ليست المرة الاولى التي يتعرض فيها المسيحيون لحملات تهجير وترحيل وقتل منظم رغم انهم أقدم مكون رئيس في منطقة الشرق الاوسط ويحملون راية ثاني اقدم ديانة ابراهيمية يدين بها اكثر من مليارين من البشر حول العالم.

المسيحيون العزل والمؤمنين باللاعنف والتسامح وادر خدك الايمن لمن ضرب خدك الايسر وعلى الارض السلام وفي السماء المسرة ليس في مقدورهم لا في العراق الديمقراطي ولا في سوريا التقدمية ان يقفوا بوجه الحرب الهمجية القذرة التي تشن عليهم من قبل الارهابيين والقتلة وعصابات الجريمة المنظمة والمليشيات المتاجرة بالدين في وقت تقف السلطات مكتوفة الايدي وفي موقف المتفرج الذي ينتظر حصته من الغنائم والأنفال من اموال المسيحيين الكفار!

يجري هذا في وضح النهار امام انظار حكومات وسلطات المنطقة ومكوناتها العرقية والدينية والطائفية دون موقف واضح صريح يدين هذه الجرائم ويقف بوجه هذه الهجمة اللانسانية المتخلفة ناسية او متناسية انها بهذا الصمت المخجل ازاء جريمة تكاد ترقى لجرائم الابادة الجماعية تساهم في استمرارها بكل نتائجها الكارثية و سيأتي دورها عاجلا ام اجلا لتلاقي نفس المصير الذي يلاقيه اليوم الاخوة المسيحيون كما في الابيات الشعرية للقس الالماني مارتن مويلر التي قالها في عهد النازية:

(عندما قبضوا على الشيوعيين لم احتج فانا لم اكن شيوعيا عندما قبضوا على الاشتراكيين و النقابيين لم احتج فانا لم اكن ايا منهما&عندما قبضوا على اليهود لم احتج فانا لم اكن يهوديا عندما اتوا للقبض علي لم يكن قد تبقي احد ليحتج على ذلك).

العالم المتحضر وكل القوى الخيرة مدعوة للوقوف بقوة وحزم بوجه حملات الانفال الهمجية ضد المسيحين وأي تلكؤ في الدفاع عنهم سيكلف المنطقة برمتها ثمنا باهظا ناهيك عن انها جريمة بحق الانسانية بكل المقاييس هذا اذا كانت لدينا جميعا بقية باقية من الشعور الانساني والانتماء للحضارة البشرية التي تواجه اليوم محنة مواجهة الهمجية والتخلف!

&

* [email protected]