الإعلان الأخير للنيابة العامة في مملكة البحرين حول مسؤولية بعض الإرهابيين العاملين في سياق المشروع الطائفي التدميري المدعوم إيرانيا في البحرين عن تدربهم على إستعمال السلاح و صنع العبوات و عمليات الإغتيال في معسكرات عراقية لم يكن بالأمر المفاجيء أو الدراماتيكي بل أنه تحصيل حاصل لعمليات تآمر و حشد و تعبئة طائفية و لمشاريع فتنة سوداء لتمزيق المجتمعات العربية و الخليجية لم تتوقف يوما واحدا منذ إشهار مبدأ تصدير الثورة الإيرانية قبل خمسا وثلاثين عاما من الزمان، وحيث شهد هذا المشروع إنطلاقته الكبرى و مجاله الحيوي مع إحتلال العراق و تدميره و تقديمه على طبق من ذهب للعصابات الإيرانية و لعملاء الولي الفقيه عام 2003، و اليوم وفي الوقت الذي أنهت فيه حكومة المالكي عقدها لمؤتمرها الوهمي الخاص بمحاربة الإرهاب الدولي كما يقولون و حيث فشل ذلك المؤتمر، هاهي الحلقة الإرهابية في البحرين قد كشفت عن وجهها القبيح و حددت وقائعها بالإسم و الصوت و الصورة مسؤولية العصابات الطائفية في العراق في تصدير الإرهاب الدولي و في رعايته و إحتضان رموزه و إدارة معسكراته، إضافة لمسؤولية حكومة المالكي المباشرة عن دعم العصابات العلنية في الشارع العراقي.
لقد تحدث البيان البحريني عن مسؤولية جماعة الشيرازية في تجهيز الإرهاب وإدارته في العراق و لكنني أعتقد بأن تلكم المعلومات ليست دقيقة بالمرة فجماعة الشيرازية كما نعلم ليست على وفاق أو تعاون مع حلفاء النظام الإيراني، كما أنهم لا يمتلكون القدرات اللوجستية التي يمتلكها فيلق القدس التابع للحرس الإيراني الثوري وهذا التنظيم العسكري خاص بالولي الفقيه و لاعلاقة أو إرتباط له مع جماعة الشيرازية الذين لهم رؤيتهم الخاصة للأمور، أعتقد بأن مهمة تخريب البحرين هي مهمة النظام الإيراني و التنفيذ يتم بأيدي حلفائه و غلمانه وعصاباته المتمركزة في حكومة العراق و خصوصا جماعتي الدعوة و المجلس و تنظيمات حزب الله التي قلبت الدنيا في صراخها و عويلها عن إنتهاك حقوق الإنسان في البحرين! و كأن حقوق الإنسان في إيران قد بلغت القمة في الرفاهية في ظل نظام ثيوقراطي متخلف و بائس لايرى الحوار إلا من خلال حبال المشانق التي يرهب بها الشعب الإيران
جميع التنظيمات الطائفية في العراق هي بمثابة الملاذ الآمن للعصابات البحرينية العاملة في خدمة المشروع الإيراني الطموح و المتغلغل و الذي له للأسف قواعد و شبكات و لوبيات سياسية و إجتماعية و إقتصادية قوية للغاية في دول الخليج العربي!! و أعتقد أن اللبيب من الإشارة يفهم!!، مملكة البحرين تظل النقطة المركزية التي يراهن على إضعافها و إنهاكها و سقوطها لاسمح الله أركان التحالف الإيراني الشيطاني في المنطقة، وفي البحرين تدار معركة السيطرة على مستقبل الخليج العربي، ومن البحرين ينجح أو يفشل المشروع التوسعي الإيراني الطموح، فهي البوابة الدائمة التي يطرق على أسوارها نظام طهران كل محاولات التآمر و الخديعة و التسلل، و للأسف فإن العمق العربي في العراق بات مخترقا و بشكل خطير و غير مسبوق و إن ظهر دول الخليج العربي لم يعد مؤمنا، ولا ننسى أبدا بأن عصابات الوطواط البطاط قد قصفت الحدود السعودية الشمالية، كما أن عصابات العصائب الإرهابية وجهت صواريخها التي هي صواريخ الحرس الثوري صوب منشآت ميناء مبارك الكويتي!، دون تجاهل الشبكات التجسسية و التخريبية للحرس الثوري في الكويت و المنطقة من خلال أفواج العمالة الإيرانية او من خلال وسائل أخرى، حرب الهيمنة في الخليج العربي باتت اليوم معلنة بالكامل، و طهران ووكلائها لا يخفون أطماعهم بل يشهرون تحدياتهم العلنية بشكل علني وفج في المدن السورية، و يعملون بنشاط من أجل تخريب كل جهود سلمية توافقية لنزع فتيل الموقف، بل يجاهرون بدعوتهم و من خلال منابرهم بإقامة ما أسموه بالجمهورية الإسلامية في البحرين تمهيدا لضمها النهائي لمملكة الولي الفقيه ثم العبور لشرقي الجزيرة العربية في مشروعهم القرمطي الجديد!!، و لكنهم سينالون الخيبة و الخسران و سترتد مكائدهم صوب صدورهم العامرة بالحقد و الكراهية.. و مكروا و مكر الله، و الله خير الماكرين.