الاعلام الوطني هي رسالة تهدف وترمي الي خلق روح من التسامح والتعاضد بين ابناء البلد الواحد وتبعث الامل في نفوس الامم بعد توالي المحن والنكبات وتوحد الشعوب لمواجهة الاخطار المحدقة بها وتذكر ابناء الوطن بامجاد الماضي التليد لكي تكون نبراسا لهم في بناء المستقبل. ولكن اين هذا كله من اعلام المالكي؟ ان التخبط في السياسية الداخلية والخارجية والاقتصادية والامنية والاجتماعية وضياع البلد والمحافظات العراقية الواحدة تلو الاخري وتعاظم القوي الارهابية اثر بشكل واضح وجلي علي المالكي ومؤسسته الاعلامية والتي لاتفقه من خطابها الا الشئ اليسير ولايدرك فحوي كلامها او مضمون رسالتها, بالرغم من أن مؤسسة المالكي الاعلامية تملك اسطول ضخما من القنوات الفضائية والصحف المطبوعة والالكترونية والكثير من الكتاب والاعلاميين المأجورين.

اذا وضعنا المالكي واعلامه وخطابه علي المحك نجده مهزوزا ومرتبكا يطرح الفكرة و ينقضه بعد لحظات فهو يسهب في الحديث عن حب الوطن والشراكة بين ابناء الوطن بجميع اطيافه ومكوناته ولكن لان الذهنية مرتبكة كما تقدم والمهنية مفقودة ينقلب هذا الخطاب الجميل الى ثورة من الغضب والقدح والذم والسب علي جميع من لم يسير بركب المالكي, وسلسلة القاء التهم تبدء تدريجيا من الفرقاء السياسين في العراق اولا ودول الجوار ثانيا, الفرقاء السياسين في العراق كالكرد والسنة لا يوافقون السيد المالكي علي سياسيته وتزمته بالسلطة والسيطرة علي كل مفاصل الدولة وتجاهله المستمر للسلطة التشريعية ضاربا بعرض الحائط الدستور العراقي لذا نري ان جم غضب اعلام المالكي ينصب علي الكرد وبالاخص السيد مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان لنقده المتكرر لسياسية المالكي الدكتاتورية والاشارة الي هذه السياسية سوف تجر البلاد الي كوارث لا يحمد عقباها ومايشهده العراق اليوم خير دليل علي صحة حديث السيد مسعود البرزاني, وبعد فضحية الموصل وفرارجيش المالكي منه وتركه للمدن والمواقع المحاذية لاقليم كوردستان قامت قوات البيشمركة الكردية بالسيطرة علي هذه المواقع لدرء خطر داعش منها والحفاظ علي سلامة واستقرار حياة المواطنيين وحماية النازحين من المدن العراقية التي سقطت الواحدة تلو الاخري, ومنع سيطرة هذه القوي الارهابية علي اسلحة ومعدات جيش المالكي الذي لاذ بالفرار,شن المالكي واعلامه حربا اعلامية شرسة علي الكرد واتهموهم بجملة من الاكاذيب الباطلة ماانزل الله بها من سلطان واضحوا الكرد محتلين بين ليلة وضحاها لانهم سيطروا علي المواقع التي تركها جيش المالكي وصدوا خطر داعش وبدلا من اعتراف المالكي بسوء ادارته لجمبع مفاصل الدولة وخاصة الناحية العسكرية يعتبر سقوط الموصل مؤامرة حكاها الكرد, ماشأن الكرد اذا كان المالكي انفق المليارت من ميزانية العراق علي الجيش في صفقات يشوبها الفساد ولم يستطيع هذا الجيش الذي يبلغ قوامه المليون الصمود لساعات وتبخر كالسراب من المدن العراقية كالموصل وتكريت ولم يتبقى منهم الا اكوام من الملابس العسكرية, وخلق حالة من النزوح الجماعي لمئات الالاف من العراقيين هائمين علي وجوههم يبحثون عن مأوي يلجؤن اليه وكوردستان العراق كعادتها فتحوا صدروهم وبيوتهم لبقية اهلهم من محافظات العراق المنكوية ولكن يبدو ان الامر لم يستسغ للمالكي واتهم الاقليم بانه يأوي قيادات داعش والغريب في الامر ان المالكي نسي عندما كان مطاردا من قبل نظام صدام حسين لجأ الي كوردستان العراق خوفا من بطش صدام, اضف الي ذلك ان هذا الاتهام ليس بغريب علي المالكي الذي يري في السنة المعارضين له بانهم قاعدة ودواعش وارهابين, هذا المنطق للمالكي اوصل العراق الي الهاوية وخلق روح من العداء وحواجز نفسية بين مكونات البلد الواحد, اذا كان هذا كلام المالكي رئيس الحكومة فلا نستغرب من ظهور قيادات من حزبه يدعون علنا علي شاشات التلفاز الي قتل السنة كدعوة حنان الفتلاوي الي قتل سبعة من السنة في حالة قتل سبعة من الشيعة ويبدو ان حنان الفتلاوي تري العراقيين هم من طائفة واحدة فقط اما بقية المكونات والقوميات فليسوا عراقيين. هذه الدعوات الطائفية المسمومة واعلان الحرب علي السنة وقطع رواتب الموظفبن في اقليم كوردستان وافتعال ازمة الغاز والنفط قبيل الانتخابات رسالة مفاداها ان المالكي حامي حمي الشيعة وسوف يقاتل بقية الطوائف والقوميات من اجل اعلاء كلمة الشيعة لكي يبقي علي سدة الحكم وشيعة العراق منه براء. والغريب في الامر ان قناة العراقية التي من المفترض ان تكون قناة العراقييين جمعيا تحولت الي قناة المالكي الخاصة فهي تبارك سياستها وتطبل وتزمر ليلا ونهارا للقائد الملهم واصبحت مشاهد الجثث والارجل والرؤؤس المقطوعة امرا مألوفا في هذه القناة متجاهلين المهنية الاعلامية التي تحرم اظهار اي صور او مقاطع دموية تجنبا للاثار النفسية السيئة علي مشاهديها وخاصة الاطفال, وحجم الاغاني والاهازيج هي المادة الدسمة لقناة العراقية والتي تحاول ان تشحذ ههم العراقيين لقتال بعضهم البعض او بالاحري طائفة ضد اخري, بل وصل الامر الي توزيع الرشاوي علي الصحفيين لكي يخفوا الحقائق ويظهروا حكومة المالكي علي انها حكومة رشيدة حتي ان مراسل جريدة نيويورك تايمز رود نوردلاند وصف اعلامي المالكي بانهم ارخص من بائعات الهوي لتقاضي الفرد الواحد منهم 20 دولار فقظ. ان سياسية الاعتداء علي الصحفين والجرائد التي تعارض المالكي اصبح امرا مألوفا كالاعتداء علي جريدة التأخي الكردية في بغداد او حجب مواقع الانترنت وصفحات التواصل الاجتماعي وماهي الفائدة المرجوة من حجب موقع العربية الالكتروني ؟ هل يصبو المالكي لاخفاء الحقائق عن الشعب العراقي, هذه السياسيات هي نفسه التي دأب عليها الرؤساء العرب اثناء الربيع العربي ولن تجدي نفعا لان العالم اصبح كالقرية الصغيرة وطمس الحقائق والوقائع اصبح من الصعوبة بمكان.

