أردت أن أكتب كلمة حين أحسست أن كاظم الساهر تجاهل في البداية صديقي وزميله في معهد الدرسات النغمية عامر توفيق إلا أن كلمات عاصي الحلاني جعلتني أتريث على الرغم من أني حدست أن اللجنة المكونة (من المطربين الثلاثة والمطربة شيرين عبد الوهاب)غير مؤهلة لأختيار احسن صوت أو أحلى صوت وكذلك الجمهور لجهل اللجنة والجمهور في الانغام وتفصيلاتها وتفرعاتها المأخوذة من المقامات العراقية وفي تقيم و صوت عامر توفيق،والحقيقة أن سعد الأعظمي وعامر توفيق كانا هما الأول والثاني في مرتبة التخرج من معهد الدراسات النغمية في العراق الذي كان رئيسه المرحوم الشيخ جلال الحنفي الموسوعي الكبير والبغدادي الأصيل.
تعرفت الى عامر توفيق في مقهى المستنصرية ببغداد في فترة الثمانينات التي كان يؤمها قراء المقام العراقي وخبراؤه ومحبوّه ومجودو القراّن الكريم بالطريقة البغدادية المميزة وكانا سعد الأعظمي وعامر توفيق يراجعان المرحوم مجيد رشيد مطرب المقام في فترة الخمسينات وخبير المقام العراقي في إذاعة بغداد وتلفزيون العراق والذي تعلم منه المطرب المرحوم يوسف عمر بعض المقامات وضبطها بعد خروجه من السجن.. وقد أشاد المرحوم مجيد رشيد بسعد الاعظمي وبعامر توفيق الذي أصبح صديقي كثيراً لإمتلاكهما المعرفة الكبيرة في الأنغام وتفرعاتهما من المقامات العراقية الذي يشكل الاساس للموسيقى العربية كما أشاد بصوت كل منهما وقوته ومقدرتهما العالية في الغناء، والذي أعرفه أيضاً أن عامر توفيق قريب للمطرب الراحل حسن خيوكة المجدد في قراءة المقام العراقي الذي غنى مقام الدشت بطريقة جديدة وغنى المرحوم نظم الغزالي قصيدة الشاعر العراقي حافظ جميل التي كتبها حين كان يدرس في الجامعة الامريكية في بيروت ( ياتين ياتوت يارمان يا عنب) بمقام الدشت حسب طريقة المطرب حسن خيوكة الذي تعلم منه المرحوم ناظم الغزالي وتأثر به كثيراً منذ البداية حين غنى المقامات العراقية،وقد سافر عامر توفيق الى ليبيا في عقد الثمانينات من القرن الماضي للعمل هناك إلا أنه رجع لعدم تفهم الليببين لمقدرة عامر ومعرفته وعلمه في الالحان والمقامات لتابين الالحان والذوق من قطر عربي الى اّخر، وقد أشتغل عامر بصيد الاسماك بالشباك بنهر دجلة بعد رجوعه وأتذكر أن مذيعة عراقية جميلة أجرت معه مقابلة في قارب وهو يصيد الاسماك بالشباك في نهر دجلة وغنى لها في تلك المقابلة المفتوحة أجمل الاحان بصوته المميز الفريد الرهيب كما وغنى في قاعة الشعب المقامات والبستاتالعراقية وأجاد وأطرب الكثير فكان خروجه من احلى صوت نكاية به بحجة الاتاحة للشباب وهو لديه شهادة من دار الأوبرا الايطالية منحتها له أكبر مغنيات الاوبرا الايطالية التي تُدرس الاوبرا لمقدرته وعلمه وصوته وهي شهادة معترف بها دولياً كمغني أوبرا في العالم بلونه الخاص المقام العراقي.. وقد أقيم حفل في إيطاليا حضرته الجالية العربيةوجمهور إيطالي كبير في مقدمته أساتذة وفنانون كبار غنى فيه عامر توفيق المقام العراقي وموشح(لما بدا يتثنى) وغنى أيضاً مقام (البنجكاه) ومقام (الرست) وختم الحفل بأغنية (اليلة حلوة،حلوة وجميلة) التي تفاعل معها الجمهور بشكل كبير وصفقوا لعامر توفيق وللمقام العراقي وكان عامر توفيق يغني بدون مكبرات صوت وكان صوته يصل الى أبعد مسافة.. (وهذا ما ذكرني بالمغنية الايرانية هايدة ذات الصوت الرهيب التي كانت تغني بدون ميكرفون ومكبرات الصوت)،وقد صفقت له فنانة الاوبرا الكبيرة ومدرستها لهذا الفن ماريللا التي كانت تجلس في الصف الأمامي التي قالت لعامر توفيق في فترة الإستراحة (أنا أنحني لك وأنحني لصوتك الكبير وتحياتي لفناني العراق).
