هو الأجدر والأكثر كفاءة "مهدي الحافظ" خبرة في العلاقات ووطنية عالية وتاريخ جميل.

أنا لم ألوث أصبعي في محبرة إنتخابات البرلمان لعدم ثقتي بالمرشحين ولا بصيغة الأداء السياسية في العراق، لكنني أرفع يدي كمواطن متواضع يحب الوطن فأبصم إلى مهدي الحافظ رئيسا لجمهورية العراق بالعشرة كما يقال.

لو فاز مهدي الحافظ بهذه المنصب الإعتباري فإن الروح العربية الموضوعية والروح الوطنية والتي تحكمها الضرورة العراقية العربية ستدخل العراق من باب متقدمة في الفكر ويستطيع أن يؤثر في الواقع السياسي والإقتصادي والإجتماعي والثقافي ويلعب الدور المطلوب في رسو السفينة العراقية المضطربة إلى ميناء الأمان.

الوطن أخي مهدي الحافظ لو صح ما قرأت ولو صح ما رأيت في أن تفوز، فأنت لست بحاجة إلى المنصب لكن المنصب بحاجة إليك. نعم الوطن بحاجة إليك. لست وحدك بل سيقف معك عدد غير قليل من عشاق الوطن.

لا ولن أتقدم لك بالنصيحة بما عليك أن تفعله فأنت تمتلك من الخبرة ما يستحقها وطن تتوجه صوب حلمه فوهات بنادق إسرائيلية خبيثة وسيوف متخلفة سنها قراصنة الصحارى تحت شعار "الفتح المبين". أنت لست بحاجة إلى خطة عمل مع علمية التخطيط، فإن الوطن لم يكشف عما يحتاج إليه فحسب بل أن المشكلات برزت فيه وصارت لها نصب شاخصة في ساحاته. وهذه المشكلات تحتاج إلى الحكمة. فلا بد من تهديم هذه الأصنام، أصنام المشكلات العراقية وبناء نصب التاريخ ونصب المبدعين ونصب المحبة.

لقد تعبنا أخي مهدي الحافظ الرئيس المنتظر وليس الرئيس غير المنتظر الرئيس الحالم وليس الرئيس النائم. الرئيس الديمقراطي وليس الرئيس الدائم!

أخي مهدي الحافظ.. إن صح الخبر فأنا سعيد به.. وأن لوح به البعض وأشاعوه فنعم الإشاعة التي نتمنى أن لا تبقى مجرد إشاعة فتصبح رئيسا جديرا بوطن أنجز أول الحضارات الإنسانية المتألقة.

الوطن بحاجة إلى أبنائه وبحاجه إلى عشاقه وقد يكون فوزك بمنصب الرئيس أول الغيث، وعسى أن ينهمر المطر فيغسل ذنوب العراق وذنوب العراقيين!

ما يقال عن الإستحقاقات العرقية هو مجرد لعبة ولغم فرنسي موقوت عانت منه لبنان ولا تزال تعاني حيث تحكمت الأقلية بمزاج وحلم الأكثرية وأنا لست من الداعين للأكثرية العرقية أو الطائفية بل أنا مع الأكثرية الديمقراطية والأكثرية التكنوقراطية والأكثرية العلمية والأكثرية الإبداعية، لأن لعبة اللغم الفرنسي الموقوت في لبنان قد تحكم وبقي متحكماً بمزاج وحلم الديمقراطية. ونحن لا نريد أن نكرر لعبة الأمبريالية الفرنسية بلعبة الإمبريالية الإسرائيلية! نحن نريد وطنا يبنيه أهله وأنت أهل لأهله. أنا لم ألتقيك سوى لقاء عابر في مؤتمر الشبيبة الديمقراطية أظنه عام 1973 في برلين ولا أعرفك سوى عن طريق السمع والبصر.. أعرفك عبر البصيرة الواعية.. لن أنصحك ولا أطمح بمكان في الإستشارة كما حصل في التجربة السابقة عندما إلتم الشحاذون عند باب السيد الرئيس. ولا أحلم حتى بفيلم سينمائي يعبر عن واقع الوطن، فلقد تعبت، أتعبني الزمن العراقي وكرهت الرهان&على المستقبل والرهان على الأوطان، ولم أرغب في مغادرة المكان حيث أقيم وحيث كل حلمي أن أتمتع بورود هولندا التي زرعها هذا الوطن في محلات بيع الورود في العالم. هولندا التي دجنت حتى الورود الوحشية وجعلتها ورود في بساتين البيوت والساحات والمزارع وأضافت للحياة بهجة جديدة حتى سرى لديهم القول مسرى الأمثال "الله خلق العالم ونحن خلقنا هولندا" أنا هنا أخي مهدي الحافظ ورئيس جمهوريتي القادمة البعيدة ربما.. لا أدري. أنا هنا في هولندا. لا أطمح بزيارة للوطن ثانية فلقد كانت الزيارة الأولى قاسية ولا تطاق. ولا أريد أن ترسل لي حتى دعوة لإلقاء محاضرة في أكاديمية السينما.. أبدا لا أريد، بل أنا أدعوك إلى بيتي المتواضع لنشرب الشاي الوردي لا الشاي الأسود. تعال بدعوة مني لو أنتخبت رئيسا لجمهورية العراق ونزور سوية معرض الورود وبساتين الورود في هولندا التي تحقق واردات للإقتصاد الهولندي أكثر مما يحققه النفظ للعراق. نعم، وهذه حقيقة لا تنطوي على أية مبالغة، فإن واردات هولندا من الورد اكثر من واردات العراق من النفط والزئبق الأحمر والكبريت.. أدعوك كي ترى الورد وتعرف جمال الورد فالورد جميل والوطن العراقي يحتاج إلى مزارع وغابات من الورد لكثر من لوث المجرمون الطبيعة والماء والهواء.. تعال لترى الورد هنا وتعود كي تزرع ولو وردة واحدة في بستان العراق الذي يبست أرضه وتحولت إلى مساحات من الجفاف بل تحولت كل الحياة إلى جفاف تام جعلتني أنا شخصيا في حال لا أحسد عليها من الإرهاق الذهني فلقد أنهكني القلق على وطن تتلاطمه أمواج المجهول حيث لا ميناء قريب للإستقرار يلوح في أفق البحر متلاطم الأمواج.

أحسدك أن يبقى لديك مزاج للعمل لقيادة السفينة في أن لا تجعلها تذهب بعيدا في الأمواج المضطربة عسى أن ترسو نحو ميناء أمين بعيداً عن الموانئ الملغومة بالأنذال والخونة والمتآمرين على هذا الشعب العراقي.. الطيب.. والسومري الحضارة.. أحسدك أن يكون لديك مثل هذا المزاج وأنت الأكبر سنا في البرلمان. أطال الله في عمرك أخي مهدي الحافظ ودم لعراق يستحق أن تحلم به أو أن نحلم به حتى مجرد حلم في المنام.

أنت لست بحاجة إلى المنصب، بل المنصب بحاجة إليك.. الوطن بحاجة إليك.

&

سينمائي وكاتب عراقي مقيم في هولندا

&

[email protected]