انە لیحزننا ان نری بین صحافيي کردستان (کما في النخب الاعلامیة في کثیر من المجتمعات الاخری) من یستغلون مهنتهم بدلآ من التمهن بحرفیة في نقل المعلومات وکشف الحقائق بمصداقیة و بشکل محاید و بما یملي علیە ‌ضمیرە و شرفە المهني.

&ومن اراد ان یتعرف علی احدهم لیس علیە الآ ان یبحث عنە بین الصحفیین الولوعین بالکتابة عن السلطة و اصحاب النفوذ، لیجد بینهم من یحترف احد النقیضین: اما التسابق في تمجید السلطة و تزیین سیاستها و بالطبع تسلیط الاضواء علی بعض من ذوي النفوذ و المال، واما التسابق في تقبیح السلطة و التهجم (ولیس النقد)علی سیاستها و بالطبع التشهیر ببعض من ذوي السلطة و المال، وما یجمع کلا النقیضین هو النیّة الوحیدة لصاحبها الا وهي کسب مصالح مادیة و غیر مادیة. و لم لا؟ فان في رضا السلطة هناک دومآ هبات و مکافئات، وفي غضبها هناک دومآ شيء من الابتزاز. ولاریب ان کلي الاسلوبین هما وجهان لعملة واحدة.

ان شیرزاد شیخاني کاحد هذا الصنف من الصحافیین، لربما قد قل امتیازاتە المادیة جراء الوضع الاقتصادي لحکومة اقلیم کردستان، او لأي سبب آخر جعلە یشعر بالغبن، ولرب هذا الشعور جعلە یصب جام غضبە علی حکومة اقلیم کردستان و رئیسها، وذلک من خلال بعض الاقاویل التي نشرها في موقع (ایلاف) الالکتروني. فالتهم التي وجهها المذکور لیست بجدیدة علی المسامع، فقد سبقه في ذلک کل من هب و دب من المغرضین علی تجربة اقلیم کردستان السیاسیة و الاقتصادیة و التنمویة و خصوصآ فیما یتعلق بالسیاسة النفطیة لحکومة الإقلیم. بل وحاول کثیرون ساعين عرقلة مسیرة هذه السیاسة التي تشهد لها الجمیع بحکمتها و جدارتها في بناء الاقتصاد الوطني و سیر المشاریع التنمویة من خلال هذه الثروة التي طالما کانت تهدر من قبل الأنظمة الاستبدادیة في الحروب و الویلات، بل و لتدمیر کردستان وإبادة شعبها.

لاریب ان السیاسة النفطیة لحکومة اقلیم کردستان قد جوبهت بکثیر من المطبات و المشاکل السیاسیة و الاقتصادیة من هنا و هناک، ولا شک أن للإعلام نصیبه أیضآ في هذه الحرب علی حکومة الإقلیم، وذلک من خلال اقلام متشبثة بمصالحها الشخصیة التي تستقدم دومآ علی مصالح الشعب. وبالرغم من کل تلک المطبات و العراقیل، فما کتب له النجاح بجدارة هو السیاسة النفطیة لحکومة أقلیم کردستان، اذ بفضل هذه السیاسة نری ما لهذا الإقلیم من حضور و مکانة لائقة علی الخریطة العالمیة للطاقة، کما یجب أن لا ننسی أن خیرات و مکتسبات السیاسة النفطیة هذه تتعدی شعب اقلیم کردستان و تشمل جمیع الشعب العراقي بکل أطیافه. وبحسب الأتفاق المبرم أخیرآ بین بغداد و أربیل، قد باتت المٶسسات النفطیة في کردستان خیر منقذ و المنفذ الوحید لنقل النفط الشمالي الی السوق العالمية. فکما اصبح إقلیم کردستان الملاذ الآمن لآلاف من النازحین من داخل العراق و خارجە، فقد أصبحت السیاسة النفطیة لحکومة الإقلیم ملاذآ للاقتصاد العراقي في وضعە الراهن المتازم.

لکل ما سبق فان الشخصیات التي هاجمها شیرزاد شیخاني، بل وقبلە متبوعیە ممن لم یبخلوا في التلفیق و بث الإشاعات. فالأسماء التي حاول الشیخاني الإساءة الیهم، صاروا من ألمع الأسماء عند شعبهم بل وحتی عند الغرباء، و ینظر الیهم في کردستان کقادة تأریخیین لشعبهم فیما حققوه من مکاسب في مشروع البناء الاقتصادي الکردي في التاریخ المعاصر، ألا وهو مشروع السیاسة النفطیة لحکومة إقلیم کردستان و بناء البنیة الاقتصادیة وتنمیتها.

ان کاتب الاقاویل تلک قد ذکر أیضآ سلسلة من التهم الملفقة علی المشروع السیاسي و التجربة الدیمقراطیة في کردستان، وقد باتت تلک التهم موضع السخریة من قبل الناس، وذلک لسذاجة العقلیة التي لفقتها. أما علی أرض الواقع فیما لا یختلف علیە اثنان هو المکانة المشرفة التي یحضی بها إقلیم کردستان لیس علی الصعید الاقلیمي فحسب بل علی الصعید الدولي أیضآ، و نخص بالذکر العالم المتقدم و الدیمقراطي. فهنا لنا أن نسأل الشیخاني: أیعقل أن یحضی إقلیم کردستان بهذا الإعتبار المشرف علی الصعید الدولي، وهو علی تلک الشاکلة التي رسمتها أنت في مخیلتک؟!

لا يخفى عند أحد أنە في هذە المنطقة المسماة بالشرق الأوسط الملیئة بالصراعات الدمویة و التطرف والارهاب و الطائفیة، وفي واقع من غیاب الدیمقراطیة و الحریات و حقوق الانسان بشکل عام. وفي زحمة کل هذه الویلات فأن إقلیم کردستان هو الموطيء الوحید للتعایش والسلم والأخاء و الحریة، کما هو قلعة الأحرار و مدافعي القیم الإنسانیة النبیلة في معمعة هذە المنطقة الملتهبة. فهو الساتر الأمامي في وجه الظلامیین دفاعآ عن الإنسانیة والمدنیة و الحضارة والتقدم. لذا فأن مسألة نصرة العالم الحر و المتمدن لکردستان بحکومتها و شعبها لهو مسالة تحصیل الحاصل. اذ أنهم حین ینصرون کردستان، فهم ینصرون بذلک تجربتها الدیمقراطیة و سیاستها المدنیة و التنمویة في المنطقة کما و ینصرون ثقافة التسامح و التعایش الراسخة فیها.

أن اقلیم کردستان بتجربته السیاسیة و سیاسته الاقتصادیة، و النفطیة علی وجه الخصوص، ماضٍ بشعبه صوب بر الأمان، مهما کثرت الأقاویل و العراقیل.

أما بخصوص الشیخاني فحسبنا القول لە ولأمثاله (وهم قلة قلیلة بین صحافيي کردستان) أن یحاول المضي خلال قلم ذي اعتبار و مکانة ولیس الامتیازات والمکاسب الشخصیة، فطریق النجاح یمر من خلال الحقیقة و المصداقیة.

یبقی ان نذکره بمقالاتە التي کان یمدح فیها حکومة أقلیم کردستان وادارة سیاساتە من قبل رئیس الحکومة، وأما بالنسبة لشعورە بالغبن فأنە آخر من لە حق عتاب الآخرین، اذ لطالما تمتع بالأمتیازات و المکاسب &في کردستان کفرص العمل و التعین في المٶسسات الحکومیة لذویە (للمثال و لیس الحصر).

&

صحفي من كردستان العراق

&

&