&مع كل ذكرى عاشوراء من كل عام تتداول بعض القنوات ومواقع التواصل الاجتماعي صور وأفلام فديو لمسؤول عراقي يمشي مع الملايين نحو كربلاء المقدسة وأخر يوزع بيديه الطعام للزوار في المواكب او المجالس الحسينية وتصل ذروة الصور ان يخرج مسؤول يعتلي المنبر كرادود وأخر كقاريء وتتصاعد الذروة حيث تخرج الواجهة الأمامية للمسؤولين وهم يضربون ضربات خفيفة على الصدور كمشاركة مع الاخرين في أحياء هذه الشعائر الحسينية العظيمة.

لكن يبقى السؤال الجدلي هل يحق للمسؤول الرسمي أن يشارك بهذه الشعائر؟&

المسؤول المعني هو إنسان وهو مواطن شيعي كفلت له أنسانيته والدستور والقوانين أن يمارس معتقداته التي لاتضر بالاخرين لذلك لاحرج او اشكال بأن يمارس المسؤول الرسمي الشيعي هذه الشعائر الحسينية حاله حال عشرات الملايين من المؤمنين في العالم.وانا أبن المذهب وأبن هذه الشعائر مؤمن بأن الامور يجب أن لاتنتهي وتقف عند هذا الإقرار فحسب بل يجب تفكيك بعض الترابط الذي أصبح متلازمآ بغير وجه حق عند المسؤول الشيعي العراقي،لان ثورة الامام الحسين عليه السلام جوهرها ليس هذه الشعائر بل جوهرها ومضمونها سلوك بيت النبوة الأمين برسم خطوط واضحة وصريحة بين الحق والباطل والحلال والحرام وبين الدين والانحراف لذلك انتصر دم الحسين على سيف يزيد&

وبمحاولة إسقاط هذا التعريف المبسط لثورة أمامنا الحسين على حقيقة وواقع عمال السياسة هولاء، وبمقارنة بسيطة سنجد أنهم يسقطون شر سقطة عند اول حد فاصل لظلال ثورة أمامنا الحسين فكيف مع مضمونها وجوهرها!!

فالمسؤول وهو يأخذ دور القاريء او الرادود او اللطام او صاحب الموكب عليه أن يجيب اولآ على أسئلة طالما صدحت بها ثورة الامام الحسين في ارجاء الكون كله، أيها المسؤول وانت تتربع على المنبر الحسيني كرادود هل أعطيت الناس حقها في خدمة الكهرباء وانت مسؤول عن هذا الملف لثماني سنوات متتالية!؟ وأنت الاخر وأنت توزع بيديك الأكل في المجلس الحسيني هل سالت نفسك وماذا عن بقية ايام السنة ماذا سياكل هذا الفقير!؟ وانت الاخر الذي تشارك الجموع بالمشي فقط خطوات على قدر لقطات التصوير التلفزيوني لتركب بعدها موكب سياراتك المقيت هل الحسين يقبل انك لاتوفر وقود التدفئة والطبخ للناس!!

وانت أيها المسؤول الذي تاتي بالمئات ليجلسون تحت اقدامك لتخطب بهم هل الحسين يقبل ان تكون أرض هذه القاعة مسروقة من أرض الشعب العراقي دون اي غطاء قانوني او شرعي حقيقي!؟ وانت المسؤول الذي تنقل مباشرة مجلسك الحسيني على شاشة قناتك الفضائية من اين لك ملايين هذه القناة وهل تتطابق مع السلوك الحسيني!؟ وانتم جميع المسؤولين اين انتم واولادكم وانسابكم وعوائلكم من جبهات القتال، هل فعلها الحسين بان ارسل أبناء الفقراء الى الطف وجلس هو واهله في قصور يزيد يتفرجون!! واذا كان صدام أبن يزيد وامتداد له فهل أنتم أبناء الخط الحسيني وأنتم تسكنون قصور صدام وتقيمون شعائر الحسين فيها!! أنها (قسمة ضيزى ) و معادلة منقوصة لاتلتئم وكذبة مفضوحة ونفاق علني فالحسين أرفع من قصور يزيد كل عصر، والحسين لإيصلي على أرض مغصوبة والحسين لايأكل على موائد السحت الحرام.

وعظمة هذه الشعائر أنها أبقت جذوة ثورة الامام الحسين قائمة حتى يومنا هذا ولمن لايعرف جوهر ذلك عليه أن ينظر الى صور البطولة والشهادة والنصر التي صنعتها كلمتين لااكثر من المرجع الاعلى في النجف الأشرف السيد السيستاني.

لكن الغريب أن من لبى هذا النداء المقدس هم الفقراء والمحرومون الذين افترشوا تراب السواتر اما المستفيدين والسراق فناموا واولادهم وعوائلهم في قصور يزيد في المنطقة التي تسمى الخضراء.ليأتوا بعدها لإقامة مواكب العزاء الحسيني في قصور صدام والدوري والجزراوي وبرزان وطارق عزيز وساجدة ورغد وخير الله طلفاح وغيرهم. فسلامآ عليك كل صباح وكل مساء ياسيدي ياابو عبد الله وانت تقول (والله لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوى لما بايعت يزيد بن معاوية).

&

[email protected]