اما دول الجوار فهي متهمة في السلم والحرب من قبل المالكي فليس من المستغرب ان يتهم المالكي واعلامه السعودية وتركيا وقطر لانه ليست المرة الاولي لتبرير الفشل الكارثي في سياسته في ادارة حكم العراق وتوجيه اصابع الاتهام الي هذه الدول تنبع علي اساس طائفي بحت, فما شأن هذه الدول اذا كان وزير الدفاع وزير الداخلية ومدير المخابرات السيد المالكي لا يعرف باحوال جيشه وامور بلاده وتسلسل الارهابيين الي داخل العراق وعندما تقع الكارثة وتتمزق البلاد ويحترق العباد يخرج المالكي ليخبرنا بانه مؤامرة حكاها الفرقاء السياسين من داخل العراق ودول الجوار, واذا كانت السعودية تدعم الارهاب فلماذا سحب المالكي قطعات الجيش من الحدود السعودية فالمنطقي ان يقوم المالكي بزيادة اعداد الجيش والشرطة علي تلك الحدود لوقف تدفق الارهابين الي العراق ؟ وهذه واحدة من تناقضات المالكي.

الفشل في ادارة البلاد والعباد في العراق نتيجة سياسيات فاشلة وادارة غير واعية للمالكي قائمة علي الفردية ومتمسكة بجميع مقاليد الحكم ومفاصل الدولة والاعتماد علي الاقارب وابناء العشيرة بغض النظر عن كفأتهم وقدرتهم في ادارة الدولة, وكاننا نعيد عقارب الساعة الي الوراء ابان حكم صدام ويعيش العراقيون نفس المحنة. السيد المالكي لم يدرك ان العراق ملكا للعراقيين جمعيا وليس لهذا الجيل من العراقيين فقط وانما للاجيال القادمة وهنالك مسوؤلية تاريخية واخلاقية امام هذه الاجيال.

&