أعلنت دولة الإرهاب الداعشي الإرهابي أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين،مدشّنة الخلافة الإسلامية الطارئة الجديدة بعد انهيار الخلافة العثمانية مع بداية الحرب العالمية الأولى، وظهر خليفة المسلمين على اليوتيوب بطلته الساحرة وساعة الرولكس الفخمة، مطالبا أمة الإسلام والمسلمين إعلان الولاء له ومبايعته والانصياع لأوامره وتعاليمه. وقبل أن يعلن أحد الولاء لهذا الخليفة المزعوم من المهم التذكر أن ّ الولايات المتحدة أعلنت هذا الخليفة إرهابيا مطلوبا للعدالة وتقديم مكافأة لمن يدلي بمعلومات عنه مقدارها عشرة ملايين دولار أمريكي. أمّا إرهابه داخل العراق قبل إعلان نفسه خليفة فقد حصد ألاف القتلى عبر مئات التفجيرات في العديد من المدن العراقية. وهل هناك أدلّة على عمالة هذا الخليفة وداعشه أكثر من الأدلة التالية؟:

الموقف من جرائم وحش سوريا،
الذي يواجه منذ أكثر من ثلاثة سنوات ثورة الشعب السوري ضد نظامه وعصاباته بكل وسائل القتل بما فيها السلاح الكيماوي والبراميل المتفجرة مما أسفر عما يزيد عن ربع مليون قتيل سوري وقرابة خمسة ملايين لاجىء ومهجّر سوري وصلوا غالبية بلدان العالم، رغم أنّ ثورة الشعب السوري بدأت سلمية من مدينة درعا في مارس 2011 مطالبة بالحرية والكرامة وانهاء نظام عائلي طائفي يحكم سوريا ويقتل وينهب ويسرق منذ ما يزيد على 44 عاما منذ حكم الوحش الأب حافظ (أمن إسرائيل) عام 1970 . ورغم كل ذلك كانت بداية تمدد داعش خليفة المسلمين المزعوم في سوريا عقب انطلاق ثورة الشعب السوري، معلنا تمديد اسم دولته الإرهابية ليصبح (الدولة الإسلامية في العراق والشام، داعش)، وتبدأ كافة عملياته العسكرية ضد ثوار سوريا دون أن يطلق رصاصة واحدة على قوات النظام وعصاباته أو على قوات الحرس الثوري الإيراني وعسكر حزب الله اللبناني الذين يقاتلون بالآلاف دعما لعصابات النظام. فهل دعم الأنظمة القاتلة المجرمة ينسجم مع مواقف وسياسات خليفة المسلمين المزعوم؟

الموقف من مسيحيي العراق،
حيث أعلن هذا الخليفة اللاإسلامي سياسة تكفيرية إرهابية في مواجهة مسيحيي العراق بادئا بمدينة الموصل حيث يوجد مقر خلافته إذ أعطى المسيحيين مهلة انتهت يوم السبت الموافق الثاني عشر من يوليو الحالي بأن (يعتنقوا الإسلام أو يدفعوا الجزية أو أن يغادروا أو يواجهوا الموت)، وقد شهدت مدينة الموصل هجرة جماعية للمسيحيين أعقبها نهب هؤلاء الداعشيين القتلة لممتلكاتهم ومنازلهم، وكل هذا يترافق مع سكوت حكومة وجيش نوري المالكي الذي سبق أن هرب وانسحب من محافظة نينوى دون أن يطلق رصاصة واحدة ضد هؤلاء الداعشيين مما مكّنهم من الاستيلاء على المحافظة وإعلان خلافتهم الإرهابية منها..فهل سكوت المالكي وجيشه يأتي من فراغ أم يوحي بدلالات علاقات مالكية إيرانية بهذا الخليفة الداعشي وإرهابه الذي لم يستثن المسيحيين والمسلمين، فقط كان استثناؤه لجيش بشار الأسد وعصاباته!!!.هذا مع التذكير بأنّ هذا التهديد الداعشي من طرف الخليفة المزعوم لمسيحيي العراق لم يحدث في تاريخ كافة الخلافات السابقة، الأموية والعباسية والفاطمية والعثمانية، ففي كل أزمان تلك الخلافات ظلّ المسيحيون العرب في كافة الأقطار يعيشون بأمن وسلام وحرية ممارسة طقوسهم الدينية بدليل وجود مئات الكنائس لمختلفة الطوائف المسيحية في كافة الأقطار العربية. فهل هذا الخليفة الجاهل أوعى وأفهم للإسلام من كافة علماء المسلمين طوال ما يزيد عن ألف سنّة؟ إنّ هذا يزيد الشبهات حول هذا الخليفة الإرهابي الذي جاء مع داعشه لخدمة أجندات للمستبدين والديكتاتوريين والتكفيريين في أكثر من دولة.

الموقف من الحرب الصهيونية الهمجية ضد قطاع غزة،
هذه الحرب الاجتياحية التي بدأت في الثامن من يوليو الحالي، واسفرت حتى كتابة هذه المقالة عن ما يزيد عن 500 شهيد فلسطيني منهم 140 في يوم واحد هو الأحد العشرون من يوليو، هذا غير تدمير ألاف المنازل وتهجير ألاف المواطنين يعيشون في المدارس والمستشفيات والخلاء. فهل سمع خليفة المسلمين المزعوم بهذه الحرب وهل هو يعرف أساسا "فلسطين المحتلة"؟. وإلا لماذا لم يوجه قواته الداعشية التي& أبدت بطولاته الإجرامية ضد الثوار السوريين لنجدة شعب قطاع غزة، وأمام خليفة المسلمين المزعوم& حدود حليفه بشار الأسد وجنوب لبنان حيث يسيطر حليفه حزب الشيطان اللبناني، هذا الحزب الذي لم يصدر أي بيان أو خطاب استعراضي لأمينه العام حسب عاداته الفضائية؟. ونفس السؤال موجه لحلفاء الخليفة الجديد نظام ملالي إيران الذين طالما هدّدوا بمسح دولة إسرائيل من الوجود، فأين صواريخهم وطائراتهم القادرة حسب بياناتهم الخطابية من الوصول لكافة مدن فلسطين المحتلة؟.

وأيضا لماذا سكوت علماء وشيوخ المسلمين على ادعاءات،
هذا الخليفة المزعوم إذ لم نسمع بيانا أو تصريحا من اي من هؤلاء الشيوخ ضد هذا الخليفة لتكذيبه ودحض مزاعمه في الخلافة وارهابه ضد مسيحيي العراق، بينما غالبية هؤلاء الشيوخ لم يتركوا جانبا من حياة المسلم إلا وأصدروا فيها العديد من الفتاوي المتناقضة، فما هو سرّ سكوتهم المخزي على هذا الخليفة الشيطاني؟
الأدلة السابقة تثبت لدى كل من يحتكم للمنطق والحقائق الميدانية بأنّ هذا التنظيم الداعشي تنظيم مشبوه تمّ توليده لخدمة أجندات خاصة& ببعض الديكتاتوريين العرب والمسلمين، وتشويه صورة الإسلام وبث الفرقة والكراهية بين صفوف العرب، لذلك فقتال هذا التنظيم والخروج عن طاعة هذا الخليفة الإرهابي واجب شرعي وطني تمليه مصلحة الإسلام وأمة المسلمين.
www.drabumatar.com


&