نشرت الامم المتحدة تقريرا صادما وبعنوان مثير (اكثر من مليار ونصف انسان محرومين من أستخدام المرحاض) وحقيقة الامر هذه التفاتة أنسانية رفيعة في تتبع مثل هكذا موضوع يمس الذات الانسانية وفي القرن الواحد والعشرين.وبعيدا عن التفاصيل الواقعية المؤلمة والتفاصيل الاخرى الغريبة التي تناولها هذا التقرير الاممي المهم، فاني كمواطن عراقي عربي اول ماخطر على بالي صور النازحين في العراق جراء أرهاب داعش وصور أهالي غزة جراء أرهاب اخوان داعش من الصهاينة والمهجرين في سورية جراء ديمقراطية الاعراب.ولم يصل التقرير الى مفاصل من سجل وجوانب (المرحاض) الاخرى فمثلآ أتذكر كتت في السجن مع حوالي عشرين شخص ومعنا مواطن عربي في غرفة لاتتسع الا لستة أشخاص،وكانت مشكلة هذه الغرفة ان المرحاض جزء منها وبارتفاع لايتجاوز المتر وبفضاء مفتوح الى سقف الغرفة ودون باب! وكانت تلك محنة أنسانية حقيقية ولحظات لايتمناها المرء حينما يتحول المرحاض الى مسرح وبقية العشرين سجينا الى متفرجين قسريآ دون أرادتهم!

وفي بعض عالمنا العربي مفارقات مؤلمة مضحكة مع المرحاض فإنك قد تدخل كلية او جامعة مميزة او حتى هوتيل خمسة نجوم لكن أياك أن تفكر بالذهاب الى المرحاض فستجد مالايسر من انعدام النظافة وسوء الاستخدام ! والادهى أن ذلك يمتد الى بعض الجوامع والمساجد في البلاد العربية وايضآ الى بعض المساجد العربية في العواصم الأوربية فما زلت اذكر ذلك الصديق الذي دخل المرحاض بمسجد في احدى اهم عواصم الجمال والفن الغربية المميزة وكنت انتظره بالشارع فخرج علي حامل جوازه طالبآ ان أختمه له على أعتبار انه كان في عالم أخر قبل خروجه من هذا المسجد الذي لايمت باي صورة لتلك عاصمة الفن الاوربي.&اما على معظم خطوط الطيران العربي فإياك ان تفكر بالذهاب الى المرحاض الا تحت يافطة (مضطر أخاك لا بطلآ ) المفارقة أن نفس المسافر العربي يكون خير مستخدم للمرحاض في خطوط الطيران الغربية الشهيرة عاكسآ حالة من الانفصام العربي المزمن.

في الريف العراقي يسمى (الخلاء ) وفي المدينة (التواليت ) ومابين الريف والمدينة يقارب التسمية الآممية ( المرحاض ) وعندما تقتضي حاجة لضرورة الاستخدام لإيقال لك تفضل بل (تكرم) كنوع من التقليد الاجتماعي العراقي الذي يبرز الاحترام للشخص المعني.واتذكر قبل عدة سنوات ان صديق مشترك كان يعمل بدرجة مفتش عام لاحدى الوزارات المهمة قد بادر هذا الصديق بترتيب لقاء لي مع احد الواجهات السياسية في عراق اليوم وذلك في محاولة منه لترطيب الأجواء بيننا وفعلا تم اللقاء وكان الطرف الاخر ايجابيآ بشكل كبير , وفي المساء اتصل الصديق المفتش مستفسرا عن الامور وكيف جرت ورأي الشخصي بالمستقبل خلاصة القول قلت لصديقي (بعد اللقاء زاد قلقي على البلد وعلى العراقيين!! والسبب اني طلبت استخدام التواليت فوجدت مايستحق الصدمة من أنعدام النظافة وغياب الذوق رغم توفر كل الإمكانيات، لذلك انا قلق لان من لا يحافظ على نظافة تواليته الخاص ولايحاسب ولايعلم الاخرين على ذلك،، صعب جداً أن يساهم بإعمار وبناء البلد) ضحك صديقي واعتبرها مجرد نكتة، وفي الواقع لم تكن كذلك وأثبتت السنوات اللاحقة صحة كلامي كما أثبتت أن للسياسة في العراق مرحاض كبير سيلفظ كثيرون حين تحين ساعة الحساب ليوم لن يكون بعيد كما يتصوره البعض.فصدام كان اكثر قوة وأكثر جبروتا وأكثر أجراما ومع ذلك أبتلعته حيآ حفرة أقرب لبالوعة المرحاض، ان غدآ لناظره قريب،،،، وجدآ،، ولن تفيد الأنساب والاقارب والأحزاب.

&

[email protected]