مرة أخرى يبرز الکذب و النفاق الترکي بأوضح صورة و يقوم"کدأبه و طبعه الذي تطبع عليه" بالمزايدة و الابتزاز على حساب دماء و مآسي و مصائب آخرين عندما يقوم بدوره المثير ليس للشبهة فقط وانما للقرف أيضا.
&
ترکيا الاتاتورکية المتتوشحة حاليا بدثار الاسلام"الانتهازي"، تسعى للعب دور تحاول من خلاله إرضاء کل الاطراف، کما کانت تفعل أبان حرب الخليج الثانية عندما کانت من جانب تتملق لصدام حسين فيما کانت تقوم بالمساومة مع التحالف الدولي من أجل أن تحصل على مکاسب کبيرة على حساب الجميع، ومن يتمعن في النهج السياسي المتبع من جانب الحکومة الترکية يجد انها تسعى لجمع کل التفاحات في سلتها بدءا من طهران و مرور بواشنطن و بغداد و إنتهاءا بجارها الذي يبيض لها ذهبا اسودا أي تنظيم الدولة الاسلامية الذي لايعني إرهابه شيئا أمام ماتجنيه من البترول الرخيص المصدر لها!
&
الولايات المتحدة الامريکية و من خلال الموقف الهزيل و اللاواقعي للرئيس اوباما، تحاول جهد إمکانها إرضاء ترکيا أردوغان کي تدخل الحرب و تمنع سقوط کوباني، لکن اوباما لايعلم بأن صمود کوباني هو أکثر شئ يثير سخط و غضب أنقرة و سلاطينها العثمانيين الجدد، وانها تتطير من أي نصر يتم تحقيقه من خلال المقاتلين الکرد من قوات حماية الشعب البطلة التي تتحمل لوحدها عبأ مواجهة التطرف و الارهاب مجتمعين بأسوأ صورة لهما نيابة عن العالم کله، وهي ترقص طربا کلما وجدت مغول العصر الحديث وهم يحققون تقدما في کوباني، لکن الذي يثير أکثر من علامة إستفهام و تعجب هو: أي مستشارين يمتلك حسين اوباما هذا؟
&
المواجهة الضارية التي تدور رحاها حاليا في کوباني و التي تدور اساسا بطلب و ضغط من الاتراك أنفسهم الذين يتخوفون من أن يثمر الصمود الکردي في کوباني عن نصر يثير الحماسة و الامل و التفاؤل في أعماق وجدان کل انسان کردي، ولأن الجمهورية الاتاتورکية المتأسلمة سبق وان أعلنت بأنها ستحارب الدولة الکردية ولو نشأت في أقصى الدنيا، فإنها تجد من صميم امنيتها بأن ينتصر الدواعش في حربهم ضد الکرد في کوباني، وان ترکيا أردوغان ومن خلال التضارب و التناقض في مواقفها خصوصا الصفقة التي إستبدلت فيه مواطنيها بمطوبين ارهابيين، فإنها تفضح نفسها بنفسها و تثبت للعالم کله بأنها ضد تحقيق أية نتيجة إيجابية لصالح الصمود الاسطوري لمقاتلي قوات حماية الشعب البسلاء.
&