&
أجل، العراق مختطف كله منذ هيمن الإسلام السياسي الشيعي ومليشياته ومرجعياته على مقاليد المجتمع والسلطة.
ابتداء بسيادة العراق، التي صارت أداة لولاية الفقيه وجسرا لأغراضه. فعراق اليوم ضيعة إيرانية وساحة لتصفية حسابات ولتدخلات إقليمية من كل حدب وصوب. المالكي يبكي على سيادة العراق وهو بقصد ممارسات أردوغان. ولكن من وضع العراق تحت الحماية الإيرانية الكاملة ما بين عمامة خامنئي وبنادق سليماني وفيلقه الإرهابي؟!! أما أردوغان فلا نستعرب مواقفه التي أججت الأزمات وشجعت الإرهابيين.
أمن العراق ومواطنيه مختطف بالتمام . تخطفه المليشيات& ووحوش داعش، ومن قبل، قاعدة بن لادن، التي كانت تنسق مع النظامين السوري والإيراني حتى سنوات قليلة ماضية- أي قبل الثورة السورية. موت جماعي كل يوم بالمتفجرات وبالكواتم وبقطع الرؤوس وبإعدام المسجونين على الهوية الطائفية، فلا أمن ولا عدالة قضاء بل انفلات هوس القتل والتمثيل بالجثث والرقص على الأشلاء.
الأقليات الدينية مختطفة منذ سنوات وسنوات. بدأت المليشيات بالصابئة المندائيين والمسيحيين، وجاءت القاعدة للتسابق في المهمة القذرة مع هذه المليشيات. ووصل الدور للشبك في سهل نبنوى قبل داعش بسلب الممتلكات . وجاءت كارثة الكوارث مع استباحة الأيزيديين وسبي النساء والأطفال والاغتصابات الجماعية والقتل بالآلاف. ولا تزال تقض مضجعي صرخات هذه الفتاة الأيزيدية السجينة في مكان ما وهي تنادي من يسمعها من البشمركة " لو كنتم تعرفون مكاننا فاقصفونا بالله عليكم لنتخلص من هذا الجحيم اليومي" .تقول إنها اغتصبت في صباح ذلك اليوم وحده ثلاثين مرة وهي لا تكاد نكون قادرةعلى الحركة والغسل. أية مأساة وفاجعة. أبكيك با فتاتي المعذبة، أبكيك. وكيف لا، كيف لا! وكم أتنمى لو أمكن جمع كل وحوش داعش في ساحة واحدة وقذفوا بسلاح كيميائي لا يبقي& منهم أحدا بل بمحوهم محوا.
المواطنة مغتصبة ومختطفة. اغتصبها وخطفها دعاة الطائفية والمتاجرون بالدين والمذهب وحراس نظام المحاصصة المقيت، الذي لا يزال ساري المفعول رغم تنحية المالكي طغت القواقع المذهبية والفئوية والعرقية وصار لكل فئة وطن خاص من جنسها وعرقها ومذهبها. الجيش لم يعد جيشا لكل العراقيين بعد أن ملؤوه بالمليشيات وأقحموه في مراسيم اللطم والتطبير.. فلا عجب أن يفشل في مقاومة داعش وغير داعش. الطائفية تنخر كل شيء ، وحتى مثقفون كانوا علمانيين نجد بينهم من تحولوا لطائفيين حتى النخاع.
أما المرأة العراقية فقل على حقوقها وكرامتها السلام في& عهد هيمنة أحزاب الائتلاف الشيعي. فرضوا الحجاب حتى على الصغيرات، وألغوا قانون ثورة 14 تموز لصالح أحكام الشريعة والقانون الجعفري وزواج المتعة وخطبة الرضيعة. وصار الميدان واسعا لنائبات يروجن لولاية الرجل، ومنهن من ينضحن بالطائفية تحت شعار " سبعة مقابل سبعة" تجاوبا مع نداء المالكي& "أنا ولي الدم". ومع خطف المرأة والمواطنة، ثمة& خطف التربية والتعليم من موقع التخلف والعود ة لعهود الانحطاط .. وهو ما يستحق مقالا خاصا .
وهل نتحدث عن خطف الثروات بالملايين والمليارات وعقود سلاح فاسدة ونهب القصور والأراضي على أيدي أصحاب الحل والعقد! وهذا بينما الفقر شائع والبطالة عالية النسبة والأيتام في الشوارع يتسكعون، معرضين للانتهاكات، والأرامل بالملايين. صارت السلطة وسيلة تكديس الثروات والامتيازات في عهد يصفونه بالديمقراطي.
نعم، كل شيء منتهب ومختطف في عهد حكم الأحزاب الدينية الحاكمة التي تتاجر& ب"مظلومية الشيعة" وتقنن "حاكمية الشيعة"، وما جماهير الشيعة من يحكمون بل أحزاب وساسة ورجال دين لا يمثلون فير الأقلية من بين شيعة العراق. واعلموا أن شيعة العراق هم أيضا مختطفون. وهذا ما نعالجه في مقال تال.
&