هناك حوالي 14 مليون نازحا سوريا وعراقيا، داخل& كل بلد وخارجه.. هذه هي الأرقام الدولية المرعبة.. والأوجع وجود 7 ملايين طفل بنين المنكوبين..
فقدوا كل شيء والشتاء القارص يداهم الجميع، وما يتلقى الضحايا من عون لا يكاد يكفي.
أطفال النازحين هم أطفالنا ، بل "أكبادنا التي تمشي على الأرض"، كما وصف الشاعر العربي
ما بين البراميل المتفجرة& والذبح والسبي والسياسات ا لدولية المضطربة والمتلكئة يعاني هؤلاء الضحايا كل يوم، وكل ساعة، وكل دقيقة. بل بين النازحين من يعانون من التمييز في التعامل معهم& ويُستغل عنوانهم للنهب قي فساد وحشي، كما يجري في العراق، حيث& افتضحت& وقائع هذا الفساد. كما تبين أن النازحين لمدن مثل كربلاء يسكنون فنادق الدرجة الاولى بينما هناك عشرات الآلاف بلا خيام.. ..
محنة النازحين تثير مجددا كيفية التعامل مع الوضعين العراقي والسوري. فالمجتمع الدولي بات يختصر القضية السورية في محاربة داعش وبقية التنظيمات& القاعدية وكأن جرائمها& وأخطارها أكبر وأفظع من البراميل المتفجرة التي لا تعف حتى عن إبادة النازحين أنفسهم ، وكأن مئات الآلاف من القتلى وملايين اللاجئين لا تكفي حجة للعمل لإزاحة النظام الأسدي الفاشي، الذي صار مغناطيسا يجذب جميع فرق وأنواع الإرهاب والإرهابيين. وفي العراق تحسن الوضع بعض الشيء، ولكن ما جرى من تغيير يبقى جزئيا ولا يكفي للحكم بوجود تعيير كبير. فالمليشيات الشيعية هي رأس رمح& الحرب على داعش مع فيلق القدس الإيراني. وهذه المليشيات ذات سمعة سيئة& في المناطق ذات الاكثرية السنية بسبب ما اقترفته من جرائم& الخطف والقتل على الهوية المذهبية. وقاسم سليماني لا يزال هو القائد الفعلي للقوات العراقية، وهو من اعترف بفوله " الأرض [ العراقية] لنا". وبينما تحتج مليشيات بدر وكتائب الحق وحزب الله على وجود خبراء تدريب أميركيين، فإنها تصمت عن وجود سليماني وقواته . وكيف لا وهي جزء لا يتجزأ من فيلق القدس نفسه! وليس واضحا لم كان التلكؤ في تزويد عشائر الأنبار بالسلاح لمقاتلة داعش ولم التلكؤ في تحرير الموصل أو إنقاذ& الأيزيديين& الذين لا يزالون محاصرين في جبل سنجار. إن الحكومة ستكرر أخطاء المالكي لو واصلت السماح لإيران بتدنيس الأرض العراقية& باسم محاربة داعش الذي سبق وأن أعلن رسميا بأنه لن يلحق أي أذى بإيران التزاما بالعهود والمواثيق القديمة بين إيران والقاعدة. وايران تستغل موضوع داعش لتوسيع وتعزيز الهيمنة على العراق وتعمل على فصل الوضعين السوري والعراقي. وأوباما لا يجهل أن القوات الإيرانية تكتسح العراق. وهو عمليا ينسق مع إيران في العراق رغم نفيه لذلك...
في هذا الشتاء على كل ذي ضمير حي في العالم أن يتذكر دائما مآسي النازحين العراقيين والسوريين، ولاسيما& أطفالهم. إنه لواجب إنساني من الدرجة الأولى أن نعمل من أجل أن تقوم الدول العربية والهيئات الدولية بتقديم المساعدات اللازمة للتخفيف من مصاعبهم الجسام.& ولعل أكبر خدمة للنازحين هي في معاقبة الأسد وكل الفرق القاعدية، وفي تعزيز اللحمة الوطنية في العراق بالمصالحة الناجعةـ وبتطهير وتقوية الجيش العراقي والحيلولة دون بناء جيش طائفي رديف، ونزع سلاح المليشيات ومعاقبة الجناة من بين أفرادها. وعلى حكومة العبادي الإسراع بحل المشاكل مع إقليم كردستان، لاسيما موضوع الميزانية وحل موضوع الرواتب المتأخرة عن القوات الأمنية في عدد من محافظات العراق. فالميزانية العراقية ضخمة. فأين ذهبت الاموال حتى تتأخر رواتب قوات يفترض أنها لضمان أمن المواطنين؟
الموضوع متشعب. ولنا عودة قريبة...
&