في كل يوم حدث عراقي مثير، تعقبه فضيحة مدوية، وما بينهما دم عراقي ينزف باستمرار.
ذات أيام كانت في العراق كواكب نسائية ساطعة تشع بحب العراق وبالإبداع والعطاء الطيب. عشرات وعشرات بل ومئات من المبدعات والفنانات والطبيبات والقاضيات والمحاميات والسياسيات والكاتبات والشاعرات، ألخ، ممن كتبن صفحات مضيئة في سجل العراق الحديث. والمجال لا يسمح بذكر أشهر تلك الأسماء، ناهيكم عن جميعها.
اليوم هناك من وصلن بقدرة quot; قانونيةquot; طائفية لبرلماننا الكسيح لينفثن من وقت لآخر سموم التحريض الطائفي والعرقي، وليزيفن الحقائق. السيدة المحترمة إياها دعت منذ أيام لقتل سبعة سنة مقابل سبعة من ضحايا الشيعة، ولكن حتى دون أن تبين لنا من كان القتلة، وهل كانوا يمثلون السنة أصلا، ودون التوضيح طبعا ما إذا كانت دعوتها الثأرية الدموية منسجمة مع لافتة quot;القانونquot; التي تحملها. قال بعض المعقبين إنها كانت إنما تفسر النداء المتهيج لزعيمها، وهو يردد أمام جثة شهيد: quot; الدم بالدمquot;. وآخرون من المتهيجين فسروا quot; الدم بالدمquot; هكذا: quot; كردي مقابل عربيquot;، كما جرى مثلا في الجامعة المستنصرية. أما التطبيق الفعلي لصيحة الدم بالدم العشائرية، ففد نفذ خارج مدينة بغداد في بهرز، حيث قتل المئات من أهلها لمجرد كونهم من السنة، وأعدمت حتى النساء، ثم تم تخريب البساتين العامرة التي كانت شهيرة بأجود أنواع الحمضيات. طبعا الرواية الرسمية، وككل مرة، هي غير ما جرى فعلا، فهؤلاء الضحايا هم في دعايتها داعشيون، رغم ان لا دليل على ذلك. الناشطون العراقيون في الدفاع عن حقوق الإنسان يؤكدون، وبعد التحري الدقيق، بأن quot;الضحايا جميعا كانوا من الناس الأبرياء، من النساء والشباب والشيوخ منن اقتيدوا من منازلهم ونفذ فيهم حكم الإعدام بدم بارد .quot;[*]
القرائن تشير إلى أن منفذي تلك المجازر هم من عصابة quot;كتائب أهل الحقquot; [الشر]، المحميون من الحكومة والمتحركون بعملها ضمن القوات الحكومية.
لم نسمع نداءات سبعة بسبعة والدم بالدم عند اغتيال أكثر من 700 من رجالات الثقافة والإعلام وأساتذة الجامعات في السنوات المنصرمة، ولكن عراق اليوم سباق في العجائب والمتناقضات، فقد تحول لمقدمة دول الفساد والدول التي تضطهد الصحافة وفي زواج الصغيرات، وفي النسبة العالية من الفقراء في بلد غني بالثروات. ووزارة باسم وزارة حقوق الإنسان وأخرى باسم وزارة العدل لا تريان مانعا من تدوير القانون والقضاء، ومن تزويج الصغيرات، وزواج المتعة، وخطبة الرضيعة. وهما تجدان أمرا طبيعيا تصريح الحكومة باستعدادها لتسليم اللاجئين السياسيين لإيران، وأمرا إنسانيا وشرعيا قطع الدواء عنهم وتقتيلهم دفعة فدفعة، وخطف النساء، وإبقاء الجثث في المشرحة بدل أن يدفنها الزملاء والأهل.
أسماء وعناوين براقة، والأفعال نقيض تام، والعراق في مهب الريح القادمة من شرقه!.

* من بيان المنظمة العراقية للدفاع عن حقوق الإنسان في العراق ومنظمات فرعية في السويد والولايات المتحدة وهولندا...