في ظهور إعلامي نادر، وفي توقيت مفهوم و معلوم، و بأغراض سياسية و دعائية واضحة ظهر علينا نجل الرئيس العراقي الغائب و المجهول المصير و الذي خرج ولم يعد منذ عامين وهو المدعو ( قباد بن جلال طالباني ) دام ظله، بمقولة و تصريح يدعو لأن يكون منصب الرئيس العراقي حكرا على المكون الكردي!! رغم رمزية و محدودية صلاحيات من يتقلد ذلك المنصب!، أي أن الرفيق قباد يدعو لأن يحل سياسي كردي آخر محل والده الذي إنتهت ولايته دون أن نسمع صوته أو نرى وجهه للأبد!!

&الذي لم يقله الكاكا قباد هو أنه يدعو لأن يحل محل والده و يكون رئيسا لجمهورية العراق ووفق إمتياز يملكه ولا يملكه الآخرون وهو كونه كرديا و من نسل الرئيس مباشرة رغم معيشته لسنوات طويلة لإدارة أموال العائلة الرئاسية في الولايات المتحدة ( دام ظلها )!، ولا أدري لماذا الإصرار على تكريس المحاصصة مسبقا و إغتنام الغنائم السلطوية بشكل فظ؟ ولا أدري لماذا يدعو بعض الأكراد لضمان ما يسمى مصالحهم رغم خيارهم الحر بالإرتباط بالعراق و ليس الإنفصال عنه، وإن كنت أتمنى شخصيا و أبارك قيام الدولة الكردية المستقلة في كردستان الجنوبية و الإنفصال التام و النهائي عن العراق لكي يستريح الجميع و يتحقق المراد و يقرر الأكراد مصيرهم بعيدا عن ( الإستعمار العربي ) كما يقولون و يعلنون في أكثر من مناسبة، لقد وصلت الأمور و الأوضاع الشاذة في العراق إلى الدرجة التي تحتم إنفصال كردستان طالما أنهم قد إتخذوا قرارا ستراتيجيا بتصدير نفط الإقليم بعيدا عن رقابة وموافقة الحكومة المركزية في بغداد التائهة و المشغولة بألف هم وهم و أبرز الهموم تطبيق ستراتيجية نوري المالكي المعنونة ( ما ننطيها )!! أي لن يعطيها ( باشا طويريج ) لأحد لا من الشيعة و لا من السنة و لا حتى البلوش و القندهاريين فرئاسة الحكومة قد أضحت مسجلة بإسمه في طابو ( طويريج ) حتى عودة غودو!، فهو أي نوري أو الطوفان، وقد أشهر المالكي سيفه البتار و هو سيف مختار العصر و الزمان و سيقاتل و ظهره للحائط بعد أن أحرق جميع السفن وحتى النهاية من أجل البقاء في المنصب، فالرحيل عنه يعني الفناء، وقد تلاقفها أي السلطة كما تلاقفها من قبل بنو أمية الذين ينتقدهم و لكنه يسير على نهجهم وليس نهج أمير المؤمنين و سيد الزاهدين سيدنا علي كرم الله وجهه الذي قال بأن ( دنياكم عندي كعفطة عنز )!! و شتان بين الثرى و الثريا، و المالكي في سبيل سعيه لحكومة ثالثة سيحنط بعدها في المنطقة الخضراء كالرفاق الفراعنة أو الرفيق ( لينين ) على إستعداد تام و كامل لتقديم منصب الرئيس للأكراد من جديد ومهما كانت هوية وإسم ذلك الرئيس القادم و الذي أعتقد أنه سيكون إبن الرئيس ( قباد )!! تحديدا!! لأن الرئيس الكردي مسعود بارزاني لايهمه منصب رئاسة العراق الفخرية ولا يتطلع له أصلا، فهو رئيس حقيقي في كردستان الجنوبية وذلك يكفيه، وبرهم صالح لايرغب أيضا بالمنصب الملغوم لأنه شخص مبدأي و لا يحب المناورات و الضحك على الذقون، والطريق مفتوحة من جديد لعائلة طالباني والتي ربما ترشح السيدة الأولى أيضا السيدة هيرو إبراهيم أحمد للمنصب رغم صعوبة حدوث مثل هذا الأمر في عراق التخلف و الطائفية ولكن كل الخيارات و الإحتمالات ممكنة، في العراق اليوم سوق هرج كبير و مزاد علني و فوضوي للبيع و الشراء في كل شيء، ومنصب الرئيس هو المرشح في صفقة المساومات التي ستحدث وتشتد بعد إعلان النتائج الإنتخابية خلال الأيام القادمة، و تكريس كردية الرئيس يعني الإستمرار في المحاصصة الطائفية و العرقية على الطريقة اللبنانية البائسة، وهو أبشع مصير سينجر العراق إليه للأسف في ظل نخبه السياسية العاجزة و التعبانة... وراثة المنصب الرئاسي ستكون الهدف المقدس، ومن يعلم فلربما يفكر مختار العصر أيضا بتوريث كرسي الوزارة الأولى للوريث حمودي الورد!!!... وعندها يتم الفرح و السرور.