العمليات الجوية الأمريكية في العراق تكلف 7.5 مليون دولار يومياً والتطوّرات المفاجئة وتغيّر خارطة توغل وتمدد فصائل الأرهاب المختلفة على الأرض توضح فشل إستراتيجية أمريكا وحلفائهما في قطع دابر الأرهاب في العراق وسوريا لأسباب عديدة.&
&
إستراتيجية الحرب المعروفة في معاهد وكليات الحرب هي الخطة العامة في السَوق والتعبئة والتكتيك الميداني المتكيف والحرب النفسية لتحقيق عناصر النصر المبدئية. هذه الأستراتيجية ليست مُهيأة لا للعراق ولا لسوريا وهو الأمر الذي أوصل بفصائل الأرهاب وأهداها أن تتحول من الدفاع الى الهجوم وتتحدى وجود الدولة عن طريق بعض أبناء العشائر والضباط السابقين، بسرقة أسلحتها الخفيفة وعتادها واغتنام أسلحة متنوّعة وذخيرة وزيادة تحديها بسيطرتها الحالية على أسلحة ثقيلة وطائرات سورية رفعت من معنويات المقاتلين مع هذه الفصائل.&
&
مازالت الدقة مفقودة في معرفة طبيعة تلفيق الأستراتيجية الأمريكية والتهليل العربي لها وبيعها للشعب العراقي والسوري إعلامياً. هذه الدقة المفقودة يسودها التحايل ويتخللها الكثير من التلفيق والتضليل والسادية وتُسبّب عاهة في جسد الأمة العربية.&
&
مانراه اليوم وفي الايام المقبلة هو إستمرار للخراب والدمار الواضح لحضارة العراق وسوريا ويرى مواطنينا المشردين، دول النفاق العربي الأسلامي تملئ العالم بالضجيج عن مشاركتها القتالية الهشة التي لاوجود لها على الأرض، وتمرّر المشاركة بصعوبات وتأزم وقرارات ومؤامرات على بعضها في مساندة أو معاقبة فصائل إرهابية جهادية تتحكم بحركاتها مالياً، من بينها مساندة فصيل تغذيه المخابرات الأمريكية علناً " بعد موافقة الكونغرس منح هذا الفصيل نصف مليار دولار"، وفصائل قوات داعش الداعية الى قطع رأس إستراتيجية الجنرال الأمريكي المتقاعد جون آلن ورئيسه الجنرال مارتن دمبسي الذي عقد اجتماعا طارئا في قاعدة اندروز الجوية في ماريلاند قرب واشنطن مع قادة عسكريين يمثلون 22 دولة في التحالف الدولي ضد الجهاديين الأسلاميين مع أنه لايعرف إنتماءاتهم.&
&
أستراتيجية القيادة الأمريكية والعقل المحرك للحرب فاشلة وتعتمد على جنرالات أوباما من المتقاعدين العجزة كالجنرال دمبسي والجنرال آلن، وكل منهما يجرب حظه في وضع خطة التنسيق والتعاون والتحالف، ويعتقد الكثيرون أن خطة الجنرال دمبسي مكتوب لها الفشل مسبقاً لأحتوائها المناورات السياسية ضمن الأطر العسكريه البالية وأرقام التحايل في عدد وقوات ونوعية الدول المشاركة الحالية والسابقة. فالموصل مثلاً سقطت بيد ألارهاب في الاسبوع الأول من حزيران يونيو 2014 الماضي بمناورة القوى المحلية العشائرية المؤيدة لدولة الخلافة، و لم يكن لتأثير الغارات الجوية السابقة على مشارف أربيل والموصل إي قيمة على الأرض، والغارات والحالية غرب بغداد والرمادي وتكريت لم تأتي بنتائج مثمرة على الأرض، ومقاتلوا داعش في متاريسهم من الفلوجة حتى مدينة كوباني على الحدود التركية ومازالت تمتلك المبادءة بالهجوم التكتيكي وعنصر المباغتة على طول الحدود الفاصلة بين العراق وسوريا بأيديها.&
&
وبقي الملاذ الوحيد في العالم للقتلة و الزناة و المفسدين آمنا لكل الفصائل الأرهابية بعدما أحكم داعش قبضته على الموصل مطلع حزيران"يونيو"وآلت إليه ممتلكات عامة وخاصة وعقارات وبنوك وبيوت ضمها إلى ما أسماه"بيت المال"ضمن خلافة ولاية نينوى ويترأسهم قتلة عتاة من مرتكبي الجرائم ضد الشعبين والإنسانية.
