فرحنا جميعا بحضور القائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس وزراء العراق الى محل اغتيال الصحفي محمد بديوي، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ توليه رئاسة مجلس الوزراء ومقتل العشرات إن لم يكن المئات من الصحفيين والإعلاميين أثناء تأديتهم لواجباتهم المهنية، كما حصل للشهيدة أطوار بهجت والشهيد هادي المهدي والشهيد محمد عباس مدرب نادي كربلاء والشهيد كامل شياع، والعشرات بل ربما المئات من خيرة صحفيينا وصحفياتنا الذين استهدفتهم أجهزة دولتكم قبل منظمات الإرهاب، ولعل الطفل الموصلي البريء ذي ألاثني عشر ربيعا ما تزال قهقهاته تلامس ذكرياتنا وهو يعود من مدرسته حينما اغتالته عدة رصاصات من مسدس أو رشاش احد ضباطك يا دولة الرئيس ( العقيد هادي سرهيد الكناني آمر فوج رئاسة الوزراء بالموصل في الأول من آذار 2013م ) وقد اصدر القضاء العراقي مذكرة إلقاء قبض بحق العقيد المذكور لكن القائد العام ورئيس الوزراء رفض تنفيذ الأمر القضائي بل واصدر أوامره بعدم التعرض للعقيد ورفض إجراء إي تحقيق في الحادث والقصة معروفة للجميع!؟

أي دم تتحدث عنه دولة الرئيس وأنت تمثل القانون في كتلة اخترت لها اسم دولة القانون، فيما تبشرنا بقوانين الخيمة والإبل القبلية ونحن من المفترض ننشئ نظاما حضاريا عصريا جديدا لا يقوم على الانفعالات والعواطف والقبلية المقيتة؟

أي دم تنادي به وأنت تتحمل دستوريا فوق أكتافك أمام الله والشعب مسؤولية انهار من دماء العراقيين، الذين قتلوا وما زالوا يقتلون يوميا في شوارع الموصل والانبار وبغداد وبابل وكربلاء وصلاح الدين وديالى؟

أي دم تتسبب في إزاحته وتطالب به وأنت تذكرنا مرة أخرى بقسم صدام حسين الذي أنتج حرب الثماني سنوات مع ( الجارة الشقيقة الغالية ) إيران وما يقرب من مليون قتيل، حينما قتلت فريال واقسم صدام أن لا يذهب دمها سدى؟

أي دم أنت وليه دولة الرئيس وأنت تصدر حكمك قبل القضاء في إعدام المتهم وشعبه قبل أن يبت القانون في قضية قتل الصحفي محمد بديوي؟

عذرا دولة الرئيس مرة أخرى أحاول أن أنأى بك عن هذه الثقافة وهذا السلوك، لأنك من الذين عرفوا شعبي وطيبتهم ووفائهم ونقاء سريرتهم وشجاعتهم وإصرارهم على الحياة والسلام والعيش بكرامة وشراكة حقيقية مع الآخرين، لكنكم بتصريحكم الأخير أظهرتم بعدا شاسعا بين ما أنأى به عنكم وبين حقيقة ما يصدر منكم، فلم تنجح دولة الرئيس في إقناعنا بردة فعلك الانفعالية وأنت تمارس سابقة لم نعهدها من جنابكم إزاء آلاف الضحايا من خيرة أبناء وبنات العراق يوميا وفي كل المدن ومن كل المكونات ومنذ ثمان سنوات؟

تمنينا جميعا أن تقنعنا بأنك فعلا تعبر عن الجميع وحريص على الجميع، لكنك في كل مرة تخيب ظن الكثير ممن تمنوا رئيسا عراقيا فوق المذاهب والأديان والقوميات، يعمل دونما انفعالات عاطفية لا تخضع للعقل والحكمة وتقود البلاد إلى ما هو عليه الآن بعد ثمان سنوات من حكمكم!

أما وقد أعلنت بأنك ولي الدماء والدم بالدم فان جرد الحساب بهذه اللغة سيكون ثقيلا سيادة الرئيس، فقد أثقلت حملك كثيرا، وستسأل يوما ما عن كل قطرة دم أزيحت أثناء حكمك؟

[email protected]