غني عن البيان ان اقليم كوردستان العراق يعيش حالة مختلفة تماما عن بقية أنحاء العراق ففي الوقت الذي ينعم فيه الاقليم بالسلام والأمن تجتاح الحرب الاهلية مناطق واسعة في العراق من الشمال الى الجنوب وتسيطر عصابات القتلة والجريمة المنظمة وداعش الارهابية على محافظتين على الاقل وتهدد العاصمة بغداد.

ايضا وبرغم الحصار الاقتصادي الذي فرضته حكومة السيد نوري المالكي على كوردستان وحرمان موظفيها من رواتبهم الشهرية فأن المشاريع التنموية مستمرة والنشاط الاقتصادي لم يتوقف وتكاد الخدمات الاساسية الحيوية والبنى التحتية الضرورية ان تكتمل في الوقت الذي تعاني مناطق ومحافظات كاملة بما فيها العاصمة بغداد من شح الخدمات الاساسية والمشاريع الاستراتيجية ويمر الاقتصاد العراقي بأزمة بنيوية حقيقية نتيجة الفشل المروع في إدارة هذا الملف اسوة ببقية الملفات بسبب تفشي الرشوة والفساد المالي والإداري.

ما سبق يعني ان اقليم كوردستان العراق بحاجة ماسة الى دعم ومساندة اقليمية ودولية لحماية هذه المكتسبات خاصة مع غياب أي دعم او مساندة من قبل الحكومة الاتحادية التي تكرس جهودها لا لحرمان الاقليم من حقوقه المشروعة وحصته من الميزانية العامة للدولة الاتحادية وإنما ايضا حرمان القوات المسلحة في الاقليم من الامكانيات العسكرية والتسليح الضروري لمواجهة الارهاب الذي يهدد الاقليم على طول الف كيلومتر من الحدود المشتركة مع المناطق التي فرت قوات الحكومة الاتحادية منها وسلمتها غنيمة سهلة للعصابات الارهابية كما سلمتها اغلب ما تملك من الاسلحة والاعتدة والمعدات العسكرية.

ان حماية السلام والأمن في اقليم كوردستان والتصدي للمشاريع الارهابية وما يسمى بدولة داعش يتطلب السماح لحكومة اقليم كوردستان بتسليح القوات المسلحة فيها على الاقل بالأسلحة الدفاعية اذ ليس سرا ان هذه القوات وحكومة الاقليم وبسبب موقف الحكومة الاتحادية العدائي لا تملك القدرة والتسليح الكافي للتصدي للإرهاب وعصاباته المنفلتة ولا للدفاع بشكل كامل&عن مواطني المنطقة والآلاف المؤلفة من المهجرين والمهاجرين من بقية مناطق العراق ولا عن اللاجئين السوريين الذين يقترب تعدادهم من نصف مليون لاجئ.

المجتمع الدولي والإقليمي مدعو الى منح اقليم كوردستان القوة الكافية والإمكانات الضرورية الدفاعية لتبقى واحة للسلام والأمن والتقدم الاقتصادي ونموذجا ناجحا للتجربة الديمقراطية في المنطقة ويكون قادرا على مواجهة الهجمة الارهابية الشرسة التي لا تهدد العراق وإقليم كوردستان فحسب وإنما منطقة الشرق الوسط برمتها وأي تهاون في تقديم هذه المعونة والمساعدة الضرورية تحت أي مسميات ومبررات سيمنح الارهاب والإرهابيين تفوقا نوعيا خطيرا وبالتأكيد سيكون ثمن ذلك باهظا جدا للجميع.

* [email protected]