يا إلهي!! ما هذا؟؟ الهوجاء يعلنون النفير العام ليخرج الهمج الرعاع الذين تم شحنهم بالحقد والكراهية من قبل شيوخ الفتنة والتطرف ومن قبل دواعش مصر الصغار والكبار وعلى رأسهم الاخوان ويتجمهرون أمام منزل قيل أنه ربما يتحول إلى كنيسة يصلي فيها ويتعبد آهل الكتاب من أخوتهم شركاءهم في الوطن الأقباط المسيحيون.

لا يظن أحد أن وصف الهوجاء أو الهمج الرعاع تحقيرا لهؤلاء..أبداّ ليس كذلك وإنما هذا وصف لأعمالهم الشريرة حتى يفيقوا من غفلتهم ويرجعون إلى نور العقل لعلهم يفلحون.

والغريب أن الخبر انتشر على الصفحات والمواقع بعنوان " مسلمون يتجمهرون أمام منزل في المنيا بدعوى تحويله لكنيسة". وهنا يجب أن نتحفظ على العنوان لأن المسلمين الذين نعرفهم ونعيش في وسطهم ويعيشون معنا تجمعنا معهم الأخلاق الحسنة والمحبة والتسامح، فنحن نعمل معا ونأكل معاً ونجتهد معاً من أجل رفعة وبناء هذا الوطن الذي يجمعنا جميعا. ولذلك لا يمكن لهؤلاء أن يفعلوا أو حتى يفكروا في هذه التصرفات الغشيمة. كما لم نسمع قط أن مسيحيين تجمهروا أمام منزل بدعوى بناء مسجد!!

عار على العقلاء وذوي البصيرة والاستنارة من المصريين وهم الأكثرية أن يتركوا الهمج الرعاع بدون علاج. وعار على الحكومة صاحبة القرار أن تفشل على مدار ستة عقود من الزمن في حل هذه المشكلة المتكررة بدون رادع أو حساب.

وعار على الدولة آن تسمح بالنيل من سمعتها في الداخل والخارج من قبل بعض الرعاع الذين يحركهم المتطرفون.

يا للأسف ففي الوقت الذي يشيد فيه البابا تواضروس الثاني أمام النخبة الروسية وأمام بطريرك عموم روسيا الاتحادية بأن حال المصريين بعد 30 يونية أفضل بكثير ويتحدث عن متانة الوحدة الوطنية ومحبة المصريين لرئيسهم واحترامهم لحكومتهم نجد هؤلاء الرعاع يشوهون صورة مصر ويعتدون على حرية شركاء الوطن في العيش الآمن ويسيئون إلى مشاعرهم وشعائرهم.

العجيب في الأمر أن هذه الظاهرة بدأت تتعاظم منذ أن أعطى الرئيس عبد الناصر أوامره بإنشاء جامعة الأزهر لتخريج كوادر هجين من المتخصصين في العلوم الطبيعية والعلوم الشرعية فكانت النتيجة أنهم فشلوا في الأولى ولم يفلحوا في الثانية حتى أنه لا توجد دولة واحدة في العالم تعترف بجامعة الأزهر اللهم إلا تركيا حسبما نظن. ثم جاء السادات وتعاون مع الجماعات المتطرفة لتحقيق طموحاته السياسية فكانت النتيجة أنهم قتلوه وسرقوا الوطن. وجاء مبارك وتفاوض معهم وصنع التحالفات حتى يضمن استمراره في الحكم وربما توريثه فتارة يدخلهم مجلس الشعب ومرات يسمح لهم بالسيطرة على النقابات والمحليات والتجمعات الطلابية والعمالية فكانت النتيجة أن دخل السجن بعدما فسدت مصر سياسيا وتدهورت اقتصاديا وتوترت طائفيا. وفي كل هذه السنين كان على الأقباط آن يدفعوا فاتورة الأخطاء التي ارتكبها الرؤساء والحكام وذوي القرار.

فهل حان الوقت لأن تكون مصر الجديدة الآن غير مصر التي قبلها؟؟ هل حان الوقت الذي تقف فيه الدولة بشجاعة وقوة لتدمر أنفاق تسلسل الفكر المتطرف كما تدمر أنفاق تسلل المتطرفين؟؟ وذلك بأن تتخذ الآليات والقرارات الضرورية&والكافية لمنع تدريس الدين بالمدارس واستبداله بمادة التربية الوطنية والأخلاق لترسيخ قيم الإخاء والمواطنة وحب الوطن.

نعم لقد حان الوقت لتحويل المدارس والمعاهد الأزهرية إلى مدارس عادية تتبع وزارة التربية والتعليم العالي بمناهج خالية من العلوم الشرعية والتي يجب أن تدرس في معاهد متخصصة في العلوم الشرعية فقط وخالية من العلوم الطبيعية. إذ أن الدمج بين الديني والعلمي يشبه الخلط بين الثابت والمتغير يضر بالثابت ويقيد المتغير حتى يصبح حامل هذا الفكر الهجين تائها في فضاء غير واضح المعالم وغير ذي بيان.

وعلينا ألا ننسى أن إنسان القرن الواحد والعشرين، عصر الإنترنت والمعرفة لم يعد بتلك الحاجة إلى مثل هؤلاء الدعاة بقدر حاجته للعلم والعلماء حتى يتمكن من التعامل الواعي مع الكون والبيئة بما يحقق له العيش الكريم.

وعلينا ألا ننسى أيضا أنه وبالرغم من وجود الآلاف من المعاهد الدينية في مصر وأن مصر هي الدولة الأولى عالميا في مستويات التدين فإن في مصر ينتشر الفساد بأنواعه المختلفة والكذب والبهتان والتحرش بالنساء وإهمال العمل ومستويات النظافة المتدنية جداً وغيرها الكثير في تناقض بين وبليغ مع ما ندعيه من تدين وتباهي بكثرة المدارس والمعاهد الدينية!

سيقول البعض أن القرار صعب وخصوصا في الوقت الراهن ولهؤلاء أقول أن الوقت ألان وقت مقبول والتأجيل غير مقبول لأنه يعني أن تظل مصر في حالة حرب مع نفسها فكيف تحارب أعدائها؟

نثق أن مصر تتجه للأمام وان الإنسان المصري بات يعرف الحق والحقيقة سوف تحرره لينطلق يصلح ما أفسده الدهر&فيصحح المسار المعوج ويعالج الأخطاء التي كانت السبب في تخلف مصر والمصريين عن ركب الحضارة وتقدم الشعوب.

&

ail.comshoukrala@hotm