مالم تتم المصالحة الفلسطينية وتعود فلسطين موحدة تحت قيادة واحدة بعيدا عن المتاجرين بالقضية من حماس والفاسدين من فتح ومالم يتم حل القضية الفلسطينية حلا جذريا، فلا جدوى لمؤتمر إعادة إعمار غزة، الأموال تأتي معظمها من دول الخليج لإعادة بناء ما خربته ألة الحرب الإسرائيلية، بعدها تستأنف الحرب، فتدمر إسرائيل ما بناه العرب، لا نريد لمؤتمر القاهرة أن يكون مجرد مناسبة لتبييض وجه الأمم المتحدة والولايات المتحدة، والدول المدافعة عن الحريات وحقوق الإنسان، بل نريده صرخة حقيقية للمظلومين من أبناء الشعب الفلسطيني الذين يدفعون ثمن مغامرات المتاجرين بدمائهم من قيادات حماس، الذين تزيد أموالهم في البنوك، ويسكنون القصور تاركين الغلابة من أهل غزة في العراء، أين كانت الأمم المتحدة وواشنطن والدول الأوربية حين كانت غزة تحت القصف الإسرائيلي خمسين يوما؟

الصورة في غزة تبدو مفزعة، حجم الدمار الذى لحق بالقطاع جراء أحدث موجات العدوان الإسرائيلى ضد الفلسطينيين في يوليو وأغسطس الماضي، خمسون يوما من القصف الجوى والبرى والبحري، تخللتها موجات من الاقتحام البرى الجزئي، أودى هذا العدوان بحياة أكثر من ألفى شهيد وعشرة آلاف جريح، نصفهم على الأقل سوف يقضون ما بقى لهم من أعمار وهم يعانون عاهات مستديمة فى أبدانهم، وألما نفسيا أشد قسوة، لا تنفع معه أدوية أو علاج.

مؤتمر إعمار غزة، فى القاهرة، قد يكون فرصة أخيرة للعالم الحر والشعوب المحبة للسلام لاستعادة ذلك الجزء المفقود من ضميره الإنساني، فقطاع غزة يمكن أن يتحول في ظل السلام إلى سنغافورة ميناء بحري وأرض وبشر وأراض خصبة، وناس تريد العيش الكريم، وهو ابسط حقوق البشر، ليست غزة مجرد قطعه أرض طواها النسيان، وتجمع من البشر يعيش في هوان، بعد أن لحقه الدمار بسبب كارثة طبيعية كزلزال أو بركان، إن قطاع غزة جزء من وطن يسمى فلسطين، وطن يخضع لآخر سلطة احتلال على وجه الأرض، كل دول العالم تحررت ماعدا فلسطين، وما يسمى المجتمع الدولي ثبت أنه مجرد وهم، بلد واحد يدير العالم حسب المصالح والاهواء،&ويزعم محاربته الارهاب. في عالم&يصنع تنظيم القاعدة، وينقلب عليها، ثم يصنع تنظيم داعش الإرهابي، ويدعي محاربته، يدعم إسرائيل، ويعقد المؤتمرات التي تبيع الوهم، وتزعم أن للفلسطينيين حقوقا يجب استردادها، الولايات المتحدة تتوه في بحر الظلمات لأن السفينة يقودها "باراك اوباما"، دون خبرة الملاح الماهر، يقود بلاده إلى الدمار والتفكك وهو ات لا محالة لأنه من سنن الكون، سيأتي الإعصار يدمر كل شيء وتتحول الولايات إلى دويلات صغيرة وما حدث للإتحاد السوفيتي ببعيد .

المحادثات غير المباشرة ـ بين الفلسطينيين وإسرائيل تدور في دائرة مفرغة أملا في إحياء مسار سياسى ليس له نهاية، ومعاناة شعب لن تنتهي، كيف تنتهي، وفلسطين واقعة في الأسر، والسجان لا يزال يمارس كل أنواع الإيذاء النفسي والمعنوي، ألم يإن للضمير الإنساني أن يستيقظ من سبات عميق ويدرك أن عهد توقيع الشيكات، والتقاط الصور التذكارية، قد إنتهى، آن الأوان لإيجاد حل سياسى عادل للقضية الفلسطينية تضمنه الدول الكبرى ثم تحمى بعده خطط البناء وإعادة الإعمار.

إعلامي مصري