عبر التاريخ الحي للشعوب علمنا التاريخ بأن الطغاة و الفاشست من القادة غالبا ما تأخذهم نشوة الوهم بالإنتصار و تدفعهم لتصور آراء غير منطقية هي بمثابة أحلام تائهة في عقول طائرة، و رئيس نظام البراميل السوري بشار أسد لايختلف عن تلك الفصيلة إن لم يكن أبرزهم على الإطلاق!، ففي بداية إنطلاقة الثورة السورية قبل ثلاثة أعوام و نيف من الشهور خرج علينا من عبر مجلس الإمعات المسمى ( مجلس الشعب ) بخطاب ساخر ضاحك باسم يقلل من وقع ما حدث في درعا و أطفالها و يعد بتجاوز الأزمة! بل و يعتبر ما حدث من تقطيع أصابع الأطفال مجرد حالة زكام عابرة!! وفي ذلك قمة الإستهتار و السخرية و العنطزة أيضا وتصرف لايليق برئيس دولة، وبعد شهور قليلة أخرى خرج ضاحكا للملأ و بسفه أكبر وهو يعلن بأن الأزمة قد إنتهت و إن الدنيا ربيع و الجو بديع!! حتى إلتهبت سوريا بأكملها و تم تدمير حواضرها و تشريد شعبها بجيش الصمود و التصدي و التوازن الستراتيجي، ثم توسعت حبال و مجالات الأزمة الحيوية حتى تدخل التظام الإيراني بشكل فاعل و منهجي من خلال حرسه الإرهابي و صراصيره في العراق و لبنان تحت ذريعة حماية المزارات المقدسة!! وهي مبررات سخيفة و سقيمة لجريمة قتل كبرى للشعب السوري مارسها ذلك التحالف الشيطاني الرهيب المجرم، وهاهم قادة الحرس الثوري يعترفون اليوم بأنه لولاهم و لولا غلمانهم الطائفيين لسقط النظام منذ زمن طويل، وبعد دخول الثورة السورية في معارك الكر و الفر و إسقاط القرى و القصبات و تطور الحالة الثورية في الشام لحالة حرب أهلية ساخنة واضحة الدلالات و المعاني صمت بشار زمنا طويلا إلا من خلال بعض المقابلات النثرية هنا و هناك شهدت خلالها الأوضاع الميدانية متغيرات متنقلة بين الكر و الفر و تفعيل النظام لأدواته الإستخبارية و منها تنظيم داعش! و لكنها في مجملها كانت تصب في إنهيار جيش و منظومة النظام الأمنية و العسكرية و الذي لجأ بعدها و بفظاظة و جريمة كبرى لإستعمال مختلف أنواع الأسلحة القذرة من براميل متفجرة وحتى السلاح الكيمياوي وفقا للمواصفات الإيرانية و الشبيه بالسلاح المستعمل في حلبجة في العراق عام 1988، و اليوم تدور معارك مفصلية و حاسمة كبرى في الساحل السوري و تكاد مدينة حلب عاصمة الشمال السوري أن تخرج بالكامل عن سيطرة النظام.. ثم خرج علينا بشار المهزوم المذعور بعد كل تلكم التطورات الميدانية الهائلة وهو يبشر عددا من حواريه بالإنعطافة الكبرى و النصر القريب...! ما فعله بشار من هرطقات فكرية وهو يتهيأ لسيناريو إنتخابات رئاسية هزلية حسم نتيجتها حزب الله قبل أن تقوم بقول نعيم قاسم نائب نصر الله بأن الأسد سيفوز!!، يذكرنا بأحلام الزعيم النازي هتلر وهو يأمر بإذاعة معزوفة ( غروب الآلهة ) لفاغنر ثم يحلم وهو محاصر بجيوش الحلفاء للرايخشتاج بأنه سيدمر جيوش الحلفاء و سيعيش الرايخ النازي لأكثر من ألف عام قادمة!!، كما يذكرنا عربيا بحواسم صدام حسين المعروفة و الشهيرة عام 2003... أحلام العصافير التي يعيش في ظلالها بشار الأسد قد رسمت له عوالما وهمية من النشوة و الإنتصار ومن ثم التصريحات الخاوية وهو يعلم بأن عرشه الرئاسي و نظامه بالكامل هو اليوم معروض للمزاد العلني في سوق النخاسة الدولية، و إن سكوت الدول الكواسر عن نظامه و الصمت عن جرائمه و إسدال الستار الإعلامي عليها لايعني أبدا بقائه، كما أن الدعم الإيراني و قد وصل لحدود إستنزافية كبرى و مرهقة لن يدوم للأبد و سيتجرع الإيرانيون و كما فعلوا في السابق و لكن هذه المرة على يد أبطال الشام و أحرارها كؤوس الهزيمة المسمومة و سيولي غلمانهم الدبر و سيتكبدون خسائر ستراتيجية سترتد عليهم وبالا في العمق الإيراني ذاته، الإنعطافة الحقيقية للثورة السورية قد حدثت فعلا و لكن ليس وفقا لرؤية رئيس النظام المهزوم بل وفقا لإرادة أحرار الشام الذين سيطيحون بالطاغية و سيقتصون من رقبته الطويلة بعد أن تشفى صدور المؤمنين، و لن يفلح الطغاة و الدجالون و سينتصر الدم السوري الطاهر على سيف بغاة و دجالو دمشق و طهران و من والاهم و أستن بسنتهم من الغلمان المجرمين في العراق و لبنان، و سينصر الله من ينصره و يخزي وجوه القوم الظالمين.