وهنا لابد أن أذكر ما سمعته من الملحن العراقي الكبير محمد جواد أموري الذي له معرفة كبيرة بالموسيقى الغربية ومعرفة كبيرة أيضا بالموسيقى العربية ( الذي لحن أغية (أنا ياطير) وكتب كلماتها سعد صبحي السماوي التي اعاد غنائها عاصي الحلاني بعد المطربة العراقية أمل خضير والمرحوم فؤاد سالم وقال أنها من الموروث العراقي في حين أنها من أغنيات ثمانينيات القرن الماضي) الذي قال أن كاظم الساهر ليس مطرب اعراقيا ولا يغني الحانا عراقية وهذا ما قاله أيضاً صديقي الهام المدفعي الذي غنى في خان مرجان والمدينة السياحية في الحبانية وغيرها من الاماكن السياحية في العراق وفي لندن ودول العالم الاخرى وهذه شهادة أقولها لأني كنت أعمل في قطاع السياحة في العراق في ذلك الوقت.
وأخيراً أقول أن عامر توفيق أستاذ في علمه ومعرفته وذو صوت قوي وجميل ومن أحسن الاصوات العربية ويتفوق به على أصوات اللجنة التي تختار أحسن صوت أو أحلى صوت وأن عدم إختياره من قبل عاصي الحلاني وإعطائه فرصة ثانية للاستمرار كان متعمداً رغم الكلمات المنمقة التي قالها عاصي.. وكذلك أضيف أن الموسيقى وتدريب الصوت وتقيمه علم لا يمكن لا لعاصي ولا لأعضاء اللجة الثلاث أن يلموا بمعرفته بصورة كاملة لوجود نقص في معرفتهم الموسيقية والاسس الذي يقيم بها الصوت لعدم دراستهم ذلك بصورة علمية، وأن من يمكنه تقيم ذلك هو من دَرَسَه ودَرّسَهُ مثل ماريللا أكبر مغنيات الأوبرا في إيطاليا والتي منحته شهادة معترف بها في جميع انحاء العالم كمغني أوبرالي بموسيقى بلده المقام العراقي لدراستها العلمية للموسيقى والصوت وتدريسها لهما وهي في عامها 67 سنة، أما تقيم عاصي الحلاني بالدرجة الأولى وبقية أعضاء اللجنة لمعرفة عمر توفيق العلمية بالموسيقى وصوته الذييعد من الأصوات النادرة في وطننا العربي فهذا أعتبره ليس صحيحاً لان أعضاء اللجنة يعانون نقصاً معرفياً بالموسيقى وفنونها والتي تعتبر وتدرس في جامعات العالم علماً له أصوله كما أن اللجنة ينقصها معايير تقيم الأصوات بصورة علمية دقيقة تقوم على العلم والمعرفة وهذا ما حدست منذ البداية أن ذلك سيحدث لصديقي عامر توفيق الذي لا يدانيه أحداً من أعضاء اللجنة بمعرفته الموسيقى ولا بصوته الذي قيم في إيطاليا كصوت أوبرالي ولم يقيم في من قبل أعضاء لجنة أحلى صوت في وطننا العربي.. وأود أن أقول لصديقي عامر توفيق ألا يحزن ولا يبتأس لانه هو الكبير رغم ما عاناه من شغف العيش في الماضي وكفاحه المستمر للوصول الى الأفضل والأجمل.