ايتها السيدات المرشّحات ، ايها السادة المرشحون العراقيون للانتخابات النيابية المقبلة المزمع عقدها أواخر هذا الشهر الجاري
دخلنا الان شهر ابريل / نيسان والذي أوّله كذبة وآخره هبّة ، هبّة انتخابية عراقية صاخبة بامتياز كأننا نسمع جعجعةً ولانرى طحنا ، بدأ ضجيج الدعايات الانتخابية تصمّ أذاننا ؛ بهرَجِها ومرَجِها ، تخدش أبصارنا بملصقاتها ولافتاتها الخادعة والتي عكّرت مزاجنا مثلما عكّر الوضع الامني الهزيل حياتنا بهشاشته الدائمة المعهودة
لديّ ما أقوله لكم ياسياسيينا الذين سترتقون مدارج السلطة وانتم تعتلون عواتقنا وكنّا سُلّما لكم بالصعود والنهوض
يامن تتحكمون في رقابنا وتهزؤون بمصائرنا وتلعبون بالحبال شدّا وجذبا وتعقّون اهليكم وتشتمون بعضكم بعضا وتملأون جيوبكم سحتا .. هذه وصايا عشر أدرجها أدناه لأحد مواطنيكم ممن ابتلى بكم فلا تأخذوا بها ولاتتمسّكوا بتلابيبها فلو ركبتم اليها المطايا وطويتم الارض برّا وخضتم عباب الماء بحرا وحلّقتم في السماء جوّاً لم تلقوا مثلها انحدارا اخلاقيّا وسقوطا في مهاوي الذلّ والخيبة والخسران والسوءات
--أبقوا على رواتب نواب البرلمان والملتفين حولهم من حماياتهم وحرسِهم الخاص والذائدين عنهم وزيدوا من مكتسباتهم ولتتراكم رواتبهم الحالية والتقاعدية كي تتنامى على شكل متوالية هندسية ريثما تفرغ خزينة الدولة بكاملها ، ولا تعبأوا بالاحتجاجات التي طالبَتكم بوقفها وأوهمتم شعبنا بإيقاف صرفها ميناً وكذباً ، واكثروا من الوجوه الجديدة الكالحة من النوّاب كل اربع سنوات من الذين لايسمنون ناحلا ولايشبعون جائعا ولايشفون سقيما ولايُفرحون حزينا ولا يُؤمّنون خائفاً حتى تنضب الاموال تدريجيا ويكون مآلها جيوب هؤلاء الذين لايهشون ولا ينشون سوى لمصالحهم ومصالح المقربين اليهم من طوائفهم
--املأوا مجلس الوزراء بثلّة من المستشارين الموتورين من الاقرباء والمتزلّفين والحلفاء والمنتفعين ولتكن آراؤهم ووجهات نظرهم المائعة انموذجا يحتذى به في الخروج من جادة الصواب وليكن شعاركم الثأر والعداوة والبغضاء بعيدا عن الصفح والعفو الذي أوصى بها العفُوُ الرحيم الغفور ولاتبالوا بتجارب الشعوب التي عرفت كيف تقضي على الكراهية والاحتراب بين ابناء الوطن الواحد
--اكثروا من القوائم الانتخابية التي تتسابق على نيل الاصوات الانتخابية والتي تمارس الخديعة للمواطن الساذج الذي وضع ثقته فيكم ، وأذعنوا لأوامر وتعليمات دول الجوار وغير الجوار التي تحرككم مثل دمى هزيلة باعتباركم أتباعا وصغارا تنفّذون مايأمركم الكبار لقاء خدماتكم السخيّة لهم حتى ولو كان على حساب بلادكم
--عسكروا هذا المجتمع بالجيش والشرطة والدرَك الهزيل إلاّ من عددهِ الهائل حيث لاخبرات امنية استعنتم بها من الدول التي تعرف كيف تقاوم أعداءها وكيف تعالج مشاكلها بحنكة ودراية ولاتسليح يرقى الى مواجهة الارهاب القذر الآتي من الداخل ومن خارج الحدود . وانتشروا في الشوارع والأحياء بصورة بدائية غير مدروسة لعرقلة السير وتضييق الخناق على المركبات ومستخدمي الطريق وأكثروا من الحواجز غير الهامة وسط الطرق وفي الجسور والاماكن المكتظة وتقاطع الطرق ولابأس ان يتركز تفتيشكم وقت الذروة والزحام الشديد
