في واقع عراقي مر و أسود يؤكد إنهيار و تلاشي كل صيغ السيادة الوطنية و الإنسحاق السياسي العراقي الشامل و هيمنة الأحزاب و العصابات العشائرية و العرقية و الطائفية يستمر النظام الإيراني في لعب ألعابه الخبيثة و الشيطانية في العراق و يدس أنفه الطويل جدا في الشؤون العراقية عبر تدفق الزيارات المكوكية لأقطاب و قيادات النظام الإيراني للعراق بدءا من أمين عام مجلس ألأمن القومي الإيراني الصفوي الأحوازي علي شمخاني و ليس إنتهاء بأصغر عنصر حرسي بات اليوم يقاتل في العراق ضمن الحملات و التجريدات العسكرية التي يرسلها هذا النظام لمعاونة الحكومة العراقية في قتل شعبها!

فالإيرانيون وقد تمكنوا من العراق بالكامل و أضحوا القوة المهيمنة فيه، باتوا اليوم يحددون هوية و نوع و فصيلة رئيس الحكومة العراقية القادم و البديل عن المنتهية صلاحيته و المحروقة أوراقه الرفيق نوري المالكي، وقد أسبغوا بركاتهم على ثلة من السياسيين الطائفيين المرتبطين بهم إرتباط السوار بالمعصم ليكون أحدهم رئيسا للحكومة العراقية القادمة و الذي سيخفق بكل تأكيد كما أخفق غيره، ولن يكون سوى عبئا ثقيلة و حمولة إيرانية زائدة و فائضة عن الحاجة، فجميع المرشحين من المنتهية صلاحيتهم أو من الأدوات التي نارست السلطة خلال سنوات الإحتلال الأمريكي/ الإيراني العجفاء و لم تقدم شيئا بالمرة سوى متوالية الفشل الرهيب، فبورصة الأسماء المباركة إيرانيا تضم أحمد الجلبي، و رئيس الوزراء الفاشل السابق إبراهيم الجعفري، و القيادي المجلسي المخضرم عادل عبد المهدي وهو يمني النفس بالحكم في خريف العمر! وقبل أن يمضي قطار العمر و كذلك ذلك الشخص الدعوي الغامض و المفتقد لأي تاريخ له في العمل الوطني المعارض وهو المدعو طارق نجم عبد الله الذي لا يعرفه أحد ولم يكن أبدا قطبا أو شخصا معارضا بل نبت فجأة و قوى عوده خلسة في ظل القيادات التي تنمو بشكل خارج السياق الطبيعي و التي يؤول لها في النهاية حكم العراق كما حصل طيلة نصف القرن الأخير من مسيرة التاريخ العراقي المعاصر، فطارق نجم هو المرشح الأكثر و الأوفر حظا لتشكيل الحكومة القادمة في ولادتها المتعسرة و التي ستنتج عنها في النهاية نتائج كبرى تتعلق بمصير العراق الذي يسير في المجهول و نحو الفوضى الكاملة في ظل اللعبة الدولية التي تترك الجميع في حالة تشابك على مختلف الخطوط قبل تفعيل مساحات الحرب الطائفية الرهيبة التي ستمتد طوليا و عرضيا في العراق، وحيث من المتوقع وفقا لقراءة السيناريو الدولي المعد بإتقان ( الأمريكي ) القادم في العراق أن يتم إجتياح العاصمة العراقية بغداد من قوى المعارضة المسلحة وبضمنها تنظيم ( داعش )!! من أجل فرض معطيات و رسم خرائط شرق أوسطية جديدة!، و كجزء من حالة إستنزاف إقليمية واسعة النطاق تتم إدارة عناصر لعبتها بخفة و مهارة من خلال إستعمال الأدوات الطائفية و إنهيار مؤسسات الدولة العراقية الشامل، إنه سباق المسافات الطويلة نحو الجحيم العراقي وحيث يتفاعل البركان الداخلي و يغلي بالحمم و ينذر بالبروق و الرعود، إيران اليوم تمارس ألعاب إقليمية خطرة و صاعقة في العراق في ظل رقابة و متابعة دولية، وهي من تعين و تحدد هوية حكامه بدءا من مؤسسة الرئاسة التي تشهد تطاحنا كرديا صاعقا ماحقا يحاول تثبيت ذلك المبدأ العرفي الغريب عن المشروع الديمقراطي الصحيح عبر تكريس ( تكريد ) الرئاسة العراقية، وصولا لتحديد هوية وشخص رئيس الحكومة البديل عن المالكي الراحل لا محالة و الذي يمتلك مواصفات خاصة تؤكد إرتباطه بالنظام الإيراني و يمتلك القدرة على إغلاق جميع ملفات الفساد و الشطط و التجاوز على القانون وجميع الممارسات لرئيس الحكومة العراقية الراحل نوري المالكي عبر عفو أو حصانة خاصة تتيح له الإفلات القانوني من كل التبعات السابقة، فملف المالكي متورم للغاية بالرزايا و الكوارث و المصائب و ملفات الفساد و الإفساد، وتخليه عن السلطة بدون ضمانات تحمي شخصه و عائلته و أقربائه سيفتح عليه بوابات جهنم التي يحرص الإيرانيون على إغلاقها و ستغلق لا محالة بفعل هول الأحداث القادمة التي ستحدث قريبا في العمق العراقي و التي ستجعل من المساءلة أمرا ترفيا محضا!

الإيرانيون باتوا اليوم يزنرون بغداد بحزام الميليشيات الإرهابية الطائفية التي تدافع عن النفوذ الإيراني كعصابات العصائب و كتائب حزب الله و فيلق أبو الفضل و جيش المهدي و جيش المختار البطاطي وتنويعات أخرى من قوى و ميليشيات الإرهاب و التخلف بقيادة المايسترو الفارسي قاسم سليماني و الذي نرجو أن تعلن طهران علنا بأنه الرئيس التنفيذي و الحقيقي للحكومة العراقية التائهة في بحار الفوضى.&

&

[email protected]