بعد اجتماع الرئيس بارزاني مع الكتل الكوردستانية في البرلمان العراقي خرجت بعض وسائل الإعلام بتصريحات غير منضبطة وبعيدة عن واقع الحال وعما جرى في الاجتماع الذي اصدر بيانا واضحا للرأي العام حول موضوع الموازنة وقط حكومة المالكي لرواتب موظفي إقليم كوردستان منذ شهرين في سابقة لم تحصل عبر تاريخ الدولة العراقية وفي اشد مراحل الصراع مع أنظمتها الحاكمة منذ ثلاثينات القرن الماضي حتى يومنا هذا، وقد أشار بيان الاجتماع بشكل واضح عما جرى من مناقشات تداولت أوضاع الموظفين في الإقليم بسبب قطع رواتبهم في بادرة لفرض حصار معيشي لا يقل عن مفهوم الإبادة الجماعية التي استخدمت في حلبجة أو الأنفال؟

فقد خرج البعض يكتب بعيدا عن المهنية المطلوبة دون استخدام لأي وثيقة أو استناد على بيان رسمي كما جاء في تعقيب الرئاسة على بعض التصريحات أو التأويلات التي صدرت بعد الاجتماع، معتبرها سند في كيل الاتهامات المعلبة المعروفة عن الإقليم وعن ( الإخوة الأكراد ) كما يقولونها في خطابهم الإعلامي، بل أنهم يتهمون إي كاتب للحقيقة يخالف طروحاتهم الناشزة بأنه عميل للإخوة الأكراد ويتقاضى رواتب كبيرة منهمّ؟

لا نعرف إلى سند وثائقي استند البعض في اعتمادهم على تلويحات للإقليم في قطع إمدادات النفط والمياه عن العراق، في تشويه مج لأخلاق شعب حافظ على تلك الثروات وهي تمر من تحت وفوق أرضه التي سيطر عليها بعد انتفاضة آذار 1991م سواء في أنابيب النفط العابرة عبر أراضيه إلى ميناء جيهان، أو تلك المياه التي تنبع من ينابيعه وتصب في شط العرب عبر أراضيه، تشويه لا أخلاقي لشعب حافظ على عرى الصداقة والأخوة في أحلك أيام الصراع بقيادة الزعيم الخالد مصطفى البارزاني أو بقيادة الرئيس مسعود سواء في مرحلة بناء الدولة العراقية ونظامها الجديد أو في إدارة الإقليم وتطويره واحتضانه لمئات الآلاف من العراقيين الهاربين من الصراع الطائفي المقيت في بغداد وغيرها من محافظات العراق خارج كوردستان.

ولكي لا تخلط الأوراق ويدرك أولئك المتصيدين في مياه عكروها لكي يضببوا الرؤية ويمرروا واحدة من أبشع أساليب الحرب وهي الحصار الاقتصادي وإيقاف دفع رواتب الموظفين والعمال لكي يحققوا عملية قطع الأعناق بقطعهم للأرزاق متناسين أن هذا الشعب قدم على مذبح الحرية والكرامة مئات الآلاف من أبنائه وبناته دون أن يتراجع قيد أنملة واحدة.

إن الحقيقة تتطلب أن نطلع على أهم ما جاء في بيان رئاسة الإقليم بعيد الاجتماع التداولي مع الكتل الكوردستانية في البرلمان العراقي حول موضوع الموازنة حيث جاء في البيان:

quot; لقد جرى بحث موضوع قطع ميزانية الإقليم ورواتب الموظفين فيه، وأعتبر المجتمعون هذه الخطوة من الحكومة الاتحادية بأنها لا قانونية وإقحام لموضوع معيشة الناس بالمشاكل السياسية، كما بحث الاجتماع مشروع قانون ميزانية العراق لسنة 2014 حيث أبدى رؤساء الكتل الكوردستانية ملاحظاتهم ومقترحاتهم حوله، وقد توصل المجتمعون إلى نتيجة مفادها إن مشروع ميزانية العراق لهذه السنة قد أرسل من مجلس الوزراء العراقي إلى البرلمان من دون التوافق عليه، إضافة إلى كونه يتضمن تجاوزات على الدستور العراقي كما انه مليء بالعقوبات على إقليم كوردستان، هذا وقد طالب المجتمعون بالإجماع عدم إدراج مشروع القانون في جدول أعمال مجلس النواب وعدم إجراء القراءة الأولى له إلى أن يتم تعديل النقاط الموجودة في مشروع القرار والتي تعترض عليها الكتل الكوردستانية في مجلس النواب. وقد أكد الاجتماع على وجوب تعديل المادة 1 من مشروع قانون ميزانية العراق لسنة 2014 وإزالة وإلغاء كافة المواد والفقرات المتعلقة بفرض عقوبات على إقليم كوردستان.quot;

وبعد صدور بعض التأويلات والتكهنات في تصريحات غير مسؤولة أصدرت رئاسة إقليم كوردستان التوضيح التالي:

quot; بعد اجتماع السيد رئيس إقليم كوردستان مع الكتل الكوردستانية في مجلس النواب العراقي الذي انعقد اليوم السبت 15/3/2014 والذي كان مخصصا لمناقشة قضية مشروع قانون ميزانية العراق لسنة 2014، صرح البعض من المشاركين في الاجتماع بتصريحات لوسائل الإعلام باسم الرئيس بارزاني، ونحن نعلن للرأي العام بأن نتائج الاجتماع قد تم نشرها بشكل رسمي من قبل رئاسة إقليم كوردستان، وانه لا يحق لأي شخص أو طرف كان التحدث باسم الرئيس بارزاني حول نتائج الاجتماع، لأن السياسة الرسمية للرئيس بارزاني يصرح عنها من قبل رئاسة الإقليم وديوان الرئاسة والناطق الرسمي لرئاسة إقليم كوردستان.quot;

وأخيرا فان كوردستان وشعبها وإدارتها السياسية والتنفيذية والبرلمانية قد خبرت هذه الأساليب البدائية التي تسببت في دمار العراق وبقائه لحد يومنا هذا أسير ثقافة بائسة جعلته الأول في الفشل والتخلف والفساد والتقاتل طائفيا مما يسوق هذه المجموعات السطحية التي تكرس ثقافة أحادية تآمرية قائمة على أساس الآخر المختلف عدو مهما كان يجب تشويهه وإبادته بأي وسيلة كانت؟