حزب بلال هو المجموعة التي شاركت في الأيام الثمانية عشر التي أفضت إلى تنحي حسني مبارك، وهو المجموعة التي اشتبكت rlm;بعد ذلك مع المجلس العسكري حين تولى إدارة شئون البلاد مؤقتاً بسبب خلو مقعد الرئاسة، وهو ذات المجموعة التي أوصلت rlm;الإخوان إلى السلطة عام 2012 ثم تحفظت على دور القوات المسلحة في الثورة على نظام محمد مرسي عام 2013، وهو أيضاً rlm;المجموعة التي تعارض بشدة النظام الحاكم المؤقت الذي يدير مصر حالياً. هو إذن شريك أساسي في الأحداث التي عاشتها مصر في rlm;السنوات الثلاث الماضية. هو أيضاً فاعل أساسي في حالة عدم الاستقرار السياسي الذي تعيشه مصر طوال هذه السنوات. ولكن لماذا rlm;حزب بلال؟ الأجابة هي أنني نسبت الحزب للسينارست بلال فضل الذي أعتبره أحد أهم أصوات هذه المجموعة. المقال لا يقصد rlm;السينارست بلال فضل بصفة شخصية، ولكنه يستخدمه كرمز للمجموعة التي باتت تضجر منها الغالبية العظمى من المصريين rlm;بسبب الدور الذي لعبته ولا تزال تلعبه في الحياة السياسية.rlm;

لعب حزب بلال الدور الأبرز في وصول نظام حكم الإخوان إلى الحكم. كان الخطأ الأول للحزب حين ضغط بشدة على المجلس rlm;العسكري بغرض إبعاده عن إدارة شئون مصر، الأمر الذي دفع بقيادات المجلس لتسليم البلاد للفصيل الإخواني الأجهز على الساحة rlm;عندئذ. ثم كان الحزب بمثابة المحلل الذي أباح للإخوان الوصول إلى كرسي الرئاسة الذي كانوا يبحثون عنه. كانت كتابات كتاب rlm;الحزب وأحاديث قادته من أهم العوامل التي رجحت كفة مرشح الإخوان في الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2012. قام الحزب rlm;بحملة دعائية سلبية ضد أحمد شفيق، المرشح المنافس لمرسي، فضلاً عن حملة دعائية إيجابية لمصلحة الإخوان، ما أسفر عن تأييد rlm;مئات الألوف من الشباب والمحايدين لمحمد مرسي.rlm;

لم يشعر البلاليون بالخجل مما ارتكبه بحق مصر وشعبها. لم يشعر البلاليون بالذنب تجاه ما فعلوه بمصر. لم يعملوا على إصلاح rlm;أخطائهم واستكملوا طريقهم غير البناء بعد ثورة يونيو التي أدت إلى عزل محمد مرسي. بدأ الحزب في التسبب بمشاكل للنظام الحاكم rlm;المؤقت. انتقد الحزب جهازي الشرطة والقوات المسلحة بسبب مواجهتهما للإرهاب الذي شنه الإخوان المسلمون ومؤيدوهم. لم يعبأ rlm;البلاليون بالضحايا التي تقدمها الشرطة والقوات المسلحة. لم يعبأوا بالتأييد الساحق الذي يحصل عليه الجهازان في حربهما مع rlm;الإرهاب. لم يبال البلاليون بالتفويض الذي منحه المصريون للشرطة والقوات المسلحة للقضاء على عنف الإخوان وشركائهم. rlm;

استمر حزب بلال طوال الشهور السبعة الماضية في محاولات النيل من نظام الحكم المؤقت عن طريق افتعال أزمات تصوِّر أن هناك rlm;تضييق على الحريات العامة. واليوم يستغل الحزب بعض الإجراءات الاستثنائية التي يضطر النظام لاستخدامها للسيطرة على زمام rlm;الأمور لإفشال ترشيح المشير السيسي لمنصب رئاسة الجمهورية. rlm;

عجيب أمر حزب بلال. لست أدري لماذا يسعى لإفشال السيسي بدلاً من تقديم مرشح لمنافسته، على أن يُتْرَك الشعب ليختار المرشح rlm;الذي يريده. وجود عدد من المرشحين سيعني من ناحية أن أمام المصرين أكثر من خيار، وسيعني من ناحية أخرى أن لا وجود rlm;للتضييق على الحريات السياسية الذي يدعيه البلاليون. لا شك في أن وجود مرشح لحزب بلال سيخلق حالة استقطاب عالية لأنهم قد rlm;يعودوا، كما عودونا، للتعاون مع التيارات الدينية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين. رغم هذا يجب فتح الأبواب على مصاريعها rlm;أمام مرشح له لأن صندوق الانتخابات يجب أن يكون الفيصل الوحيد بين الناخبين.rlm;

