&
خلال الشهور الماضية تتالت التقارير عن موجات الإعدام في إيران، ولاسيما في عهد الرجل المبتسم روحاني. وقد نشرنا عن ذلك في مقالات سابقة. وفي 14 من الشهر الجاري نشرت صحيفة واشنطن تايمز& تقريرا مسهبا يلخص جملة تقارير وتصريحات أميركية وأوروبية عن الموضوع، وينتقد بشدة إدارة أوباما لتجاهلها هذه الانتهاكات البشعة لحقوق الإنسان في إيران في الوقت الذي تقدم فيه هذه الإدارة تنازلا بعد آخر لإيران في الموضوع النووي، وتعطيها فرصة بعد فرصة لمواصلة نشاطها النووي وللتحايل على المجتمع الدولي في مفاوضات نووية تستمر منذ ثماني سنوات كاملة كسب خلالها نظام الفقيه الوقت بعد الوقت باسم التفاوض.. المعلومات المنشورة في الصحيفة تؤكد معلومات سابقة عن أن وتيرة الإعدامات تسارعت منذ عام، وبلغت 936 حالة. وخلال الشهور التسعة المنصرمة وحدها تم إعدام 560 شخصا، بينهم نساء وقاصرون ما بين 17 و15 عاما، من& دون أن تتفوه إدارة أوباما بكلمة استنكار علنية بحجة التفاوض مع ان ريغان كان يفاوض السوفيت حول& تخفيض السلاح& ولكنه، في الوقت نفسه، كان يفضح علنا، وكل مرة، الانتهاكات الكبيرة لحقوق الإنسان في الاتحاد السوفيتي، مما كان يشكل ضغطا أدبيا وسياسيا على القادة السوفيت ويشجع نشطاء حقوق الإنسان والديمقراطية في الاتحاد السوفيتي. ووفقا للصحيفة، فثمة تقرير عام يجري إعداده حول& ما يجري في إيران تحت عنوان " ما وراء ابتسامة روحاني"- هذه الابتسامة المراوغة التي تخفي بشاعة واستهتار النظام الإيراني ورعايته للإرهاب ونشاطاته التخريبية في المنطقة كلها- العراق وسوريا واليمن ولبنان والبحرين وغيرها.
أوباما لا يعير أهمية ما لوضع حقوق الإنسان الإيراني، ورأيناه أيام انتفاضة 2009 لا ينطق بكلمة واحدة تضامنا مع الشعب الإيراني، حتى عندما قتل الباسيجي [ الإس ..إس& الإيراني] شبابا وقاصرين، ومنهم الشهيدة ندا أغا سلطان.. وقد سار الاتحاد الأوروبي مع هذا الموقف المعيب والخطر، مثلما سسكت مون سكرتير الأمم المتحدة؛ ولا نتحدث طبعا عن الصين وروسيا بوتين اللتين لا تعرفان معنى لحقوق الإنسان والديمقراطية واللتين تعملان للامتداد على حساب الجيران وتشلان مجلس الأمن.
&أوباما مهووس بالصفقة النووية، ويفصل اعتباطا ولحسابات خاطئة بين النشاط النووي وبين انتهاكات حقوق الإنسان ونشاطات نظام الفقيه الإرهابية في المنطقة. وهو يرى رأي العين التدخل الإيراني في العراق وجولات قاسم سليماني باسم الحرب على داعش [صوّرته الشاشة الإيرانية مع القوات العراقية]، ويتوهم أن إيران يمكن أن تساعد على دحر داعش مع أنها من أسباب ظهور وتمدد داعش بسبب تدخلها في سوريا وتبنيها لسنوات طوال للمالكي في سياساته وممارساته الطائفية والدموية التي خلقت مناخا ساهم في تقدم داعش واحتلالاته في العراق.. .
إن الدبلوماسية لا تعني طرح القيم والمواثيق الإنسانية جانبا لحسابات سياسية قاصرة. وإن الصمت عما تفعله إيران في سوريا والعراق ولبنان واليمن، وما تسلطه على الشعب الإيراني من قمع دموي ووحشي، إنما يشجع إيران وغيرها من قوى العنف والاستبداد والعدوان على المزيد من الجرائم والانتهاكات والاعتداء على الجيران وغير الجيران...
&