا!!! بنو إسرائيل ينوون ويقررون أولا، ثم يسألون ( الرّب ) ، فيجيبهم (الرّب) بما يتوافق مع نواياهم التدميرية ، وهنا لا نملك إلا أن نسأل : هل يقود بني إسرائيل (الرّب) في التوراة ؟ أم أن (الرّب) يقودهم؟
&و في سفر صموئيل الثاني الإصحاح الثاني عشر :
&"26 وَحَارَبَ يُوآبُ رِبَّةَ بَنِي عَمُّونَ وَأَخَذَ مَدِينَةَ الْمَمْلَكَةِ.
27 وَأَرْسَلَ يُوآبُ رُسُلاً إِلَى دَاوُدَ يَقُولُ: «قَدْ حَارَبْتُ رِبَّةَ وَأَخَذْتُ أَيْضًا مَدِينَةَ الْمِيَاهِ.
28 فَالآنَ اجْمَعْ بَقِيَّةَ الشَّعْبِ وَانْزِلْ عَلَى الْمَدِينَةِ وَخُذْهَا لِئَلاَّ آخُذَ أَنَا الْمَدِينَةَ فَيُدْعَى بِاسْمِي عَلَيْهَا».
29 فَجَمَعَ دَاوُدُ كُلَّ الشَّعْبِ وَذَهَبَ إِلَى رِبَّةَ وَحَارَبَهَا وَأَخَذَهَا.
30 وَأَخَذَ تَاجَ مَلِكِهِمْ عَنْ رَأْسِهِ، وَوَزْنُهُ وَزْنَةٌ مِنَ الذَّهَبِ مَعَ حَجَرٍ كَرِيمٍ، وَكَانَ عَلَى رَأْسِ دَاوُدَ. وَأَخْرَجَ غَنِيمَةَ الْمَدِينَةِ كَثِيرَةً جِدًّا.
31 وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِي فِيهَا وَوَضَعَهُمْ تَحْتَ مَنَاشِيرَ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسِ حَدِيدٍ وَأَمَرَّهُمْ فِي أَتُونِ الآجُرِّ، وَهكَذَا صَنَعَ بِجَمِيعِ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ "
أية محرقة ... أية مذابح أبشع من هذا الهولوكست التوراتي ضد العديد من الشعوب في ذلك الوقت .
لذلك فإن فتاوى الحاخام يوسف عوفاديا ، تنطلق عن قناعة منه بهذه البيئة التوراتية ، الحافلة بالقتل بأبشع الطرق ، وما المجازر التدميرية التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان وإعدامه لأسرى من الجنود المصريين إلا تطبيق ميداني لهذه التعاليم التوراتية الداعشية ... من هنا ينطلق الإستغراب حول ظروف ضم التوراة للإنجيل ليصبحا ( الكتاب المقدس ) التوراة العهد القديم ، الإنجيل العهد الجديد ، خاصة أنهما كتابان مختلفان في الروح و السلوك. لذلك أعود وأنصح بقراءة كتاب المؤرخ اليهودي يواكيم بيرنر (باباوات من الحي اليهودي ) ففيه الكثير من المعلومات الموثقة المدهشة التي لا اعرف هل قرأه قساوسة الكنائس العربية والفلسطينية أم لا. روح العداء والقتل الجماعي والإبادة البشرية المتعمدة مع سبق الإصرار والتخطيط من الصعب فهم ورودها في أي كتاب سواء كان بشريا أو إلهيا، فالحياة الحرّة الكريمة من حق كل الشعوب ، لذلك لا بد من الإجماع العالمي على رفض ومحاربة أية داعش تحت أية مسميات من كافة القوميات والديانات.
www.drabumatar.com

&

&