تذكرة لا بد منها / قبل سنوات عندما حضر ادونيس الى كردستان العراق كتبت مقالة بعنوان (ادونيس غير مرحب به في كردستان العراق ) نشرت في ايلاف, و اليوم بعد مرور هذه السنوات لا زلت على راي الى ان يعتذر ادونيس من اسقاطاته المسيئة للشعب الكردي, عليه تاتي سطور المقال ادناه.

قبل سنوات زار (أدونيس) كردستان العراق ، لأحياء عدة أمسيات شعرية و تقديم محاضرات حول الفكر والثقافة بصورة عامة. ولأن بعض ما يُسمونَ ب(المثقفيين و الادباء الكرد) تتواجد في ثنايا تفكيرهم عقدة التمجيد وتأليه الاخرين فإنهم أستقبلوه بحرارة طائشة و جعلوا مكوثه في أفخم الفنادق وأرقاها ولم يأخذوه الا للأمكان الزاهية الجميلة كي يستغفلوه بأن كردستان عامرة و تتواجد فيها الديمقراطية و ان مواطنوها شفاههم باسمة و ثغورهم ضاحكة ملئ أشداقهم بسبب الحياة السعيدة التي ينعمون بها في حين ان العكس هو الصحيح و الواقع.&

عقد هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم لقب الأدباء والمثقفيين العزم على ان لا يفاتحوه بالمآخذ النقدية التي تتواجد بكثرة في نتاجاته و مؤلفاته المتميزة (بالتناقض و التقليد)، و السبب انهم لا يجيدون التكلم باللغة العربية الا القلة منهم وهي ركيكة فيها لحن كثير، أيضا لكي لا يزعل و يغضب أدونيس، المعتاد على ان لا يسمع سوى كلمات الاطراء و المدح اما النقد فأنه يهابه و لا يروق له.&

وقتئذ لم يُدعَ الشرفاء والقائلون للحق من الأدباء الجسورين الواقفين ضد الظلم و الاستبداد في كردستان لحضور الندوات و الامسيات كي لا يحاصروا أدونيس بأسألتهم و نقدهم الصريح من دون اي مواربة او لف و دوران وكي لا يقولوا له انت غير مُرحب بك في كردستان.

يعتزم بعض مرتزقة الثقافة الكردية دعوة ادونيس مرة اخرى الى كردستان في هذه الظروف السيئة التي يمر بها الاقليم, لا ادري كيف يدعو هؤلاء من ذكر في أكثر من مقالة أن الكورد يريدون ان يفككوا وحدة الامة العربية و بالتالي هم غوغائيون و ان ما حدث في مدينة حلبجة و حملات الانفال أكاذيب أخترعوها و نسجوها من وحي خيالهم، أفبعد هذا يُعقل ان نرحب به في كردستان و نجعله يطأها بقدمه التي ما أتت الا لمصلحة و منفعة ذاتية في المرة الاولى.

&اذا كان ادونيس شخصا مؤمنا بحرية الفرد و حق القوميات ان تعيش بسلام و استقلال كما يدعي في أحاديثه و كتاباته، لماذا لا يكتب عن المآسي و الاضطهاد الذي يتعرض له الكورد في سوريا؟

&لماذا لا يسخر قلمه للدفاع عن المظلومين و المنكوبين في ارجاء العالم كافة؟

لماذا وصف الشعب الكردي التواق الى الحرية و العيش بسلام بأنهم غوغائيون و يريدون تفكيك جسد الامة العربية الواحدة؟

&ماذا يفعل مساكين و فقراء كردستان بشِعر أدونيس و فكره و منهجه الذي لا يدفعهم الا كي يخضعوا لمشيئة الظالمين و يرضخوا لتلبية شهواتهم و نزواتهم، يساعده في هذا ثلة من المرتزقة الذين يطلقون على أنفسهم لقب مثقفين و أدباء كما ذكرت.

المبدع الحقيقي هو الذي تنطبع على خلجات نفسه و أوراق كتاباته ما يعانيه فقراء العالم من جوع و قهر و أذلال، و يجب ان يكتب بدموعهم المنهمرة و دمائهم المسكوبة سطور تهز وجدان الظالمين و تفيقهم من غفلتهم و سهوهم و تجعلهم يبصرون ثمرات و أثار أيديهم الملعونة و براثنهم النتنة.

ختاما أقول لأدونيس إذا أردت ان يرحب بك الادباء و المثقفون الحقيقيون في كردستان العراق لا أولئك الكاذبون و المخادعون الذين أحاطوك بتملقهم و جهلهم، يجب عليك ان تعتذر للشعب الكردي وصفك أياه بأنه غوغائي يريد تفكيك وحدة الامة العربية، و تقول الحق بوجه الظالمين و المستبدين اينما كانوا و حيثما حلوا، أنذاك ستجد مكانك في قلوبهم و كتاباتك الجيدة في تفكيرهم.

&

[email protected]

&