تزداد المخاوف الغربية من التطرف الإسلامي، ولاسيما تياره الإرهابي، سواء في الدول الغربية، أو في أنحاء أخرى كثيرة من العالم، وعلى الأخص قي الشرق الأوسط وأفريقيا وأفغانستان وباكستان. ومع الأزمة السورية الدموية المزمنة، وما أدت إليه مناورات الأسد وإيران المبرمجة، والتراخي الغربي، من تسلل الإرهاب والإرهابيين إلى الميدان، [نصرة وداعش]، فإن المخاوف الغربية باتت تطرح نفسها في المداولات والاتصالات بين عواصم الغرب الأوروبي، وعلى صعيد كل دولة منها على حدة. فقد تسللت أعداد غير قليلة من مسلمي الغرب [ بينهم فتيات ومراهقون] إلى سوريا للقتال مع القاعدة، ومنهم من عادوا او سيعودون ndash; إضافة لمن قتلوا.. فهؤلاء العائدون يثيرون قلقا شديدا خوفا من أن يقوموا بعمليات عنف وإرهاب بعد العودة. وها هي فرنسا مثلا تقرر اتخاذ جملة من التدابير الاحترازية والأمنية القوية. وها هو رئيسها يعلن أن فرنسا سوف تقتدي بالسعودية في سلسلة التدابير والإجراءات التي اتخذتها مؤخرا ضد التنظيمات الإرهابية الإسلامية، أيا كانت، وكذلك ضد دعاة العنف والإرهاب quot; الجهاديينquot;...
ومما يزيد في المخاوف الغربية تحديات شرائح متزايدة من بين الجاليات المسلمة الغربية، وتصعيد المطالب لحد الاستفزاز، وخصوصا على صعيد المدرسة وجهاز التعليم. وهو ما يغذي التيارات اليمينية المتطرفة. وهذا هم محور مقالنا، الذي نكتبه تعليقا على تقرير للأجهزة الفرنسية الأمنية الخاصة، نشرت الصحف أهم ما فيه، وكذلك على مقال هام للأستاذ محمد الرميحي في الشرق الاوسط عما يجري في المدارس الإسلامية في مدينة برمنغهام البريطانية، التي باتت تصدر أعدادا متزايدة من المتطوعين الإرهابيين الى الساحة السورية. ومعلوم أيضا أن الحكومة البريطانية قررت إعادة النظر في مجمل نشاطات الإخوان المسلمين بعد عقود من غض النظر، ولحد التسامح والتعاطف، خاصة من جانب اليسار..
التقرير الفرنسي مكرس لما يجري في مدارس الدولة وتصرفات التلاميذ والتلميذات من أبناء الجالية المسلمة في تحديهم لقوانين فرنسا و علمانيتها. التقرير، المؤرخ في 28 نوفمبر الماضي، يورد عشرات الأمثلة، ومن مختلف مناطق ومدن فرنسا، على ما تسببه ممارسات التلميذات والتلاميذ المسلمين من استفزاز للقوانين ولمشاعر المدرسين الحريصين على علمانية فرنسا. فقد تزايد التحجب على نطاق فرنسا كلها، وحتى بين الصغيرات، وإذا كانت التلميذات المحجبات يضطررن لنزع الحجاب عند دخول المدرسة، فإن منهن من يعدن إلى لبسه في ساحة الراحة. ومن تلميذات الثانوية من يأتين لابسات ملابس quot; إسلاميةquot; على طريقة طالبان وأخوات المسلمين، من بنطال فوفه قفطان طويل، وفوقه معطف طويل وغطاء للرأس ينزل للصدر، ثم يقفن أمام المدرسة متحديات. وثمة صور لهن في الصحف، ومنها الفيجارو، مدعيات أن الملابس quot; تقليديةquot;. وأما الأمهات المسلمات، فيدخلن المدرسة متحجبات، ثم منهن من يهرعن للشارع في مظاهرة تحمل لافتات تقول quot; احترموا كرامة الأمهات المسلمات.. كل الأمهات متساويات.quot;.
ويشير التقرير لظاهرة من يسميهم بquot; حراس الأصوليةquot; بين التلاميذ، وهم كشرطة الأخلاق، يحاسبون أية تلميذة مسلمة غير صائمة، أو تلبس الحلي. وأحيانا يعتدون بالضرب. ومع حلول أعياد المسلمين، يغيب حوالي 90 بالمائة من التلميذات والتلاميذ المسلمين، حتى في الابتدائية. وهناك مطالبات بمأكولات quot;الحلالquot;، أو بقاعة خاصة للصلاة، أو بقاعة خاصة في رمضان لقراءة القرآن. وأحيانا يضعون نسخا من القرآن على مناضد الدراسة في تحد. وفي بعض الحالات يعثر المدرسون على سجادة صلاة مخفية في ركن من ساحة الرياضة.. وثمة مدربون مسلمون في رياضة الكرة يدعون التلاميذ المسلمين للصلاة قبل كل مباراة.. وتختلف درجات هذه الممارسات من مدينة ومنطقة لأخرى. وتأتي في المقدمة بعض ضواحي باريس ومارسيليا ومدينة تولوز. وجدير بالذكر أن مدينة تولوز هي التي ظهر فيها الإرهابي الشاب محمد مراح الذي قتل قبل عامين سبعة أشخاص بيتهم 4 تلاميذ يهود صغار وعسكريان من المسلمين الفرنسيين. وهذه المدينة تأتي في مقدمة مدن فرنسا في في تصدير الإرهابيين للقتال في سوريا...