تحتدم المفاوضات والمبادرات التي يحملها المبعوث الأمرييك للسلام في الشرق الأوسط ووزير الخارجية الامريكي جون كيري، في ظل ما بات يعرف من جولات مكوكية لضمان الإجهاز على قضيتي القدس واللاجئين عبر إغراء الدول والسلطة الفلسطينية بقبول إعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين في دول لها سمعتها العالمية ككندا واستراليا، او التسهيل لقبولهم في أي بلد يرغبونه كما في الدول الاسكندنافية وتحديدا السويد.
وبعد أسابيع عدة من تعذر عقد لقاءات تفاوضية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بسبب الإختلاف الكبير في الرؤى حول ملفات الخلاف، وفي أعقاب سلسلة من التكهنات والتسريبات عن خطة الإدارة الأمريكية للوصول إلى lsquo;اتفاق إطارrsquo; يمنع العملية السلمية من الانهيار، كشفت واشنطن عبر موفدها للشرق الأوسط مارتن إنديك، للمرة الأولى تفاصيل خطة السلام المتوقع طرحها رسميا خلال أسابيع، وتشمل بقاء 80prime; من مستوطنات الضفة الغربية تحت السيادة الإسرائيلية، وتشمل اعترافا فلسطينيا بـrsquo;يهودية إسرائيلrsquo;.
وبعد أسابيع من العمل بجهود كبيرة من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لأخذ موافقة من طرفي المعادلة (الفلسطينيين والإسرائيليين) على خطة lsquo;اتفاق الإطارrsquo; التي يريد من ورائها إطالة عمر المفاوضات لعام آخر، على أن يكون الاتفاق هو مرجعية التفاوض على ملفات الحل النهائي، كشف المبعوث الأمريكي مارتن إنديك عن الخطوط العريضة لهذه الخطة، المنوي طرحها رسميا في غضون أسابيع قليلة، بعد تسريبات وتوقعات، في مجملها كانت لا تحظى بالقبول الفلسطيني.
رؤساء الجالية اليهودية الأمريكية نقلوا عن إنديك الذي روى لهم في اتصال هاتفي أن هذه الخطة التي يشرف عليها وزير الخارجية كيري تنص على إقامة دولة فلسطينية على أساس حدود عام 67 مع تبادل للأراضي وإبقاء ما بين 75 lsquo; إلى 80 lsquo; من المستوطنين تحت السيادة الإسرائيلية، دون أن تحدد نسبة التبادل.
كذلك تنص على أن يقوم الجانب الفلسطيني بموجب الوثيقة بالاعتراف بـ lsquo;يهودية دولة إسرائيلrsquo;، كما ستعترف إسرائيل بالدولة الفلسطينية، وأن يقوم الجانبان بالإعلان عن إنهاء الصراع بينهما.
وستتطرق الوثيقة حسب ما نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن فحوى اتصال إندك بزعماء الجالية اليهودية إلى حق المواطنين اليهود الذين فروا من الدول العربية في الحصول على تعويضات، كما ستتناول حملة التحريض التي تشنها السلطة الفلسطينية ضد quot;إسرائيلquot;.
ومن المرتقب أن تشير خطة كيري الى طرح تعويض للاجئين اليهود الذي غادروا منازلهم في الدول العربية بعد قيام دولة quot;اسرائيلquot; وهاجروا إليها، مثلما سيجري طرح قضية اللاجئين الفلسطينيين وتعويضهم.
الخارجية الإسرائيلية بقيادة ليبرمان كانت قد عقدت العام الماضي وقبله لقاءات مع اللوبي البرلماني الإسرائيلي من أجل إعادة حقوق وممتلكات اليهود المنحدرين من الدول العربية، وذلك بحضور رؤساء منظمات يهودية منحدرين من مصر والمغرب والعراق واليمن ودول عربية أخرى. كذلك لم تشر إلى عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم التي هجروا منها، واستبدال ذلك بتعويضهم ماديا. ولم تشر الوثيقة حسب ما روي عن إنديك الإشارة إلى ملف مدينة القدس بالتفصيل، وإنما الاكتفاء بذكر lsquo;مبادئ عامة وطموحات الطرفين بشأنهاrsquo;.
ونقل عن المسؤول الأمريكي أنه أبقى موضوع القدس lsquo;عائما وشبه مغيبrsquo;، دون التطرق لما سيرد في هذه الإتفاقية بشكل واضح بخصوص المدينة، إدارة الأملاك بوزارة الخارجية الإسرائيلية قامت بإعداد مشروع قانون وطرحته على الكنيست الإسرائيلي في مارس آذار عام 2012 يطالب مصر وموريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا والسودان وسوريا والعراق ولبنان والأردن والبحرين بتعويضات عن أملاك 850 ألف يهودي قيمتها 300 مليار دولار أمريكي مقسمة فيما بينهم طبقا للتعداد السكاني الأخير لليهود عام 1948.
هي مساومات ومفاوضات على الحقوق وىخرها، التفكير بتعويض من أقاموا الدولة الغاصبة على ممتلكات من شردوهم بحجة انه تم استيعاب آلاف اليهود ضمن الكيان الاسرائيلي عام ثمانية واربعين، فيما تم طرد مئات الوف الفلسطينيين الى البلدان العربية ودول الشتات لمجرد كونهم يحوزون أرضهم التي ما عادت السلطة الممثلة لهم في جلسات التفاوض يعنيها امرهم بعد ان تقطعت بهم السبل في اصقاع الارض!

هشام منور.... كاتب وباحث