من يتابع مايصدر هذه الايام من تصريحات و مواقف من جانب قادة و مسؤولي الجمهورية الاسلامية الايرانية، قد يستمتع أکثر مما کان يستمتع في عهد الدکتاتور الراحل معمر القذافي الذي کان يطلق تصريحات غريبة من نوعها بحيث کانت تثير عاصفة من الضحك الممتزج بالسخرية، لکن مع فارق أن الذي يصدر عن المسؤولين الايرانيين يتميز بالجدية إذ أن العقيد الراحل کان في أغلب الاحيان تظهر على سحنته علامات السخرية وهو يطلق تصريحاته الفريدة من نوعها.

قبل فترة قال آية الله مهدوي کني، رئيس مجلس خبراء القيادة و التي تمثل سلطة رفيعة المستوى في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، ان العالم المشهور ألبرت آينشتاين، إعتنق الاسلام على المذهب الشيعي، وبناءا على ذلك فقد مات وهو مسلم شيعي، لکن لم يوضح آية الله کني لماذا أوصى آينشتاين(المسلم) بأن تحفظ مسوداته و مراسلاته في الجامعة العبرية بالقدس و أن تنقل حقوق إستخدام اسمه و صورته الى هذه الجامعة؟

أما آية الله محمد إمامي کاشاني، فقد قال في خطبة ليوم الجمعة إنهquot;عندما يظهر المهدي المنتظر سيضربن رقاب قادة الدول العظمى في العالمquot;، أما لماذا يفعل الامام الثاني عشر للشيعة الامامية ذلك، فإن السبب يتعلق بدفاع الدول العظمى عن حقوق الانسان في إيران، حيث أن حقوق الانسان محفوظة هناك فلن يتم هضم او إنتهاك مبادئ حقوق الانسان في إيران، سوى ان إيران الدولة الثانية في العالم في تنفيذ أحکام الاعدام بعد الصين، وان هناك أحکام بفقء الاعين و قطع الاذان و الانف و بتر الاصابع و رجم النساء و منع دخولهن للعديد من الکليات و ممارسة العديد من المهن و مراقبة الانترنت و أمور من هذا القبيل، ويبدو أن إمامي کاشاني غير مقتنع بأن هذه الامور تعتبر إنتهاکا لمبادئ حقوق الانسان ولهذا فإن المهدي سيظهر قريباquot;کما يقولquot;و سيضرب رقاب قادة الدول العظمى!

التصريح الثالث، من جملة التصريحاتquot;ذات الروح المرحةquot;والتي تدفع للضحك عاليا و ليس مجرد إبتسامة، هو ماقد ورد على لسان مرتضى سرمدي، وکيل وزير الخارجية الايراني، عندما قال بأن الجمهورية الاسلامية الايرانية، التي تمتلك قوة القدس الاشهر من نار على علم بقيادة حاکم العراق و سوريا و لبنان المطلق قاسمي سليماني، و صاحبة براءة إختراع حزب الله اللبناني و حزب الله العراقي و جيش المختار و عصائب الحق و ووو، هي ضحية للإرهاب ذلك عندما إعترض في مؤتمر بغداد لمکافحة الارهاب الذي عقد مؤخرا، على شطب اسم منظمة مجاهدي خلق من قائمة الارهاب فقال: الجمهورية الاسلامية الايرانية هي نفسها احدى ضحايا الارهاب وهي التي تعرضت لخسائر كبيرة بسبب التعامل

المزدوج للغرب وبعض دول المنطقة في مكافحة الارهاب والمساعدة للمجموعات الارهابية المناوئة للجمهورية الاسلامية. لکن وکيل وزير الخارجية الايراني حدد منظمة مجاهدي خلق بالاسم عندما إنتقد مساعدة الغرب لمنظمة مجاهدي خلق، فأضاف: مساعدة الغرب الواضحة لمجاهدي خلق وتوفير أجواء الأمن والمساعدات المالية لهم بهدف استمرار نشاطاتهم البارزة في أراضي الدول الغربية يبين عدم مصداقية هذه الدول التي تدعم الديمقراطية للدعوة لمكافحة الارهاب. اسئلة کثيرة تطرح نفسها أمام تصريحات سرمدي هذه، وهي؛ من الذي يهدد الاخر؟ أنتم تهددون منظمة مجاهدي خلق أم العکس؟ من الذي يقوم بإعداد و توجيه الجماعات المسلحة الشيعية العراقية في بغداد للتوجه للقتال الى جانب النظام السوري؟ من الذي يتدخل في العراق و سوريا و لبنان و له نفوذ يتجاوز أعلى سلطة في هذه البلدان الثلاثة و يستخدمها في مختلف المجالات و على رأسها القضاء؟ هل أن منظمة مجاهدي خلق قامت بإختطاف الصحفي مولود آفند من السليمانية و إقتادته الى داخل إيران؟

الحق أن الاسئلة کثيرة و کثيرة جدا، لکنني بالطبع لاأستطيع أن أقول بأنه ليس من حق نظام الجمهورية الاسلامية أن يجاهر بأنه ضحية للإرهاب، و لکن بشرط واحد، أن يکون آخر نظام يزعم بأنه ضحية للإرهاب.