في العام 1992 وفي فندق كلاريدجز Claridge's في لندن، حاولوا quot;وهم عصابة من إياهم أعرفهم واحداً واحداًquot; إيغار صدره الكبير عليّ بأنني أتآمر مع السعوديين والكويتيين لقلب نظام حكمه على خلفية الموقف من غزو صدام حسين للكويت بعد جملة من المقالات كنت كتبتها,,,, لكن العظيم أحبط عزمهم وأثبط شرورهم وأحقادهم بكلمات نقلت لي بعد ساعات: quot;يا إخوان هذا نصر المجالي وأنا أعرفه أكثر منكم فانتماؤه للأردن وإخلاصه لنا ليس له حدود، هاتوا سالفه غير سالفة نصر ابننا وولدنا وفقه الله وحفظه لأولاده في غربتهم الصعبةquot;.... هذا هو أبو عبدالله الحسين بن طلال بن عبدالله بن الحسين بن علي بن عون ، أسد الأردن، سليل آل هاشم وآل البيت، الذي لن يتكرر لخمسمائة عام تأتي،،، كلمات لا بد منها في ذكرى رحيله الخامسة عشرة ... !

**

أكون مجرماً بحق تاريخ أجدادي الأوائل إذا صدّقت كل هذه (الهوجة) الإقليمية البغيضة عند البعض من التخويف والترهيب من الشقيق الفلسطيني، أكون عديم الوفاء إذا لم أستذكر أول quot;جيرة وأخوة حقيقيةquot; بين أجدادي في الكرك وبين من أتوا من دورا والسموع ويطا والدوايمة وكل ريف الخليل في نهايات القرن التاسع عشر لديارنا الكركية وكانوا أهلاً للترحيب والانفتاح والتكاتف والعيش المشترك بفلاحة الأرض والرعي وإدامة الحياة في تلك البقعة من الأرض الأردنية،،، وأكون معانداً للتاريخ المشرّف المشرق حين استقبل أجدادي في الكرك من عائلتي ومن قبائل أخرى بزعامة الشيخ الجليل الراحل إبراهيم الضمور الكناني والشيخ المقدام اسماعيل الشوفي المجالي، الثائر النابلسي قاسم الأحمد ليحموه من بطش جيش ابراهيم بن محمد علي الكبير حاكم مصر العام 1832 ،، وأكون خاسئاً إذا لم تتحرك قطرة في دمي أو ذرة في وجداني حين استذكر لقيمات الخبز التي كان المرحوم عبدالوهاب السلامين (الخليلي الشهم) يطعمنا إياها في مسقط رأسي أنا وإخوتي في سنين quot;الشّح والقلّةquot; في بواكير صبانا إذ وقف الى جانب والدنا وإسناده على الحلوة والمرّة أمام تحديات الحياة،،، وأكون خطّاء جهولا اذا نسيت أن أول من علمني الحرف كان فلسطينياً،،، وأكون ليس أنا إذا انحزت للموجة المرفوضة التي صارت تتسيّد الشارع سادرة في غيِّها ضاربة عرض الحائط بكل دماء الشهداء وأصول الانتماء الوطني والقومي والعلاقات الأسرية والاجتماعية والثقافية التي تربط الإخوة المهاجرين والأنصار في بلد الرباط بعقد دم ونضال وتحد على مرّ الأجيال انتظاراً لليوم الموعود المشرّف بمستقبلنا الواحد والواعد...... انبذوا الإقليمية وتصدّوا لما في أنفسكم من عنت وطهروها بشهامتكم المعتادة أيها القوم، واكسروا ظهر المؤامرة في الداخل وتشعباتها وأصولها وجذورها من الجوار القريب والبعيد أيضاً... !

**
أتضامن مع المطربة الكردية - الأميركية الشابة هيلان عبد الله (Helly Luv) أمام الهجمة الوحشية الاتهامية الشرسة التي تتعرض لها إثر شريطها الجديد الذي يعكس المآسي التي حلّت بالشعب الكردي، من جانب ظلاميين وتكفيريين في إقليم كردستان العراق quot;الذي كنّا نتعشم أنه ينعم بالحرية والديموقراطية وخطّ طريقه للمستقبل المنير، ولا مكان فيه لمثل هؤلاءquot; ... !

