يبدو أن هناك خطة لدفع داعش نحو سوريا وغربي كوردستان ويبدو أن الحدود المخصصة لها هي تلك الرقعة، وخاصة بعد أن تبين بان النظام لا يمكنه ردع داعش وعدم وجود أية قوة تسانده بعد أن الخسائر المعنوية والسياسية التي مني بها حزب الله وانسحاب الميليشيات العراقية المساندة له وكذلك ايران التي تعاني الأمرين بتشتتها بين العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن فهي غير قادرة بعد الآن على دفع فواتير كل هؤلاء وخاصة أنها تريد تمرير صفقتها النووية من خلال إظهار بعض من حسن النوايا والابتعاد عن تأزيم الأوضاع أكثر وما تنازلها عن المالكي ألا خطوة في هذا الطريق,.

لقد حققت داعش أهداف القوى التي أرادت الضغط على المالكي الإيراني وعلى الكورد معا" كي يتنازل الطرفين وهذا ما تحقق، تنازل المالكي عن السلطة كما تنازل الكورد عن شعار الدولة ولو مؤقتا" من أجل ردع الهجوم الداعشي.

والنتيجة الأخرى التي ولدتها توسع داعش هي أضعاف النفوذ الإيراني في العراق وأعادت للواجهة السياسية مسألة مظلومية السنة الذين بانوا وكأنهم كلهم داعمون للإرهاب ومساندون له.وبذا اصبحوا مضطرين لقبول المساومات والتنازلات التي كانوا يرفضونها فيما مضى بسبب وقوفهم إلى جانب داعش، وأعاد للأمريكيين سيطرتهم على القرار السياسي العراقي الذي كانت ايران تتحكم به.

بالنهاية ودون أي اتفاق،حققت داعش أهداف السلطة العراقية في رد الكورد وحققت الرغبة الكوردية والسنية في أقصاء المالكي وحققت الرغبة الأمريكية في إعادة التحكم بالقرار العراقي وكبح جماح السنة من خلال تلوث أيادي الكثير منهم بالإرهاب –الذنب،الجريمة )- التي سيدفعون ثمنها في المستقبل.وإعادة السيطرة على الصحوات التي تفتت وتناحرت بين الولاء للدولة وتنظيم داعش الإرهابي وقدمت على طبق القواعد العسكرية لأمريكا بعد أن كانت السلطة العراقية ترفض القبول بها.

ما تحقيق من إفرازات سياسية وعسكرية وحتى اقتصادية بسبب غزوة داعش لموصل والمناطق العراقية والكوردستانية لم يكن من الممكن جنيها ألا في وضع مماثل للذي استجد في الشهر الأخير وخوصا" في الأسبوعين الأخيرين بعد هجوم التنظيم الإرهابي على منطقة شنكال (سنجار ) ذات الغالبية الكوردية الإيزيدية التي تعرضت على مدى تاريخ وصول الإسلام للمنطقة إلى أكثر من 72 غزوة الهدف منها القضاء الكلي على أبناء تلك الديانة الكوردية ودفنها للابد والغزوة الأخيرة التي لا يمكن معرفة نتائجها بالرغم من وجود المئات الألاف من المشردين والمحاصرين في الجبال وكذلك نشر وكالات الأنباء وكذلك المهتمين والمراقبين بان عدد القتلى والمفقودين هو بالألاف ولكن الكارثة –المجزرة-الحقيقة لن تتضح ألا بعد تحرير المنطقة.&

وعلى الصعيد السوري الذي يبدو أنها ستكون المأوى الأخير لداعش بعد دحره ودفعه نحوها من العراق وكوردستان, بسبب انتفاء الحاجة إليه في العراق بعد تحقيق ما كان ممكنا" تحقيقه من غزوته الوحشية وذلك بإعادة العراق إلى ما كان عليه في بداية التدخل الأمريكي الذي دمر الدولة والسلطة العراقية عام 2003، لان الساحة السورية تتحمل وتتقبل تواجد تنظيم قوي يملك المال والسلاح مثل داعش الوسائل التي تفتقر اليها بقية الكتائب المسلحة المعارضة للنظام بسبب ذهاب المساعدات الكثيرة والكبيرة التي قدمتها دول مختلفة إلى جيوب بعض تجار الحرب داخل قيادة الائتلاف الوطني السوري –السفينة العائمة على بحر من الرمال-, ولهذا فأن الساحة السورية هي الأكثر استيعابا" والأكثر ملائمة لداعش كدولة وقوة مسلحة مسيطرة على مفاصل الوضع المعارض فيها،

من جهة أخرى اتضح بان التوسع الداعشي السريع في الخارطة العراقية وإقليمها الكوردي قضت على أمال بشار الأسد في أية مساعدة دولية له لمحاربة الإرهاب، وتركته وحيدا" في مواجهة تنظيم داعش المتخم بالمال والسلاح والمقاتلين الذين انضموا اليها من العراق والذين يعدون بعشرات الألاف بعد التصريحات الروسية بوقف أمداد نظام بشار بالأسلحة التي طلبتها وكذلك تراجع الإيراني الواضح في دعمه عسكريا" والخسائر الكبيرة التي مني بها حزب الله ومحاولة داعش والنصرة نقل المعارك إلى داخل حدود لبنان وما حادثة عرسال البلدة الحدودية اللبنانية والتي تم قتل وخطف مجموعة من العسكريين اللبنانيين منهالا إشارة وتنبيه لحزب الله.

الهدف الآن هو غربي كوردستان أولا" ومن ثم البقية الباقية ما يسمى بالجيش الحر بكل تسمياته ماعدا جبهة النصرة التي ستنضم إلى داعش بعد قرار مجلس الأمن 2017 الخاص بتجفيف مصادر دعم التنظيمين،&

لن تفضى العراق من داعش ولكن الثقل الأساسي له سيكون في سوريا ولهذا يقوم بتحصين مراكز تواجده في الرقة والشدادة ودير الزور، ومناطق أخرى تحاول فيها تطبيق إدارته –دولته –التي فشلت في مناطق العراق قبل تثبيتها كما يبدو.

الساحة السورية متجهة إلى أما انضمام بقية الكتائب لداعش في حربها التي ستبدأه مع النظام بشكل فعلي للوصول والجلوس في دمشق لإعادة الخلافة الأموية بعد أن فقد الأمل في أن يكون امتدادا" للخلافة العباسية التي يحلم بها (الخليفة ) أبو بكر البغدادي،أو التعاون مع النظام في ضرب داعش ومحاولة لجمه والقضاء عليه.

ستكون سوريا الفريسة الأخيرة لتنظيم القاعدة والساحة التي ستخبو فيها لأمد غير معلوم،لكن بعد أن تكون سوريا قد فرغت من ناسها بين مهاجر ومشرد وقتيل ومذبوح وتدمير كل أسس البنية التحتية وأسس الدولة.

&

&