&
الجنرال دمبسي سيجرب حظه بأستراتجية عقيمة وهو مازال يضع للعرب مقترحات الخطط في محاضرات أكاديمية لدحر داعش وفصائل إرهابية لايعرف أسمائها وأماكن تواجدها وطبيعة شمس الحرية والديمقراطية التي تتضلل تحتها، كما أنه ومستشاريه لايعرفون ماتبتغيه هذه العصابات المسلحة من أهداف وغايات قريبة وبعيدة. ومازال يجرب حظه في جلب تركيا المسلمة للتحالف مع العرب سياسياً وعسكرياً لمحاربة قوى الأرهاب والعقيدة الجهادية " الممول بعضها من أمريكا، تركيا، ودول الخليج ".&
&
ومنذ سقوط الموصل بيد الأرهاب بدأ غبار الكذب يعلو سماء المعركة المفتعلة الهزيلة وتكشفه إستراتيجية ((مع وضد)) العشائرية ولمن يدفع أكثر الغير معروفة في تاريخ الحروب. ضف لها (( لاقوات أمريكية عربية إسلامية على أرض الميدان ولا مقر عسكري لغرفة عمليات تجمع قادة التحالف)). ثم نضيف الى ذلك أقوال الجعفري رجل السياسة والاستراتيجية معاً ووزير خارجة العراق الحالي (( لا نقبل بوجود قوات أمريكية على أرض العراق )) المناقضة للتحالف ويناقضها الطلب الرسمي العربي الكردي البرلماني العراقي في السلطة وتصريحاتهم المتكررة (( نحن بأمس الحاجة لقوات أمريكية تشارك في الجهد العسكري العراقي )) والبيشمركة من القوات الكردية تحت ضغط يومي وهم مرابطون بخطوط القتال الرئيسية وعلى جبهات مختلفة.&
&
إكمال التخريب هو السعي والأجتهاد الأقليمي العربي والأسلامي والصهيوني العبري للعراق وسوريا. والتخريب المقصود هنا لايشمل فقط تجنيد وإرسال فصائل الحقد والشر والجهل المسماة " إسلامية" وإنما يشمل كل من إمتص أموال العراق وسوريا وإستخدمها في إستمرارية التخريب الذي لم ينقطع ولم يتوقف رغم إلتماسات الحكومة العراقية لدول الجوار وإبداء رغبتها في تنمية علاقات ممتميزة ووعود هذه الدول بالرغبة المماثلة ورغم الأستعانة بدول الغرب الديمقراطية لتحقيق هذه الرغبة.&
&
الحملة المناهضة لداعش وقوى الارهاب كانت مغلفة بالوعود العربية والأسلامية الكاذبة التي صدقها وإبتلعها حكام هزيلو الفكر السياسي من المسؤولين في العراق وسوريا وهشاشة معرفتهم لما يجري في بلادهم وأوضاع أهاليها، وهم وكتابهم وعلمائهم يناقشون الى اليوم، أرجاع التاريخ الدموي المذهبي لشرعية دولة معاوية وشرعية دولة الحسين كجزء متمم في الحملة العربية الأسلامية التخديرية على القطرين وأهلهما. أنه المرض التاريخي لشرعية الخلافة وأحقيتها وفشل العرب في دفنها، ويراهن على نجاحها الكثير من وجهاء المجتمع العشائري السني والشيعي وبإشتراك وجهاء الدين ومخابرات الدول فيه و بعلم تام من الناس والحكومات التي تراقب الحملة عن كثب.
&
&
كاتب وباحث سياسي&