**
غريب،،، مع كل هذا الحشد من (الانفلات) الدعوي الديني في الساحة الأردنية وكثرة الخطباء والدعاة وخريجي كليات الشريعة والذين قفزوا للدعوة والخطابة والإمامة quot;عينك عينكquot;، وزارة الأوقاف تستورد أئمة مساجد ودعاة من الخارج،،، والأغرب ان وزير الاوقاف يخرج قبل أيام متباهياً متفاخراً بأن هناك 7000 خطبة جمعة تلقى كل أسبوع،، ولم يتكلم الوزير عن حال الانفلات القائمة من منابر تلك الخطبة ابتاء من التكفير وشتم الجميع الى الدعوات لنصرة كل (عصابات) الرعب والإرهاب في افغانستان والعراق وسوريا واليمن ومصر وتونس وليبيا،، وهم شطبوا من القائمة (فلسطين) ...!

**
لأن دعيّ عمان quot;الجعجاع المهذار الثرثارquot; شتمهما في غيابهما من على منبر خطبة الجمعة لغايات في نفس يعقوب وعصابات المرشد ومحمد مرسي (العيّاط)، وشتم معهما كل العلمانيين (الكفرة) والإعلاميين (الزنادقة) وأهل الفن (المارقين) وحشد دعماً للقتلة والإرهابيين وبرابرة العصر، فإنني انتصر للراحل الكبير باني تونس الحديثة المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة والممثلة العملاقة ليلى علوي،، فلا نامت أعين الأدعياء الجبناء المتسلحين بالدين، وأحبط الله نياتهم وأعمالهم وإفكهم ...!

**
الله أعطانا الحياة والحرية والفطرة لنصرته وعزته وعظمته وبهائه، والبعض تسلّح بالرعب والإرهاب والاستكبار والعنت والعنف والجهل والتجهيل وعمى البصر والبصيرة وإنكار الآخر لـ (نصرته) وطمعاً في جناته ورضوانه والحور العين والغلمان المخلدين ...!

**
تقرير يقول إن الحمير تنقرض في الأردن،، فلماذا لا تنقرض فصيلة هذه الدّابة (الصبورة) الكاظمة للغيظ، حيث مهمتها اجتيحت من (البعض) ولم يتركوا لها مطرحاً أو ملاذاً آمناً ...؟

**
بعد أن إنقاذه في جزيرة نائية حيث غرق في اليمّ بعد سباحة شاقة عكس التيار، سأل رجال الإنقاذ: أين أنا ؟ فقالوا: أنت في الجزيرة الفلانية،،، فقال: ومن حاكمها: قالوا فلانا ابن فلان،،، فرد عليهم: أنا أعارضه سلفاً !،،،، هذه حكاية المعارضات وهذا نموذجه في الوطن العربي الممتد من الماء إلى الماء، الغارق في أوهام الحرية والبقاء والاستمرار ومواجهة الاستكبار والاستعمار في عصر (التجهيل والتلويث والتوريث والاستغفال والاستحمار) ... !

**
أقهقه عالياً،،،، ثم أطأطىء رأسي بـ(غصّة) حين أسمع من يقول: الأمة الإسلامية قادرة على مواجهة الاستكبار العالمي ...! * وحينها استذكر قول الشاعر الراحل داود معلاّ: يا قادة المسلمين اليوم موقفكم ** يخزى به الخزي مرتداً ومضطربا

**
غريب أمر أهل هذا الإقليم ما بين العراق وبلاد الشام ولا أقول (داعش): كانوا موحّدين، فقسمتهم سايكس - بيكو بانتدابات ثم قيام (كيانات وطنية) رفعوا أعلامها وغنّوا لها كثيراً وصدحوا وتباهوا وتفاخروا ،،، ثم يلعنون سايكس - بيكو وبريطانيا وفرنسا و.............. أنفسهم !

**
quot;أنا فهمتكمquot;،،، قالها زين العابدين بن علي ومضى إلى منفاه البعيد الرغيد، والذين ظلوا على الأرض لم يفهموا إلى اللحظة بعضهم بعضاً ولن إلى حين ...!

**
يقول الفيلسوف اليوناني هيروقليطس في شرح المبدأ الثالث لفلسفته quot;إن نظام العالم واحد للجميع، لم يصنعه أحد الآلهة ولا الناس، لكنه هو دائماً وسيكون كذلك أبداً : ناراً حية دائمة البقاء، أشعلت بمقاييس وأطفئت بمقاييسquot;،،، ويقول الفيلسوف ديوجين اللائرسي في تفسيره لمبدأ هيروقليطس بأنه يعني أن quot;الكون ولد من نار وسينحل من جديد إلى نار، في عصور متوالية على التبادل، وهكذا أبداًquot;...!

**
الخلاصة ،، لابد لعقائد هذه الأمة وفكرها من quot;التنخيلquot; وإعادة التقييم والتمحيص إن أرادت البقاء والديمومة والنجاة ...!