&الحرب كر و فر ومعارك تخسر هنا وتربح هناك فالعبرة بالنتيجة النهائية التي تحسم مسألة النصر او الهزيمة ومع المقاومة البطولية لأبناء وبنات كوباني وتضحياتهم في التصدي لأشرس قوة ارهابية همجية والحد من تقدمها بالاعتماد على النفس وعلى امكاناتهم المتواضعة حتى قبل ايام يشكل انتصارا كبيرا بكل المقاييس مع ذلك فالانتصار الحقيقي لا يكمن فقط في هذه المقاومة الباسلة وإنما في مكاسب لم يكن من السهل تحقيقها لولا كوباني و مقاومتها البطولية.

كوباني على الصعيد الاقليمي والدولي ايقظت مرة اخرى ضمير مراكز القرار المهمة في عالمنا اليوم تجاه شعب كوردستان كما حدث ابان الهجرة المليونية للكورد عام 1992 و اجبرت القوى الاقليمية والدولية على احترام ارادة هذا الشعب المكافح من اجل الحرية والعدالة ورفض الاغلال والعبودية والإرهاب ومرتزقته وأصبحت الكتل السياسية الرئيسة في كوردستان المصنفين سابقا كإرهابيين ( مقالتي في ايلاف الغراء : كنت ارهابيا ولا ازال ! ) محل ثقة العالم المتحضر واحترامه ويتسابق وزراء خارجية دول مهمة في عالم اليوم و مسئوليها لزيارة اقليم كوردستان وتقديم العون اللازم والتعبير عن تضامنهم مع الشعب الكوردي الذي يدافع عن القيم الانسانية النبيلة ومبادئ الحرية والديمقراطية والسلام ويشكل اليوم احد اهم خطوط التماس الامامية في مواجهة الارهاب الذي يهدد الامن والسلام الدوليين.

كوباني والى حد كبير وحدت الصف الكوردي وكانت السبب في تجاوز الكثير من الخلافات والمشاكل بين الاطراف الكوردستانية وإعادة مجددا طرح المسألة الكوردية على مراكز القرار الاقليمية والدولية وفيما اذا كان الوقت قد حان لتحقيق قيم العدالة وإزالة الغبن التأريخي الذي لحق بالشعب الكوردي في اعقاب الحرب العالمية الاولى و ما نتج عنها من اتفاقات ومعاهدات مجحفة نابعة من مصالح المنتصرين دون اي اعتبار لإرادة شعوب المنطقة وحقوقها المشروعة.

كوباني ايضا اثبتت للمرة الالف انه لا يمكن الغاء الشعب الكوردي من وجدان وضمير وتاريخ ومستقبل المنطقة وان كل المحاولات العنصرية اللاانسانية البشعة لهذا الالغاء سقطت تحت اقدام هذه القصبة الكوردستانية الباسلة وان المستقبل هو لكل اولئك الذين يؤمنون بالحرية والعدالة والمساواة واحترام الاخر وحقوقه المشروعة وليس للحالمين ببناء امبراطوريات عنصرية جديدة على اشلاء الامم والشعوب تحت اي مسميات كانت.

لقد حققت كوباني اعظم انتصاراتها ودخلت التأريخ من اوسع ابوابه و من المؤكد انها ستربح الحرب ايضا على الارض لصالح شرق اوسط جديد ينعم سكانه بالأمن والسلام وعلاقات التعاون والصداقة وضمان مستقبل افضل للأجيال القادمة.

&

*[email protected]