لعل ثلث العالم اليوم، أو ربما نصفه، يحتفل بأمسية عيد الميلاد المجيد. ولا شك ان هناك من يتحفظ في العالم الإسلامي على أي احتفال بهذا العيد، ناهيك عن وصفه بالمجيد.
لكنه مجيد فعلا.. ليس بسبب ديني فقط، بل إنساني، فكلنا اليوم نسعى الى أي مناسبة تقربنا من بعضنا البعض في هذا العالم المتصارع مع ذاته.
وهو عيد يستحق ان نحتفل به شأنه شأن باقي الأعياد الأخرى. أنا شخصيا أحب الإحتفال بكل الأعياد، الإسلامية، والمسيحية، وعيد النيروز أيضا. أحب الإحتفال بكل عيد على وجه الأرض طالما انه يدخل البهجة الى النفس.
&وأي عيد لا يفعل؟
عبارتان يصدمك بهما كل من تقول له ما أقول الآن:
أولا، ان هذا عيد للنصارى والإسلام لا يعترف سوى بعيدين.
ثانيا، لماذا لا يحتفل المسيحيون بأعيادنا ونحتفل نحن بأعيادهم؟
ردا على النقطة الأولى أقول إن عدم اعتراف الإسلام بأعياد غير الأضحى والفطر هو ما يرتبط بالدين الإسلامي وحده. أي أن للمسلمين عيدان، دون نفي او انكار الأعياد الأخرى، كما ولا يوجد نهي واضح وصريح عن عدم إحتفال المسلمين بأي عيد آخر، سواء كان عيدا للحب او عيدا للميلاد.
أما مسألة مشاركتهم لأعيادنا، فأقول إن عيدينا، الفطر والأضحى، لا يبتعدا ان يكونا صلاة عيد لا أكثر. حتى الزيارات العائلية انتهت. أغنية تلفزيونية هنا وهناك، ويا عيد يا عيد وأنوارك هلت، ولا ترى من الأنوار شيئا.& وذلك بخلاف الأعياد الأخرى التي تشع بالألوان والفرح. حتى الأطفال انفسهم يبتهجون بها قبل الكبار. والكبار قبل الصغار. وفوق هذا وذاك، فلا ينقضي عيد فطر او اضحى قبل ان يكون بعض زعماء العالم المسيحي انفسهم قد ارسلوا بتهانيهم لنا، وهو ما لا نفعله نحن سوى عند تهنئتهم بأعيادهم الوطنية السياسية فقط. ثم ما الفرق ان نهنئ بعيد وطني ولا نهنئ بعيد ميلاد؟
يجب أن نستغل كل مناسبة لتدخل البهجة الى نفوسنا من جهة، ولتقريب الأنفس المتنافرة من جهة أخرى. ومن يفعل ذلك افضل من الأعياد؟

[email protected]
&