قال مغرد quot;لا تتحرشوا بنا فراتب أصغر موظف لدينا يقوتكم ويقوت عيالكم طول العمرquot;. ونسي هذا المغرد أنه وقومه أصبحوا أيقونة لفقدان الحمية والمروءة بسبب هذا المال. فهم يرون ما يفعله ولاة أمورهم بهذا المال الذي أنفقوا جله على تسليح الجماعات التي دمرت جيوش العرب ولا يزال في جعبتهم الكثير الكثير من الدسائس والمؤامرات، يرون ذلك ولا يحركون ساكنا لا بالقول ولا بالفعل، وكأن الجيوب المنتفخة تستر كافة العيوب.
ومتى كان المال يعطي قيمة للإنسان؟ يكون ذلك عند محدث النعمة الذي أعمت الثروة بصره وبصيرته، فانتفخت جيوبه وخلت جعبته من أية هموم لا تتجاوز حاجاته الشخصية، وعطل عقله وأصبح متهما بالغباء والسلبية وهدر حقوق الإنسان وهو لا يأبه بتلك الاتهامات وتحول إلى مستهلك نهم يتمرغ باللذات المستوردة جراء الراتب الضخم الذي يتقاضاه من وظائف البطالة المقنعة التي هيأت له وظيفة يقضي بها وقته في اللهو على مواقع التواصل الاجتماعي ومن ثم يأخذ إجازة طويلة ليستريح من quot;الدردشةquot; ويسافر إلى حيث المتع غير المتوفرة محليا، فيما يقوم الوافد المسكين بكافة أعماله حرصا على مصدر رزقه.
لا غرو في نشوء هذه الكائنات فأسباب الهبوط المحيطة بهم كثيرة جدا وأولها النعمة الفجائية التي جاءت دون كد أو جهد وثانيها وجود أعداد ضخمة من الجياع الذين يخدمونهم وثالثها وجود أعداد كبيرة من المفكرين الذيم يفكرون بالنيابة عنهم، ورابعها أن غالبيتهم أعاجم مجنسون ممن لا يحملون أواصر ثقافية مشتركة معهم ولا يهمهم قضايا الأمة، بل لعلهم يتآمرون فيما بينهم لخدمة جذورهم في دول الجوار. وعندما يكثر المرتزقة لديهم سيقوضون أركان مجتمعهم المصطنع ثم لا يجدون أي سند يرتكزون عليه ويرحلون إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم.