&بعد أربعة أعوام من الثورة السورية، وبعد مئات الآلاف من الضحايا و الإستعمال الإجرامي المفرط للأسلحة القذرة من قبل النظام السوري، وبعد كل هذه المجازر المروعة التي عاشها و يعيشها أشقاؤنا في سوريا العزيزة، ينتصب الفشل العربي كأبشع حالة إقليمية و دولية تؤشر على العجز الكاسح و على ذهاب جامعة الدول العربية مع الريح، وعلى العجز و التقصير الكبير لمجرد مناقشة الحالة الإنسانية أو القدرة على حماية السوريين الأبرياء من جحيم طائرات و براميل النظام إضافة للعصابات الطائفية الإرهابية القادمة من إيران ولبنان و العراق لقتل السوريين و ترويعهم، و ليضاف لتلكم التشكيلة من الإرهابيين و القتلة مواقف كل من روسيا و الصين المعادية لحرية الشعب السوري و إنعتاقه و حقه في تقرير مصيره، فبعد مشاورات دولية وقانونية حامية حول إحالة ملف قادة النظام السوري المجرم لمحكمة جرائم الحرب الدولية أعلن مندوبا روسيا و الصين معا عن إستخدام حق النقض ( الفيتو ) ضد مشروع القرار و بما يعني إسقاطه وإطلاق يد النظام المجرم في الجريمة و الإيغال بعيدا في سفك دماء السوريين، الغريب كل الغرابة بل المؤلم في الموضوع لايتعلق بمساندة مافيا الروسية و نظام بكين لنظام الجريمة السوري فهذه مسألة معروفة وواضحة سلفا، ولكن المشكلة و العار و كل القضية تتعلق بالمواقف العربية المائعة و الغائبة بل و المتواطئة أيضا في الموضوع؟ فهنالك غياب تام للدبلوماسية العربية و شلل مطلق و مفجع و فضائحي في نشاطاتها المتعلقة بالوضع السوري، بل أن موت الدبلوماسية العربية السريري قد شجع أهل الكرملين على المضي بعيدا في إحتقار الأمة العربية و مواصلة جهود تسليح النظام السوري بأحدث طائرات الفتك الروسية ( ميغ 29 )، و مواصلة التغطية على جرائمه دوليا و حمايته علنا، فيما يكتفي العالم العربي بالتفرج الأهبل و متابعة عد و إحصاء جثث السوريين و أرقام مهجريهم و توالي مسلسل إستعمال البراميل القذرة أو أسلحة الكلور و ما تيسر من بقية الأسلحة الكيمياوية، وكذلك مراقبة التدفق الميليشاوي الطائفي العدواني الممول من إيران و القادم من العراق و لبنان و ترك يد الطغاة و الطغام في قتل و قتال السوريين الأحرار!، لم يعد مقبولا بالمرة ذلك السكوت العربي المفجع عن مآسي السوريين و عن التصرفات العدوانية و غير المقبولة للدبلوماسية الروسية و خلفها الصينية اللتان أمنتا الرد العربي فتماديتا كثيرا في دعم وحماية نظام القتلة السوري المجرم للأسف لقد غاب عن الدبلوماسية العربية صقورها الكواسر من الذين كانت لهم و لصولاتهم و جولاتهم صور مشرفة و شجاعة للدفاع عن الحق و أعتقد أنكم تعلمون من أقصد؟، تردد العالم العربي في التصدي للمواقف الروسية العدوانية هو أمر بشع يفضح عن كم هائل من العجز فهنالك ملفات ضغط تجارية و إقتصادية و سياسية حقيقية على روسيا و الصين خصوصا يمكن التلويح بأوراقها و لكن للأسف تمت إضاعة كل تلكم الأوراق في جحيم التردد و الفشل وعدم الإتفاق العربي على صيغة معينة للرد الدبلوماسي و تجاهل عنصر الزمن السريع و اللجوء العربي صوب سياسة تكاسل مروعة و الغياب التام لجامعة الدول العربية و إصابتها بشلل شبه كامل حتى خرجت من المعادلة الدبلوماسية الدولية وهو أمر غير مقبول و يقتضي تحركا عاجلا و سريعا من دول مجلس التعاون الخليجي القادرة وحدها اليوم على قيادة الدبلوماسية العربية بعد أن تاهت بقية الدول العربية في ملفاتها الداخلية المعقدة و توارى الهم السوري للمواقع الخلفية.. لا ينبغي أبدا السكوت عن المواقف العدوانية لنظامي موسكو و بكين و ثمة ضرورة تحرك خليجي عاجل لتبني مقاطعة إقتصادية على بكين يجعلها تفكر ألف مرة قبل الخوض في مستنقع الدفاع عن النظام السوري، أما موسكو فإن التصدي لمواقفها العدوانية متاح عبر أكثر من ملف و مجال، و اللبيب من الإشارة يفهم..! لايجب أبدا التمادي في السكوت المخجل عن تلك المواقف العدوانية و المعيبة ضد الإنسانية، وعلى الدبلوماسية العربية و الخليجية تحديدا التحرك العاجل قبل الإبادة التامة للسوريين أمام أجهزة التلفزة العالمية وبمباركة دولية... لقد تجاوز الظالمون كل المدى و تعدوا كل المحرمات.. فتبا و سحقا للقوم المجرمين في موسكو و بكين و من والاهم..

&

[email protected]