على الرغم من قلة عددهم وندرة وجودهم في الشارع المصري وانعدام تأثيرهم فيه إلا أن البلاليين يتصورون عكس ذلك تماماً. هم لا rlm;يدرون أن المصريين عزفوا عن تصديق ادعاءاتهم. كان المصريون قبل ثلاث سنوات مستعدين لإعطاء البلاليين الفرصة. غير أنهم rlm;لم يسعوا بجدية للوصول لطوائف الشعب. اكتفى قادة البلاليين بالظهور على شاشات الفضائيات واستخدام مواقع التواصل rlm;الاجتماعي. لست أعتقد أن أحداً منهم حاول الذهاب إلى المدن النائية والقرى والنجوع والمناطق التي يئن فيها المصريون. وبدلاً من rlm;التواصل مع المصريين لجأوا لوسائل أخرى لتحقيق أهدافهم كان منها فرض الوصاية على المصريين والدعوة لمنع العسكريين من rlm;العمل المدني والعمل على عزل رجال نظام مبارك. rlm;

لعل هذا يقودنا لواحدة من أهم المسائل التي تؤخذ على حزب بلال، كغيره من القوى المدنية. لم يسع الحزب الذي يضم بعضاً من rlm;المثقفين والكتاب والروائيين والسياسيين لسد الفراغ السياسي والمجتمعي الذي خلّفه رحيل نظام مبارك. بدلاً من ملء الفراغ السياسي rlm;ركز على المهاترات السياسية التي عمّقت من أزمات مصر ومشاكلها. ترك الحزب مصر فريسة سهلة للإسلاميين والمتطرفين. rlm;
من المؤكد، بكل أسف، أن عدداً من رجال مبارك سيعودون في المرحلة المقبلة. لن يعودوا عن طريق تزوير إرادة الشعب أو rlm;التلاعب في الانتخابات، لكنهم سيعودون، بكل أسف، بتأييد جماهيري كبير خاصة في مدن وقرى الصعيد التي تسيطر عليها النزعة rlm;القبلية. ليس هناك شك في أن عودة رجال مبارك ليست إلا دليل إدانة لحزب بلال، كما هي إدانة لكل القوى السياسية وقوى المجمتع rlm;المدني. لا تعد العودة نجاحاً لرجال مبارك بقدر ما هي فشل زريع لحزب بلال وغيره. rlm;

لقد سئم المصريون المهاترات والمزايدات والألاعيب التي عاشوها ثلاث سنوات كاملة، وباتوا مستعدين لتقديم تضحيات لإعادة الأمن rlm;والاستقرار للبلاد. لعل في هذا إشارة إلى ضرورة أن يتوقف الحزب عن محاولة مصادرة حقوق المصريين وفرض وصايته عليهم. rlm;ربما لا يعي حزب بلال أن الملايين من المصريين الذين ثاروا ضد حكم محمد مرسي في الثلاثين من يونيو الماضي لم يثوروا لعزله rlm;بمفرده أو مع جماعته فقط، وإنما ثاروا لإبعاده عن الحياة السياسية مع كل من جاءوا به إلى السلطة وكل من كرسّوا حالة عدم rlm;الاستقرار في مصر في السنوات الثلاث الماضية بأخطائهم وسذاجتهم.rlm;

المصريون أثقل كواهلهم فقدان الدولة بوصلتها، لذا هم مصممون اليوم أكثر من أي وقت مضى على اختيار شحصية قوية لرئاسة rlm;البلاد، نعم شخصية قوية قادرة على قيادة البلاد إلى الطريق الصحيح. الشخصية القوي الذي يراه المصريون أمامهم هي شخصية rlm;المشير عبد الفتاح السيسي. ربما لا يعد السيسي الخيار الأمثل كونه عسكرياُ. لكن إذا ما أخذنا في الاعتبار اللحظة الراهنة التي تعيشها rlm;مصر والبدائل التعيسة الموجودة، فالسيسي من دون شك هو الاختيار الأنسب. المهم هنا أن يختاره المصريون عن قناعة وفي rlm;انتخابات نزيهة يخوضها أمامه من يرغب في المنافسة. لسببين أراهما مهمين أتمنى أن يقدم حزب بلال مرشحاً له. السبب الأول rlm;حتى يتبين للعالم أن المصريين اختاروا رئيسهم في انتخابات حرة، بينما السبب الثاني حتى نعرف وتعرف المجموعة حجمها الحقيقي.rlm;