--استخدوا اكثر الاجراءات تخلّفاً في مواجهة العنف واغلقوا الطرق واقيموا الحواجز فور حدوث ايّ انفجار ndash;لاسامح اللهmdash; حتى لو كان بعيدا جدا لتثبتوا حرصكم امام مسؤوليكم وليذهب المواطن المسكين الى الجحيم فانتم quot; الاقدر جداً quot; على صدّ اية هجمات وquot; الأبرع quot; في نصب طوق امني للقبض على ممارسي الارهاب ومحدثي الجرائم فور حدوثها وكثيرا ما فككتم شبكات التخريب قبل وقوعها واستبقتم الارهاب الاعمى قبل تنفيذ عملياته الدامية بشطارتكم وحذقكم
--أظهروا ساستَكم على شاشة التلفزيون في القنوات الفضائية الجمّة وأوقدوا النعرات الطائفية المقيتة واشعلوا حطب العداوة بين ابناء الشعب الواحد كي تتفرجوا على صراع هؤلاء المساكين ولينسوا ماتعتريهم من ويلات ومحن وخوف ويغفلوا عن حقوقهم وليؤدوا واجبات الطاعة امام ساستهم الذين اوغلوا بسرقتهم سرَّا وإعلانا دون ايَ استحياء
--أذعنوا لاوامر رؤوسكم الكبيرة واصغوا الى السنتهم الاتية من خارج الحدود كألسنة السحالي المخيفة وكونوا اذنابا للعقارب التي تدبّ في خرائب وقفار الطامعين والأوغاد التي تريد لبلادكم الدمار والمهانة ولاتنسوا ان تلسعوا اهليكم سُمّا زعافا من إبر تلك العقارب
--اسرقوا خزانة وطنكم الام واملئوا ارصدتكم وجيوبكم وحَوِّلوا اموالكم لوطنكم الثاني الذي اكتسبتم جنسيته فالوطن الامّ للنهب والآخر للنماء لتكونوا كمن يبصق في البئر الذي تروّى منه ويكفر بالمائدة التي غذّته
--لاتتقربوا من الشعب ولا تستمعوا الى همومه ومعاناته بعد ان تعتلوا كراسيكم ؛ بعد ان كنتم بين صفوفه وفي اوساطه قبل ان ينتخبوكم وشيِّدوا جدرانا من فِلّين كي تغلقوا مسامعكم عن اصوات اهليكم ولاتصغوا الى نواحِهم ونحيبهم الذي يفطر القلوب ويهزّ الوجدان واغمضوا أبصاركم عن الجوعى الباحثين عمّا يقيم أوَدهم ويسدّ رمقهم في حاويات القمامة وأكياس النفايات وأكوام المزابل
--تشاتموا مع بعضكم البعض وتنابزوا تهكّما وسخرية وتقاضَوا في المحاكم أمَلا في الحصول على تعويضات ماديّة وليكن صراعكم علنيا وامام مرأى شعبكم الذي يسخر منكم وكونوا مثل دِيَكة تتصارع مع بعضها البعض حتى تدمى ويصير رهانكم خاسرا امام الملأ الذي يهزأ منكم ومن افعالكم وتصرفاتكم الغريبة الاطوار
ليتكم نبذتم هذه الوصايا وأحسنتم لنا ولأنفسكم فتكونوا حقا ممثلين لمجتمعكم ونوّابا ناصحين لأبناء جلدتكم وقلوبا تخفق محبة ً لناخبيكم ومحبيكم وكنتم الاسوة الحسنة لمجتمعكم والنماذج المثلى لرعاياكم
ليتكم .......ليتكم ، رغم ان تمنيات quot; ليت quot; هي رأسمال الضعفاء الواهنين الذين أفلسوا من وعودكم الكاذبة
[email protected]