&شبه أمير طاهري في أحد مقالاته المفاوض الإيراني ببائع السجاد، الذي يظل يساوم ويساوم، ويتظاهر بالتنازل، وما أن تتم الصفقة حتى يكتشف المشتري أن البائع قد سلمه سجادة مغشوشة لا السجاد الذي أراد.
المفاوضات تستمر منذ 12 سنة، وقد برهنت فيها إيران على قدرة فائقة في المناورة والمداورة والخداع، مبدية مرة وجها عبوسا في شخص أحمدي نجاد وتارة تقدم صاحب عمامة مبتسما، في مسرحية تبديل للأقنعة من تأليف وبإشراف الولي الفقيه.
خلال الشهور الماضية كان معظم التقارير يتحدث عن تصلب النظام الإيراني. وكان هذا ما ذكره المدير العام للوكالة الذرية. وكان الغربيون يتحدثون وإلى ما قبل ساعات من الختام عن سلبية الموقف الإيراني. وفجأة يطل علينا جون كيري ببشارة وجود تقدم أخر لحظة وهو يستدعي جولات جديدة. وواضح أن أوباما، المهووس بالاتفاق، مصر على عقده مهما طالت المفاوضات وانصرم الوقت، ومبشرا كل مرة بأن إيران جمدت قسما من برنامجها بينما المطلوب ليس التجمديد بل التفكيك.
خلال& 12 سنة كانت إيران هي التي تنجح في فرض التنازلات بدعم وتواطؤ من روسيا والصين، شريكيها& وحليفيها. وخلال كل تلك السنوات كان النظام الإيراني يكسب الوقت ويزيد من قدراته النووية ويواصل التخصيب العالي ويزيد من أجهزة الطرد ويبني المزيد من المنشآت النووية ويحصن بعضها تحت الجبال ويعرقا زيارات المفتشين الدوليين، ويشغل مفاعل آراك بالماء الثقيل.& وحتى بعد الاتفاق المؤقت قبل عام،& سارع روحاني لتقديم تفسيرات اخرى لبنود الاتفاق مختلفة عما أكدته الولايات المتحدة، خاصة فيما يخص التخصيب.
&ولابد من التذكير بما أعلنه البرادعي لصحيفة الشرق الأوسط حين كان مديرا للوكالة من أن ما لدى إيران من اليورانيوم المخصب بدرجة واطئة يكغي لتصنيع قنبلة نووية من طراز قنبلة هيروشيما.. كان هذا قبل حوالي ست أو خمس سنوات. وأما اليوم، فإن هذه القدرات قد شهدت طفرات مرعبة، فضلا عن الأبحاث الخاصة بصناعة صاروخ يحمل رأسا نوويا.
كان البرادعي عازما على غلق الملف النووي لولا معارضة الدول الغربية الكبرى. وذات مرة& أمر بعدم نشر ملحق سري لتقرير الوكالة يؤكد على الطابع العسكري للمشروع، ولكن المعارضة الفرنسية أجبرت الوكالة على نشر الملحق. ويبدو أن أوباما، من جانبه، مصر على غلق هذا الملف بأية صورة كانت ولو كانت النتيجة اتفاقا ملغوما، بل وكارثيا. والأدهى فصل النشاط النووي الإيراني عن الدور الإيراني التخريبي والمتصاعد& في المنطقة، وهو دور يوازي خطر القنبلة إياها. ومع ذلك فإن أوباما يطلب من العرب رسميا الانفتاح على& إيران كما كشف لنا أمير معروف.. والله زين.. "يخربون؟ يحتلون؟ لا بأس.. مع هذا قبلوا أيديهم." !!
&