الحزب هو عبارة عن تنظيم سياسي يضم مجموعة من الأشخاص يعملون في المجتمع في إطار منظم، ولأغلب الأحزب السياسية إيديولوجيات محددة تكون مصدر أفكارها ومبادئها ومنطلق لأعمالها، ومن أهدافها الوصول إلى سدة الحكم في الدولة، ومن المفروض أن تُمارس هذه الأحزاب الديمقراطية داخل التنظيم في إنتخاب أعضاء هيئات الحزب المختلفة حتى رئيس الحزب. وهناك من يُعرف الحزب على أنه مجموعة من الأشخاص يؤمنون بنفس الأفكار والمبادئ ويعملون من أجل الوصول إلى الحكم أوالتأثير على مصادر القرار في الدولة.

لاشك أن كل حزب عند تأسيسه يضع صوب أعينه مجموعة أفكار ومبادئ لتكون المجال الذي يتحرك فيه أعضائه، ويكون له أهداف يسعى إلى تحقيقها بالكامل أو جزء منها، فهو ينطلق من مصلحة الجماهير، و يسعى إلى تحقيق الرفاه والسعادة لأبناء المجتمع، وتحقيق مبدأ تكافئ الفرص، بالإضافة أن الهدف الأساسي لكثير من الأحزاب هو الوصول إلى سدة الحكم في الدولة وممارسة الديمقراطية في مؤسسات الدولة، والحفاظ على ممتلكات الشعب، لذلك نرى بأن رئيس حزب ما في الدول الديمقراطية يكون في خدمة أعضاء الحزب وأعضاء الحزب يكونون في خدمة الشعب والدولة، أي أن الهدف الأساسي يكون وراء نشوء الحزب هو المصلحة العامة، ورئيس الحزب يكون لفترة زمنية محددة على قمة هرم الحزب ومن ثم يفصح المجال لغيره لقيام بدوره في خدمة المجتمع، فأما أن يكون ذلك بالتنازل أو بأجراء الإنتخابات الديمقراطية من أجل إختيار رئيس الحزب، لذلك نرى بأن الأحزاب في هذه الدول تستمر وتقوم بأعمالها أن غاب رئيس الحزب في حالة المرض أو الوفاة، فالحزب ليس مرتبط بشخص معين.

هذا عن الأحزاب في الدول الديمقراطية بينما الأحزاب في الأنظمة الشمولية والديكتاتورية، وفي الشرق الأوسط عموماً وفي المجتمعات العربية خصوصاً والكردية أيضاً فهي مرتبطة بشخص قائد الحزب ومصيره مرتبط بمصير القائد، فأن مات، مات الحزب وأن مرض، مرض الحزب وصابه الكثير من الآفات الاجتماعية، لأن الحزب موجود لخدمة هذا الرئيس، وولاء أعضاء الحزب يكون له وليس للدولة والمجتمع، وبعكس الدول الديمقراطية الشعب يكون في خدمة أعضاء الحزب وهم بدورهم يكونون في خدمة رئيس الحزب، والغاية الأساسية يكون كسب رضى رئيس الحزب، لذاى نرى بأن مجتمعاتنا مليئة بالأمراض الاجتماعية من الفساد والرشوة وصلة القرابة. وعليه يكون مصير الحزب مرتبط عضوياً بهذا الرئيس فأن غاب أنحل الحزب وأن مرض ضعف الحزب، وهذا ما نراه على أرض الواقع، ففي كردستان العراق وبعد المرض الذي أصاب مام جلال رئيس الإتحاد الوطني الكردستاني (يكيتي) ورئيس جمهورية العراق وأبتعاده عن الساحة السياسية، رأينا بأن الكثير من أعضاء حزبه قد أنشقوا وأنظموا تحت خيمة الحزب الديمقراطي الكردستاني، وهذا خير دليل على عدم ولاء أعضائه لمبادئ الحزب وأفكاره ولعدم ولائهم لقضايا مجتمعهم، وأنما غايتهم هو التهافت وراء مصالحهم الضيقة، فالسؤوال هنا وبعد عمر مديد لسيد مسعود البرزاني رئيس حزب الديمقراطي الكردستاني أن غاب عن الحياة السياسية لأسباب قاهرة فأين الوجهة لهؤلاء والذين لانود أن نسميهم بالمرتزقة؟، ولكن تصرفاتهم تجبرونا على نعتهم بهكذا وصف.

[email protected]