راهنت داعش ولا تزال على عاملين اساسيين في الحرب الهمجية التي تشنها في سوريا والعراق، الاول: بث الذعر والرعب وروح الهزيمة بممارسات لا انسانية وحشية ضد المدنيين والأبرياء العزل، و الثاني المراهنة على تحويل الحرب الى حرب طائفية سنية – شيعية تشارك فيها القوى الاقليمية المؤثرة في المنطقة لتتحول من خلالها الى لاعب اساسي خاصة بعد ان تسيطر على العاصمة بغداد عاصمة الخلافة!

الذي حصل على الارض حتى الان على الاقل ونتيجة للممارسات والجرائم البشعة التي اقترفتها داعش ان الاطراف التي شاركتها في البداية لاحتلال الموصل تبرأت منها ومن ممارساتها ودخلت فصائل مهمة في مواجهات فعلية ضدها ومع ان داعش استطاعت في الايام الاولى من تحقيق بعض المكاسب على الارض على حدود اقليم كوردستان وفي الموصل وديالى والانبار نتيجة عنصري المباغته واختيار وقت ومكان الهجوم إلا ان هذا اصبح جزأ من الماضي الذي لن يتكرر بعد ان استطاعت قوات البيشمه ركه والقوات المسلحة العراقية من استيعاب الصدمة وتطويقها ومن ثم كما يجري حاليا التصدي لها والإجهاز عليها ومنذ ان بدأ التصدي لم تحقق داعش اي تقدم او انتصار يذكر على اي من جبهات المواجهة وإنما هناك تخبط واضح في اختيار الاهداف وأساليب شن الهجمات الارهابية و بعثرة قواها في مساحة اوسع بكثير من قدراتها الفعلية كما ان التقدم السريع الذي احرزته في بعض الجبهات خلال الايام الاولى انقلب عليها ليصبح واحدا من اكثر نقاط الضعف الذي سيؤدي حتما الى هزيمة منكرة خاصة وانه لم يعد في وسعها لا التحرك بسهولة مع دخول القوة الجوية للحلفاء في المعركة ولا ايقاف نزيف الخسارات المتتالية التي تشهدها في الاعتدة و الافراد و الاليات ولعل الملحمة البطولية للمقاومين في كوباني – عين العرب اوضح مثال على الخسائر الفادحة التي مني بها التنظيم الارهابي الذي لم يعد في وسعه الخروج من الدوامة التي سقط فيها هذا بالإضافة الى ان موقف التحالف الدولي والدول الاقليمية وموقف الحكومة العراقية الرافض لدخول قوات برية الى العراق قلب السحر على الساحر الداعشي الذي كان ولا يزال يراهن على دخول هذه القوات وغيرها من القوى الاقليمية لتجيير المعادلة لصالحه باعتباره امرا واقعا وباعتبار ان تصادم هذه القوى امر مفروغ منه.

ايضا وبرغم بعض الممارسات المنفلتة واللامسؤولة لبعض المليشيات والأفراد ومع تباطؤ الحكومة العراقية في تشكيل قوات مسلحة من ابناء المحافظات لاسيما السنية منها فالاتجاه العام يشير الى ان السنة العرب مع التقدم البطيء الحاصل في اجراءات المصالحة الوطنية ومسألة مشاركتهم في صياغة القرار المركزي وتعهد الحكومة بتنفيذ مطالبهم المشروعة لم يتحولوا الى حاضنة لداعش كما راهنت وكما صورتها بعض اجهزة الاعلام المشبوهة والمعادية للشعب العراقي وإنما تحولوا الى قتال داعش كما حدث في تحالف عشائر شمر العريقة مع البيشمه ركه.

في تحرير مناطق مهمة من محافظة نينوى على سبيل المثال وتحولت العلاقات الفاترة بين الطرفين الى علاقات مصيرية قوية عمدتها دماء شهداء الطرفين.

ان الفوضى المدمرة التي خلقتها داعش والقوى الارهابية في كل من سوريا والعراق وإجبار مئات الالوف من المواطنين العزل الى الهرب والهجرة واللجوء الى كوردستان او الى تركيا ومع التضحيات الجسيمة التي يقدمها شعبي البلدين إلا ان بداية النهاية لهذه العصابات الاجرامية المعادية للحضارة البشرية واضحة للعيان وليست اكثر من مسألة وقت ليشهد العالم المتحضر نهايتها المؤكدة.

&

[email protected]