أنتَ تقف الآن أمام العالم، بين يديك ميكروفون سيُسمِع كل إنسان على وجه الأرض، قيل لك أن تتحدث لخمس دقائق في موضوع واحد محدد من اختيارك الحر. البشرية كلها ستستمع لما تقول في إنصات تام، و هذه فرصتك الوحيدة في العمر، لن تتكرر. اختر موضوعاً أو فكرة تعتقد أنها الأهم و الأجدر بالبشرية أن تسمعها منك. فكر من فضلك الآن فيما ستقول قبل أن تكمل القراءة...

هل اخترتَ موضوعاً؟ جميل. هذا الذي تود الحديث عنه هو ذاتكَ الحقيقية، هو ما تمثله أنتَ في هذا العالم أو ما يجب أن تمثله، هو معنى حياتك و الشيء الذي عليك أن تضعه عنواناً رئيسياً لها، الاهتمامات و المواضيع و الانشغالات و المعاني الأخرى هي بمثابة عناوين فرعية. ما اخترتَ الحديث فيه هو المعنى الأهم في الحياة بالنسبة لك، لذا عليكَ أن تضبط بوصلة اتجاهاتك بموجبه، أن تضعه نصب عينيك و أن تستثمر قسطاً من عمركَ في العمل عليه. هنالك شرط واحد بسيط، أن يكون ما اخترتَ من حقك و لا ينتقص من حقوق الآخرين، إذا توفر هذا الشرط الوحيد فلا تتأخر، ابدأ الآن.

أنا اخترتُ الحديث عن أهمية أن يقرأ الناس مزيداً من الشعر، عن ضرورة الشعر في الحياة و لماذا علينا أن نهتم به أكثر. أنتِ و أنتَ ربما اخترتما الحديث عن مهنة أو فن أو علم أو معنى ما، عن قضية عامة أو شخصية لا فرق، أو ربما عن أهمية الأسرة أو أي شيء آخر. لهذا السؤال مليارات من الأجوبة، بقدر ما على الأرض من بشر. معنى الحياة ليس واحداً لجميع الناس و ليس محدداً سلفاً، هو شيء نحدده بأنفسنا و لأنفسنا، لا نجده بقدر ما نصنعه. يحدث أحياناً أن تتغير رؤيتنا خصوصا مع النضج و الخبرة، لا بأس هذا طبيعي، المهم أن تكون الرؤية واضحة في كل مرحلة من مراحل حياتنا.

شيء أخير، مهما يكن احرص أن لا يكون الجواب: لا أعرف فيمَ أريدُ الحديث.

فإذا كان، إبحث عن الأسباب.