&همجية إسرائيل تدكّ غزة وتعيدها إلى مجاهل التاريخ في تدمير وخراب أبدي غير مسبوق، وجهلة العرب ومتأسلميهم يدكّون حصون (العقل) بمدافع "انتصارات" واتهامات وشتائم ووطنيات وعنعنات وبكائيات ونواح وخرافات وأساطير وخوارق ومعجزات،،، وأسأل هل هي حروب (الإخوان المسلمين) عبر وكيلتهم ووريثتهم الوحيدة الشرعية (حماس)، أم هي حرب الشعب الفلسطيني المشروعة لنيل حقوقهم ... !؟

**
وحيث التصعيد في التدمير، التشريد، التنكيل والتقتيل،،، وهناك من لا يزال يناضل على الفضائيات وعبر الريموت كونترول من الفنادق الفارهة، وهناك من هو مستمر "ينافخ جهاداً واسئساداً" عبر الفيسبوك وتويتر ومن "منازلهم ومساجدهم وموائدهم ومهرجاناتهم ومسيراتهم واعتصاماتهم وشتائمهم وسخافاتهم وسخاماتهم وهوبراتهم" ... !

**
يجد العرب ومعهم المسلمين في زمننا الراهن بين مقولتين روسية وأميركية، فالكاتب والشاعر الروسي الراحل بوريس باسترناك "في كل جيل يظهر بعض الحمقى الذين يتكلمون الحقيقة كما يرونها هم"،، ليأتي الكاتب الأميركي الساهر الراحل مارك توين ليؤكد: "يستطيع الكذب أن يدور حول الأرض في انتظار أن تلبس الحقيقة حذاءها"،،ثم يأتي الكلام من عربي لتصديق ما فات من اقتباسات على لسان المفكر السعودي الراحل عبدالله القصيمي حين يقول: "من أشهر مواهب العرب، اعتقادهم أنهم قد فعلوا الشيء، لأنهم قد تحدثوا عنه"... !

**
من كواليس مشاورات وقف إطلاق نار مستدام بينما الحرب تتواصل فصولاً بدماء وتشريد وتجويع وتدمير،،، واشنطن وتل أبيب: نزع السلاح في غزة، وحماس ترد: لن ننزع !،، موقف (حماس) من معاندة جميع الفصائل الفلسطينية بسحب موافقتها على الهدنة الإنسانية لـ 24 ساعة، رسالة تشير إلى رفض الحركة الإسلامية للعمل مع منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، أو أن هنالك انشقاقات بين من هم في غزة والقاهرة والدوحة من قيادات الحركة ... !

**

حيث الأردنيون كعادتهم "معاكو معاكو .. عليكو عليكو" في موقفهم من كل حدث في الجوار، شدّني الكلام الأوضح والمكاشف لرئيس الحكومة الدكتور عبدالله النسور لـ(بعض) هؤلاء الأردنيين: "لا تجعلوا معركتنا في فلسطين معركة بيننا"،، أقول: ليسمع مجاهدو الاعتصامات و"البهورات" والبطولات والاستفزازات والاتهامات والشتائم الذين وجدوا في الأردن الدولة والشعب والحكم عدو الله وعدوّهم يمارسون على أرضه عنترياتهم و"بؤسهم" وخسّتهم ونذالتهم وهوسهم وهلوساتهم وأحلامهم الكريهة الدنيئة وطموحاتهم الحمقاء العمياء العرجاء المستكبرة المغرورة ... !

**

في دول العالم العربي والإسلامي هناك عبودية حقيقية تمثل العصر الحديث (Modern Day Slavery)،، العمالة الأجنبية بما في ذلك خادمات المنازل في دول الخليج وغيرها نموذجاً، ولعل دولة قطر الغنية بالغاز مثالاً صارخاً بشعاً على العبودية في تعاملها مع عمال منشآت كأس العالم 2022 حيث كل واحد يعمل بأقل من دولار في اليوم ولا يتم دفع الأجور، فضلاً عن وفاة المئات منهم بسبب عدم الرعاية ... !

**
الدول العربية والإسلامية الأعلى نسبة في التحرش الجنسي بين دول العالم وخاصة ما يقولون إن شعوبها "كافرة داعرة"، ولا يزال هناك من يكابر معتبراً (الثقافة الجنسية) في المراحل الإبتدائية (دعوة للعهر) وانها ضد مبادىء الشريعة،،،، وأي شريعة هذه جلّ اهتمامات أهلها وبعض المدافعين عنها لا تتجاوز التفكير بما بين السرّة والركبة ... !

**
لو أن كل خطيب يعتلى منبر المسجد يدعو الناس إلى سلاح العلم والمعرفة والتسابق نحو الإنجاز في مجالات العلوم والتكنولوجيا والاختراعات لاختلفت أدوات المعركة بدل أن تظل متخلفة "تنبش" بطولات الماضي السحيق وجهاد الأولين بالسيف والرمح ورباط الخيل، فلكل زمن دولة ورجال واستراتيجيات ومواقف وعهود ومواثيق، ولكن ما دام عمى البصر والبصيرة هو سيّد الموقف والخطاب والمنبر فلا تبتئسوا وسيبقى الظلام باسطاً ذراعيه على العقول والقلوب والعيون والضمائر ......... ألا هل بلّغت، اللّهم فاشهد !

**
نفسي أصحو يوماً ونحن لا نبكي على ماضٍ تولّى أو نندب مستقبلاً آت،، ونفسي أيضاً أن يكون العالم طائفة إنسانية واحدة تامة... !

**

أمة طويلة عريضة ذات تاريخ ممتد صعودا نزولا بانجازات وانكسارات وانتصارات وهزائم، ولا تتفق على هلال شوال وأول أيام عيد الفقطر، فهل ممكن لها أن تتفوق على ويلاتها باتفاق على القضايا الكبرى، تباً لهم، وثكلتهم أمهاتهم ...!

**

حال عرب القرن إلـ21 باختصار: لاجئون عن الأوطان، مغتربون عن الذات، متخاصمون مع الآخر، منفصلون عن الواقع، وقاصرون عن المعرفة ...!

**
كل ما يجري في الكواليس والعلن ومن نتائج ورهانات وصفقات في ترتيبات وقف حرب غزة يمكن توصيفه كـ"لحس القط للمبرد"، وهي باختصار ترتكز على: ترتيب مستقبلي لهدنة دائمة تضمن إعادة السلطة الفلسطينية الى غزة وضمان تنمية اقتصادية وإعادة شاملة للإعمار والرفع التدريجي للحصار الاقتصادي عن القطاع مع تجريده من السلاح ... !

**
مع تمدد دولة الخلافة الإسلامية من حلب إلى الموصل نزولاً حتى الأنبار، أرى أن في جوف كل عربي هذه الأيام "داعشياً صغيراً" !

**

وأختم بكلام العالم والفيلسوف العرفاني الأكبر محي الدين بن عربي: "الحكم نتيجة الحكمة، والعلم نتيجة المعرفة، فمن لا حكمة له لا حكم له، و من لا معرفة له لا علم له" !
&